انظروا إلى جمال هذه الآية كم هي موجزة وواضحة.
من منكم لم يفهمها بعد؟
أعتقد أنهالا تحتاج لشرح مفصل ، يقول الله تعالى : لا تدخلوا بيوتاً ولا تزوروا أحداً حتى تستأذنوا من صاحبها وتأخذوا منه الموافقة حتى فإذا كان صاحب البيت موجود ومستأنس أو مستعد لاستقبالكم فأدخلوا بيته ، وإذا لا فاختاروا يوماً آخر وسلموا على أهل البيت بتحية اللإسلام حين تزوروهم .
الآية سهلة جداً وواضحة فلماذا لا نطبقها ؟
كم مرة طرق بابكم ضيوف بلا موعد وفي وقت غير مناسب ؟
كثييييييييييير صحيح ؟
المشكلة أن هؤلاء الضيوف هداهم الله لا يحترمون أن للناس ظروف خاصة أو ربما غير مهيئين في هذا الوقت لاستقبال أحد .
الاستئذان أدب رفيع يدل على رقي صاحبه وعلى حسن تربيته وأخلاقه ، وهذا الأدب موجود في ديننا في القراءن والسنة فلماذا لا نتحلى بهذا الأدب ؟
لماذا نزعج الآخرين بزياراتنا المفاجئة ؟
إن هذا لا يبت للإسلام بأية صلة ، ومن هنا سأتكلم في موضوع اليوم عن آداب الاستئذان وآداب الزيارة التي باتت مفقودة عند بعض الناس .
التزوار وصلة الأرحام وتفقد الناس بعضهم البعض بحد ذاته شيء رائع ، لكن لكل شيء حدود وآداب يجب أن لا نتغافل عنها فإذا زاد الشيء عن حده انقلب ضده .
هناك مفهوم خاطىء عند بعض الناس وهو أن الزيارة ليست بحاجة إلى استئذان وعلى صاحب البيت أن يكون مهيأ لاستقبال الضيوف في أي وقت ، لأن الضيف هو ضيف الله ومن واجب صاحب البيت أن يكرم ضيفه .
أذكر عندما أنجبت اختي طفلها الثالث كانت متعبة ومرهقة جدا لأن ولادتها كانت بعملية قيصرية وكلنا نعرف أن النفساء بحاجة للراحة والنوم ، ورغم هذا كان الضيوف يتقاطرون عليها صباحاً ومساءاً بعد أن خرجت من المستشفى مباشرة ومع أطفالهم أيضا وكانوا يمكثون عندها لوقت متأخر من الليل بلا ذوق وبلا احترام . http://sl.glitter-graphics.net/pub/6...z46nrtqnil.gif
أي تهنئة وأي واجب هذا الذي يأرق راحة الآخر ين ويزعجهم ؟
وأذكر أيضاً عندما عاد والديَّ من الحج كانا مرهقان ومتعبان جداً ورغم هذا لم يقدر الضيوف تعبهما وحاجتهما للراحة والنوم .
لقد كان الضيوف في منزلنا على مدار ال 24 وساعة دون انقطاع ولوقت متاخر من الليل أيضاً .
تقول أمي: لقد تعبنا في استقبال الضيوف أكثر من تعبنا في الحج .
وبالنتيجة بدلاً من أن تكون الزيارة بقصد التهنئة تصبح بقصد الإزعاج ويصبح الضيف عبء ثقيل على المستضيف .
أيها الزائر الفاضل أيتها الزائرة الفاضلة للزيارة آداب وذوقيات محببة يفضل أن تقوموا بها قبل الزيارة حتى تستأنسوا أنتم ومن يستضيفكم ...
آداب ما قبل الزيارة : -أولا وقبل كل شيء لا بد من الاتصال قبل الزيارة فليس لديكم أي حجة طالما أن الهاتف موجود في كل بيت ، وهذا لصالحكم وليس لصالح من تزوروه فقط ، ألا تحبون أن يكون المستضيف سعيد بوجودكم في بيته مهيأ لاستقبالكم ؟ http://sl.glitter-graphics.net/pub/6...z46nrtqnil.gif
-ثانيا احترام الوقت مطلب أساسي قبل الزيارة لأن هناك العديد من الضيوف يزورون الناس بغتة في أي وقت شاؤوا إما في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من الليل أو في وقت الغداء ..
علينا أن نتحلى بالذوق أكثر وأن نختار الوقت المناسب والملائم للزيارة لا في أي وقت نشاء .
يال خفة الظل !!
كلم لديكم أشياء ثمينة لا تحبوا أن تخسورها وكذلك الناس فهم أيضا لا يحبون أن يخسروا أشيائهم .
-رابعاً أطعمي أولادك قبل أن تصطحبيهم إلى بيوت الناس فليس جميل أن يجوع أولادك عند الآخرين ويبدؤوا بطلباتهم التي لا تنتهي حتى لا تحرجي نفسك وأصحاب البيت معك .
- عودي نفسك أن يكون في حقيبتك ساندويشات صغيرة أو بسكويت أو كيك نوعاً من الاحتياط .
آداب وذوقيات أثناء الزيارة :
-وإذا كنتم في زيارة للتعزية في فقيد فلا تمكثوا عندهم وقتا طويلا ولا تزعجوهم بأطفالكم واحترموا أنهم يمرون في ظروف سيئة و أزمة شديدة يجب مراعاتها .
التعاطف مع الآخرين شيء جميل ولكن لا تجعلوا تعاطفكم على حساب راحة الغير .
زيارة للتهنئة أم للإزعاج ؟
كلنا نعلم أن حفل الزفاف يحتاج لتحضيرات وتجهيزات مسبقة تأخذ أسابيعاً عدة من التنسيق والترتيب وتجهيز منزل العروسين وحجز القاعة وغيرها وكل هذا يحتاج لسهر وجهد وتعب متواصل ، فما أن ينتهي الزفاف يكون العروسين وأهل العريس متعبين جداً يحتاجون لفترة طويلة من الراحة .
فنجدهم يبدؤون بالتهنئة بعد الزفاف مباشرة في الصباح والمساء وفي كل وقت .
سواء كانت التهنئة في الزواج أو النجاح أو في مولود جديد يجب أن تكون الزيارة بعد أسبوع على الأقل فلن تطير الدنيا .
لذلك اجعلوا لتهنئتكم طعم ولا تحولوها لإزعاج .
وأخيرا وليس آخراً اتركوا لكم بصمة جميلة في كل مكان تخطه أقدامكم وتعلموا أدب الاستئذان وتحلوا بالذوق واحترموا ظروف الأخرين واحذروا أن يكون ظلكم ثقيل على أحد وعاملوا الناس كما تحبوا أن يعاملوكم و زوروا الناس كما تحبوا أن يزوروكم . http://sl.glitter-graphics.net/pub/6...z46nrtqnil.gif
واعلموا أن القرآن لم ينزل علينا كي نقرأه بل كي نفهمه ونطبقه .
ودامت الأفراح حليفة دياركم
وأدام الله لكم أحبابكم وكثر من محبيكم