المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دروس عن / بنات النبي صلى الله عليه وسلم



سيبويه الحزنوي
12-17-2007, 08:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

يسرني أن أقدم لكم هذه المجموعة وهي تحتوي على أربعة دروس سوف أتحدث فيها عن بنات الرسول صلى الله عليه وسلم الطيبات الطاهرات رضي الله عنهن أجمعين



الدرس الأول / زينب رضي الله عنها

الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله حمدا حمدا ، والشكر له شكرا شكرا ، والصلاة والسلام على نبينا صلاة صلاة وسلاما سلاما .
وبعد
لقد كان لأبي العاص أبن الربيع مكانة خاصة عند خالته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها فكانت تنزله منزلة الابن فتقدم أبو العاص إلى بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وخطب زينب رضي الله عنها ، فسأل صلى الله عليه وسلم ابنته زينب رضي الله عنها فقال : ابنتي زينب إن أبا العاص ذكر اسمك وعرف صلى الله عليه وسلم موافقتها بسكوتها .
وولدت زينب رضي الله عنها لأبي العاص علي و أمامه .
وعندما ارتفع صوت النبوة رفض أبو العاص الإسلام وشهد مع كفار قريش بدر ، فكانت زينب رضي الله عنها بين نارين إما التيتم أو الترمل ، ثم جاءت عمة أبيها عاتكة بنت عبد المطلب فقالت انتصر محمد ولم يقتل أبو العاص بل وقع في الأسر فأرسلت زينب رضي الله عنها قلادة لأمها فعندما رآها صلى الله عليه وسلم ذرفت عيناه وأطلق سراح أبي العاص .
وعندما وصل أبو العاص إلى مكة دخل بيته فرحبت به الزوجة الرحوم ولكن.. قال أبو العاص جئتك مودعاً يا زينب !!! فقالت رضي الله عنها أهناك هجرة أخرى قال نعم ولكن أنت التي ستهاجرين إلى أبيك فقد طلب مني ذلك ، فذهب كنانة بن الربيع ليوصل زينب رضي الله عنها وخرج نفر من قريش على أثر المهاجرة حتى أدركوها فكان أسبقهم إليها هبار بن الأسود الأسدي الذي روعها بالرمح ونخس البعير فألقى براكبته على الصخر فقام كنانة وقال : والله لا يدنُ منيمني رجل إلا وضعت فيه سهماً فتراجع المطاردون ، وقال أبو جهل لقد خرجت علانية وهذا يعود علينا بالذل والهوان فارجع وأخرجها سراً ففعل وهي تنزف دماً رضي الله عنها ، ثم عاد بها وأسلمها إلى زيد بن حارثة ، وعندما وصلوا إلى المدينة قال صلى الله عليه وسلم إن ظفرتم بهبار أو الرجل الذي معه فحرقوهما بالنار وما كان من الغد إلا قال صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لأحد أن يعذب بالنار إلا رب النار فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما .
وبعد هذا أتى أبو العاص إلى بيت زينب رضي الله عنها فقالت له أسلمت فقال كلا ولكن أدركنتني سرية لأبيك فأصابوا كل ما معي ، وعندما سمعت رضي الله عنها صوت أبيها صلى الله عليه وسلم يكبر في المسجد قالت : أيها الناس إني قد أجرت ابن الربيع ، وبعد ذلك خيّر صلى الله عليه وسلم من أصاب سريته بإعادتها أو أخذها فقالوا بل نردها إليه فأخذها وذهب بها إلى مكة .
ثم جاء أبو العاص من تلقاء نفسه مسلماً وبايع الرسول صلى الله عليه وسلم فأعاد عليه زينب رضي الله عنها ومرّ عام واحد وتوفيت زينب رضي الله عنها وصلى عليها أبوها صلى الله عليه وسلم في مسجده .
وعندما شعر أبو العاص بدنو أجله أوصى الزبير بن العوام بابنته أميمه فعندما ماتت فاطمة رضي الله عنها زوجها الزبير لعلي رضي الله عنهم أجمعين .

سيبويه الحزنوي
12-17-2007, 11:45 PM
الدرس الثاني / رقية ذات الهجرتين(1) رضي الله عنها

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين وبعد :ـ

كانت فاطمة رضي الله عنها عند أبيها صلى الله عليه وسلم يلعّبها فجاء وفداً
من آل المطلب فتحدث شيخهم أبي طالب وقال : قد جئنا لنخطب ابنتينا رقية وأم كلثوم لابني عبد العزى ( أبو لهب ) عتبة وعتيبة .
فتزوج عتبة من رقية وتزوج عتيبة من أم كلثوم على الرغم من أن أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها كانت لا تستريح لأم جميل زوجة عبد العزى لما في أم جميل من قسوة القلب وشراسة الطباع وحدة اللسان .
وبعد الزواج انصرف صلى الله عليه وسلم للتعبد والتأمل ، ومضت أيام وليا كثر فيها خروجه صلى الله عليه وسلم إلى غار حراء وخديجة رضي الله عنها تعدّ له زاده وتبعث وراءه من يحرسه ، وكانت قريش قد ائتمرت بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في بناته قائلة ( إنكم قد فرغتموه من همّه فردوا عليه بناته فاشغلوه بهنّ )
ومشوا إلى أصهار الرسول صلى الله عليه وسلم الثلاثة وطلبوا من كل واحد منهم مفارقة صاحبته فأما أبو العاص فرفض وأما عتبة وعتيبة فطلقا والحقيقة إن ابنا أبو لهب لم يكونا في حاجة لكي تسعى قريش وذلك لأن أم جميل أمهما تكفّلت بهذا حين أقسمت ألا يظلها وبنتي محمد صلى الله عليه وسلم سقف .
وبعد نزول سورة المسد كان صلى الله عليه وسلم جالس مع أبي بكر بجوار الكعبة و أتت أم جميل وفي يدها الفهر وقالت لأبي بكر أين صاحبك لقد بلغني أنه هجانا ولو وجدته لضربت بهذا فاه ، فعندما ذهبت قال الصديق للرسول صلى الله عليه وسلم ألا تراها رأتك فقال صلى الله عليه وسلم لقد أخذ الله ببصرها .
وبعد هذا أتى عثمان ابن عفان إلى الرسول صلى الله عليه وسلم خاطباً لرقية فزوجه صلى الله عليه وسلم.
ولما رأى صلى الله عليه وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء قال : لهم لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكاً لا يُظلم عنده أحد فكان عثمان وزوجه رضي الله عنهما أول من هاجرا إلى الحبشة فاستقبلهم النجاشي وأكرمهم ، وبعد فترة من الزمن عاد بعض المهاجرين ومنهم عثمان وزوجه رضي الله عنهما ، فذهبت رقية رضي الله عنها إلى بيت أبيها وعلمت وقتها بوفاة أمها رضي الله عنها .
ثم هاجرت مع زوجها إلى المدينة وقد ولدت عبد الله ثم أصابتها الحصبة وأمر صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله عنه بأن يبقى عندها وذلك يوم بدر ، وماتت رضي الله عنها وصلى عليها أبوها صلى الله عليه وسلم فرحمت الله عليهم أجمعين.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
( 1) سميت بذات الهجرتين لأنها هاجرت مرتين مرة إلى الحبشة ومرة إلى المدينة .
والله أعلى و أعلم

خالد الحزنوي
12-21-2007, 04:48 AM
جزاك الله خيرا اخوي

جبل حزنة
12-27-2007, 07:37 AM
جزك الله خير