المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : :: كفى يا أحمد !! (( قصة قصيرة )) ::



ابوصالح1
12-26-2007, 05:29 PM
السلام عليكم ..
بداية .. القصة واقعية وليست من نسج الخيال و عايش وقائعها أحد المدرسين الفضلاء في مدرستنا العامرة .. ولكني سأقتمص شخصية هذا المدرس وأحكي القصة على لسانه ..
=============== =============== =============== ==
ذهبت كعادتي وأنا مثقل الخطى لمدرستي ..
دخلتها .. هدوء قاتل !!
أنطلقت مباشرة إلى غرفة المدير .. جلست على أحدى الأرايك المريحة ونظرت إلى أثاثها الفاخر .. ماشاء الله تبارك الله .. هذا ما قلته في نفسي .. ثم أردفت .. لا بأس .. مديرنا يستحق مثل هذا بل أكثر .. فهو مثال للمدير الذي يعرف كيف يجعل موظفيه يعشقون عملهم بالرغم من كل مآسي التعليم المتأخرة في هذا الزمن العجيب !!
وأنا أقلب ناظري هنا وهناك .. تسألت لما كل هذا الهدوء ؟ أين الطلاب و زوبعة حديثهم ومناقشاتهم الحادة والتي لا تتعدى في بعض الأحيان عن .. هذا الفريق أفضل من ذاك أو هذا اللاعب أكثر إبداعا من ذاك .. طبعا هذا إن أحسنت الظن فيهم .. إلا من رحم الله .. الغريب إن زوبعتهم ذاتها تختفي عند بداية أي حصة ليعيش الجميع في جو الصمت لا لشيء إلا لأجل الصمت لا أكثر !!
أها .. تذكرت .. فإننا الأن في الدور الثاني .. كيف فات علي هذا الأمر ..
خرجت مسرعا من غرفة المدير .. لأرى ثلة من الطلاب لا يتعدى عددهم أصابع اليدين .. كل منهم في يده كتابه يقرأه بشغف إستعدادا لدخول الإختبار .. تسألت في نفسي .. لماذا يرسب هؤلاء الطلاب مع كل هذه التسهيلات التي قدمتها وزارتنا الرائدة في التخلف ؟؟ .. المعذرة .. أمممممم ... التخلف كلمة خرجت من أعماق صدري .. لا تلوموني عليها .. و لا تسألوني لماذا ؟ .. هي هكذا أبت إلا أن ترقص أمام أعينكم لتكشف وجهي الآخر .. على أية حال .. لا أهتم بذلك !!
عدت لنفس السؤال .. ولعلي عرفت الإجابة عندما رأيت كل منهم ملتصق بكتابه كإلتصاق الطفل الرضيع بإمه !!
هم لا يدركون قيمة الوقت .. لذا ظلوا في غفلتهم حتى كُسر الفأس في رأسهم !!
لا أدري لماذا نحن هكذا ؟؟ عفوا أقصد بعضنا .. فهو لا ينجز المهمة في وقتها ويحب التسويف ويدندن حول الكسل .. على كل .. أيضا لا يهم !!
وأنا اتلمح وجوه الطلاب .. لفت نظري ذلك الطالب .. إنه احمد .. إنني أراه كل يوم خلال هذه الأيام التي تدعى الدور الثاني !! وياليت شعري .. هل سيكون هناك دورٍ ثانٍ يوم القيامة !! .. الله المستعان ..
نظرت بنظرة الأسى للطالب أحمد .. وقررت أن أحزم معه وأقدم له عتابا قاسيا عله يصحو من غفلته .. هذا ما كنت أرنو إليه ..
ذهبت نحوه .. ناديته .. أحمد ..
أجاب : نعم يا أستاذ ..
قلت له .. ألا تشعر بالخجل ؟؟ .. وأنت تزور هذا المكان كل يوم ؟؟ .. وكأنك أحد طاقم التدريس ؟؟ لماذا لم تهتم في ساعات الإمهال ؟؟ .. لماذا يسبقك غيرك وتظل في مؤخرة القافلة ؟؟ .. لماذا .. ولماذا .. كنت جادا في عتابي وحادا كذلك .. وكان هو مطأطأ الرأس ..
نعم .. كنت قاسيا فظا غليظا .. ظننت بإني أقدم نصيحة لهذا الإنسان وأنقذه من براثن الإهمال كما أزعم .. ولكنني تفأجت ..!!!!
=============== =============== =============== =
هنا أقف وسأعاود الكتابة متى ما سمحت لي لوحة مفاتيحي بذلك !! لأني أشعر بها وكأنها تأن تحت وطأت أناملي الثقيلة .. !!
إنتظروني بعون الله .. ابوصالح1

سيبويه الحزنوي
12-28-2007, 02:44 AM
اسمح لي أخي الفاضل أبو صالح وليسمح لي الأستاذ الفاضل :ـ

أولاًـ قال صديقك( طبعا هذا إن أحسنت الظن فيهم) العلم الذي تعلمه والعمل الذي يعمله والمكان الذي هو فيه يوجبون عليه حسن الظن حتى يكون معلم ناجح لا سيما إنه من خلفة الأنبياء .

ثانياً ـ قال صديقك ( وزارتنا الرائدة في التخلف ) وهذا لا يحق له بتاتا البته .فإذا كانت الوزارة كذلك فكل من تحتها كذلك وهذا أمر بعيد وغير مقبول .

ثالثاًـ قال صديقك ( رأيت كل منهم ملتصق بكتابه كإلتصاق الطفل الرضيع بإمه ) امتزجت الحقيقة بالخيال لولا أنه ذكر في البداية أنها واقعية لجزمت أنها من الخيال .

رابعاً ـ قارن صديقك بين اختبار الطالب في المدرسة واختباره يوم القيامة . ولا مجال هنا للمقارنة فدخول الانسان الجنة برحمت الله تعالى ليس بعمله ونجاح الطالب في المدرسة بعمله ليس برحمة والديه أو استاذه أو....... وكذلك كم من طالب ناجح في دراسته بأفضل تقدير ويوم القيامة هو في النار ، وكم من طالب راسب في دراسته وله الدرجات العلى يوم القيامة .

خامساً ـ قال صديقك ( وقررت أن أحزم معه وأقدم له عتابا قاسيا عله يصحو من غفلته ..كنت قاسيا فظا غليظا ) هنا أحتاج أكثرمن وقفه :ـ
الأولى ـ عندما قال قررت أن أكون حازماً هل كان هذا المعلم طوال السنة غير حازم ولم يأخذ الأمر بالجد!!!!!!!
الثانية ـ قال عتاباً قاسياً وهذا غير صحيح والصحيح أن يدعوَ بالحكمة والموعظة الحسنة .
ثالثاً ـ قال (فظا غليظا ) والله سبحانه وتعالى قال لنبيه (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفظوا من حولك) .
رابعاً ـ ترك المعلم جزاه الله خيرا السنة كاملة واتى قبيل الاختبارفي الوقت الذي يحتاج فيه الطالب قراءة أي معلومة لعلّها تنفعه في الاختبار خاصة وقد عمّ الهدوء كما ذكر لينصح ويعظ لم يوفق هذا المعلم باختيار الوقت المناسب.

أكرر شكري وتقديري للأخ أبو صالح وللاستاذ فاختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية و أهدي له قول الشاعر :ـ


وأوردها سعد وسعد مشتمل**************ما هكذا تورد يا سعد الأبلُ .

ابوصالح1
12-28-2007, 06:51 PM
الأخ سبيوية ..
شاكر لك المشاركة .. بالرغم إني كنت أنتظر منك نقد أدبي للقصة .. إلا إنك تنتقد القصة نفسها !!
على كل .. القصة فكرتها العامة حقيقة ولكن أسلوبها ومجرياتها من بنات أفكاري .. إذا لا يعقل أن أجلس مع المعلم ليري لي كل هذا التفاصيل .. :):)

سأعود لاحقا إن شاء الله :)

ابوصالح1
12-28-2007, 09:02 PM
تتمة للقصة ..
=============== =============== =============== =========
نعم لقد تفاجأت ..
فلقد رفع أحمد رأسه .. ياللمصيبة .. !! إن أحمد يبكي !! إن دموعه تسيل كسيل هدار ناضج للتو ولد في هذه الحياة ..
توقفت عن الكلام وكلي دهشة ..
قال لي بصوت حزين .. أستاذي .. شعرت بهذه الكلمة وكأنها تخرج من عمق بيئر سحيق .. وعلمت أن ورأها خبر عميق بعمق خروجها ..
قلت .. نعم ..
قال لي .. يبدو إنك لا تعلم بإني أمي توفيت خلال العام الدراسي المنصرم ..
قلت .. ماذا ؟؟
قال لي .. أستاذي .. إن كان الطلاب يخرجون فرحين من المدرسة بعد عناء الحصص وكثرة الدروس والواجبات ليذهبون إلى بيوتهم .. حيث يجدوا بعض الحنان .. فإنني كنت أذهب مكسور الخاطر وأدخل بيت أحزاني .. هناك لا أحد يستقبلني بحنانه .. لا أحد يطبب علي .. ليس هذا فحسب .. بل تكويني أسئلتهم ..
قاطعته وكلي دهشة .. أسئلة مَن ؟ قل .. تحدث !!
قال والعبرة تخنقه .. إنها أسئلة إخواتي الصغيرات واللاني ينتظرن أمي .. فلقد قال أبي لهن إن أمي في المشفى لتلقي العلاج ..
وليس في البيت إلا أنا وهن .. وأبي يكدح هنا وهناك لتوفير لقمة العيش .. كنت أرجع من المدرسة لاصطلي بنار تلك الأسئلة .. نعم كن يبكين دائما .. أحاول أشغلن بإي شيء آخر .. لكن .. هيهات !! فنحن إسرة فقيرة بالكاد نملك قوت يومنا ..كنت أتمنى لو أملك لعبة بالية لإحاول إشغالهن بها .. هن يبكين أمامي ويسألن عن أمهن .. وأنا .. أتمالك نفسي .. وأحاول إفهامهن بإنها في المشفى وسترجع عما قريب .. وأنا أعلم بإنها لن ترجع .. وهل يعود الموتى ؟؟
فإذا تعبن بعد الإستجداء .. يركن للنوم ..
لأذهب أنا لغرفة والدتي وحبيبتي المفقودة .. نعم .. لأقبل شرشف صلاتها وحجابها وأمسح بهما دموعي .. أنظر لغرفتها .. أقبل جدارها أثاثها بل حتى أرضها.. ثم تعود الذكريات الحارقة لمخيلتي .. فهنا كانت تجلس وهنا كانت تمشط لإختي منى .. وهنا كانت تلاعب سهى .. وهنا كانت تحكي قصصها الجميلة لهدى ..
وهنا ..
توقف أحمد عن الحديث وبدأ يبكي بحرقة .. لم استطع قول شيء فقد كانت دموع عيناي على وشك الهطول ..
ثم أكمل وقال بصوت متهدج ..
وهنا كانت تقول لي .. يا أحمد .. أنا في شوق لرؤيتك وأنت متقلد أفضل المناصب في بلدنا ..
وبعد رحلة الذكريات تلك كنت أذرف الدموع الحارة وحاول إخائفها عن أخوتي ..
أستاذي .. مرت على هذه الحادثة أكثر من ثلاث شهور .. و هن مازلن ينتظرن أمهن .. في كل يوم يسألن ويبكين .. وأنا اداريهن بإبتسامات بالكاد تخرج من شفتي حتى يرقدن .. ثم أذهب لإخرج ما بصدري في غرفة أمي حبيبتي رحمها الله ..
عندها قلت وبأعلى صوتي .. كفى يا أحمد .. وذهبت مسرعا لأتوارى بدموعي والتي رفضت الإنصياع لي أكثر من ذلك .. نعم .. كفى يا أحمد .. كفى ..
ندمت على ما فعلته مع أحمد وأحسست بحرقة في صدري .. أحسست بإنني إنسان عديم الأحاسيس فاقد الرحمة .. هربت .. نعم هربت من طالبي .. وخجلت من نفسي .. و فزعت لأحد المدرسين لإخبره بما جرى .. وعاهدت الله أن أقدم لهذه الأسرة المساعدة ..
وبعد فترة وجيزة .. أنتهزت أحدى الفرص .. وقدمت لهذه الأسرة شيئا تكفيرا لما فعلت .. وأضفت إليه بعض الألعاب الجميلة لأخوات أحمد .. وسألت الله أن يغفر لي ..
=============== =============== =============== ==
هنا أنتهت القصة ولقد قمت بإختصارها لضيق وقتي ..
على كل .. ليس كل ما ذكر هو صحيح بعينه ولكن في المجمل هو صحيح ..
بخصوص أسماء أخوات أحمد فهي إفتراضية لا أكثر ..
وفي والواقع مآسي أكبر وأكثر .. والله المستعان ..
ابوصالح1