المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قبل أن تطالبوا المؤسسات بالتربية انظروا إلى طريقة تعاملكم مع أبنائكم



منافح
07-24-2008, 09:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

تشتد لغة الحوار والنقاش على مؤسسات التربية والتعليم في كل مكان وزمان

فلا يكاد يخلو مجلس من المجالس من حديث حول هذا الموضوع دون أن يتم النيل من التعليم بطريقة

يبرئ فيها المتحدث المسؤلية الملقاه عليه ويرمي على عاتق وزارة التربية والتعليم المسؤلية الكاملة

في تربية الأبناء ..

وكأن أنفسنا كعرب تأنف أن تعترف بأخطائها وتجيد نقد الآخرين (وفي رأيي حتى نقد الآخرين نفتقد

لأدبياته ) ..

لن أطيل عليك أخي القارئ الكريم .. وأعرض أمام ناظريك مقالة في جريدة الوطن بعنوان :

قبل أن تطالبوا المؤسسات بالتربية انظروا إلى طريقة تعاملكم مع أبنائكم

ساعة في مطار الملك خالد الدولي.. لن أتحدث هنا عن مستوى الخدمات في المطار.. ولا عن تدخين

الموظفين عند إشارات ممنوع التدخين. فقد كفى ووفى الكثير في ما يخص هذا الموضوع.

ولكن سأروي بعض المواقف التي "شدت انتباهي" أثناء قضائي ساعة انتظار في مطار الملك خالد

الدولي.. وبعدها في الطائرة.. ومنها:

أب يضرب ابنه البالغ من العمر 4 سنوات "كفا" يدوي صوته في قاعات الانتظار.. أب وأم يرميان ابنتهما

الرضيعة فيما بينهما لأنها أزعجتهما بصراخها من الجوع.. أم "تشوت" طفلتها برجلها لأنها جلست على

نفس الكرسي التي تجلس عليه.. هذا ناهيك عن الصراخ والتوبيخ بأسلوب أبعد ما يكون عن التعاليم

الدينية والسيرة النبوية. مع العلم بأن الوالدين تبدو عليهما علامات الالتزام والتدين. وبعيدا عن أي نوع من

أنواع القيم الاجتماعية والإنسانية. مع أن الوالدين يبدو عليهما التمدن والحضارة.. والانفتاح على

الحضارات الأخرى.. وخصوصا "بمظهريهما "..

وستجد العكس تماما في أي مطار دولي آخر في الدول المتقدمة.. الذين استمدوا تلك القيم في

التعامل مع الأبناء من ديننا الإسلامي الذي حث على العطف على الصغير ومعاملته بأسلوب خاص.. تجد

الأب والأم يعاملان أطفالهما وكأنهم رجال مسؤولين. ويستغلان كل فرصة لترسيخ فنون التعامل مع

الناس في أذهانهم.. لقد كانت ساعة مقززة بسبب تلك المناظر البعيدة كل البعد عن الإنسانية.. فمن

الطبيعي أن يتذمر الأهالي والمجتمع من سوء النظام التعليمي.. فهم يحتاجون طرفا آخر لإلقاء اللوم

عليه في فشل أبنائهم غير أنفسهم.. وبالطبع فإنهم سيجدون الحكومة أفضل طرف يمكن لومه! ولكن..

مهما أنفقت وطورت الدولة في النظام التعليمي.. فالتعليم من غير تربية صعب التطوير.. والتطور الحقيقي

يأتي من داخل أسوار البيت نفسه.. يجب علينا أن نعي أن التربية هي أساس تنشئة الطفل.. وأن أكثر

من 80% من شخصيته تبنى في تلك المرحلة التي تسبق الـ 6 سنوات حسبما أفادت به الدراسات..

فأترك لكم تقدير نوعية شخصية هذا الشاب والشابة اللذين قضيا أول أيام حياتهما في دائرة العنف

والإهمال واللامبالاة.. ومن هنا فإنني أدعو جميع الباحثين الاجتماعيين. والمفكرين والقائمين على

الكراسي البحثية في الجامعات ومراكز الأبحاث.. والذين يبحثون عن أسباب وحلول لظاهرة الإرهاب..

وظاهرة تعاطي المخدرات.. وظاهرة القتل والتفحيط.. والانتحار! وجميع المشكلات الاجتماعية والنفسية

في المجتمع..لزيارة أي مكان عام لمدة ساعة.. وستجدون إجابات وافية تغنيكم عن الكثير! ولا حول ولا

قوة إلا بالله.

كتبه : عبدالعزيز إسماعيل طرابزوني

أترك لكم التعليق .. تحيتي للجميع

أخوكـــــم منـــافــح

ابو عدنان
07-24-2008, 09:48 PM
اهلا بك اخي الحبيب / منافح

يسعدني ان اكون اول المتصفحين لموضوعك الشيق

كما هي مواضيعك دائما .........


احترامي وتقديري لقلمك الرائع , وفكرك النير ,,


لي عوده

أبو عدنان

أم خيرية
07-25-2008, 03:22 AM
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على نبيه الأمين ، و آله و صحبه أجمعين ، و بعد ..

فإن الله تعالى امتن علينا بنعمة الذرّية ، و حذّرنا من الافتتان بها فقال : ( إنّ من أموالكم و أولادكم فتنة ) ، و

انتدبنا لنأخذ بحُجَز أهلينا عن النار فقال : ( قوا أنفسكم و أهليكم ناراً ) ، و ذلك من حقّ أهلينا علينا ، و تمام

رعايتنا لهم ، و كلنا راع و مسؤول عن رعيته كما في الحديث .

و لأداء أمانة الرعاية لا بدّ للأبوين من الحرص و العمل على تعليم الأبناء و تربيتهم ، و لا يفوتهم أنهما محاسبان

على التهاون و التقصير في ذلك .

فقد روى الترمذي و أحمد و غيرهما بإسناد صحيح عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهَا ابْنَةٌ لَهَا وَفِى يَدِ ابْنَتِهَا مَسَكَتَانِ غَلِيظَتَانِ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ لَهَا «‏ أَتُعْطِينَ زَكَاةَ

هَذَا »‏ .‏ قَالَتْ لاَ .‏ قَالَ «‏ أَيَسُرُّكِ أَنْ يُسَوِّرَكِ اللَّهُ بِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ »‏ .‏ قَالَ فَخَلَعَتْهُمَا فَأَلْقَتْهُمَا إِلَى

النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَتْ هُمَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ .

و الشاهد هنا أنّه رتب العقوبة على الأم و ليس على البنت التي لبست المسكتين في يدها ، و لعل هذا

لإقرارها على المنكر أو تسببها فيه .

و التربية السليمة تبدأ منذ نعومة الأظفار ، قال الإمام الغزّالي رحمه الله في ( الإحياء ) : ( ممّا يحتاج إليه

الطفل أشد الاحتياج الاعتناء بأمر خُلُقه ، فإنّه ينشأ على ما عوّده المربي في صغره من غضب لِجاجٍ و

عَجلةٍ و خفّةٍ و هوىًَ و طيشٍ و حدّة و جشع ، فيصعب عليه في كِبره تلافي ذلك و تصير هذه الأخلاق صفات و

هيئات راسخةٍ له ، فإن لم يتحرّز منها غاية التحرّز فضحته لابدّ يوماً ما ، و لذلك نجد أكثر الناس منحرفةً أخلاقهم

، و ذلك من قِبَل التربية التي نشأ عليها ) .

و قال الشاعر :

و ينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوّده أبوه

و قد قيل : العلم في الصغر كالنقش في الحجر ، و العلم في الكبر كالغرز بالإبر

و حدّث و لا حرج عن هدي النبي صلى الله عليه و سلّم في التربية ، لتر مدرسةً متكاملة المناهج ، راسخة

الأصول ، يانعة الثمار ، وافرة الظلال في التربية و التنشئة الصالحة ، حيث اعتنى بهم بنفسه ، و أوصى بهم

خيراً في العناية و الرعاية .

و من عنايته صلى الله عليه و سلم بتعليم الأطفال دعاؤه بالعلم النافع لبعضهم كما في مسند أحمد و

مستدرك الحاكم بإسناد صححه و وافقه الذهبي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال : إَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَضَعَ

يَدَهُ عَلَى كَتِفِى -‏ أَوْ عَلَى مَنْكِبِى شَكَّ سَعِيدٌ -‏ ثُمَّ قَالَ «‏ اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِى الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ »‏ .‏

و من هديه صلى الله عليه و سلم في تربية الأطفال :

تشجيعه على طلب العلم ، و إفساح المجال أمامه لمخالطة من يكبرونه سنّاً في مجالس العلم :

روى الشيخان عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -‏ رضى الله عنهما -‏ قَالَ بَيْنمانَحْنُ عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم جُلُوسٌ إِذْ


أُتِىَ بِجُمَّارِ نَخْلَةٍ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «‏ إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ لَمَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ الْمُسْلِمِ »‏ .‏ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ

يَعْنِى النَّخْلَةَ ،‏ فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِىَ النَّخْلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ .‏ ثُمَّ الْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا عَاشِرُ عَشَرَةٍ أَنَا أَحْدَثُهُمْ فَسَكَتُّ ،‏

فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «‏ هِىَ النَّخْلَةُ »‏ .‏

و روى البخاري و غيره ‏ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -‏ رضى الله عنهما -‏ قَالَ كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِى مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ ،‏ فَقَالَ بَعْضُهُمْ –

قيل إنّه عبد الرحمن بن عوف - : لِمَ تُدْخِلُ هَذَا الْفَتَى مَعَنَا ،‏ وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ فَقَالَ إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ .‏ قَالَ

فَدَعَاهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ ،‏ وَدَعَانِى مَعَهُمْ قَالَ وَمَا رُئِيتُهُ دَعَانِى يَوْمَئِذٍ إِلاَّ لِيُرِيَهُمْ مِنِّى فَقَالَ مَا تَقُولُونَ (‏ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ

وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ )‏ حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ ،‏ فَقَالَ بَعْضُهُمْ أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ ،‏ إِذَا نُصِرْنَا

وَفُتِحَ عَلَيْنَا .‏ وَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ نَدْرِى .‏ وْ لَمْ يَقُلْ بَعْضُهُمْ شَيْئاً .‏ فَقَالَ لِى يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَكَذَاكَ تَقُولُ قُلْتُ لاَ .‏ قَالَ فَمَا

تَقُولُ قُلْتُ هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَهُ اللَّهُ لَهُ (‏ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ )‏ فَتْحُ مَكَّةَ ،‏ فَذَاكَ

عَلاَمَةُ أَجَلِكَ (‏ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً )‏ قَال عُمَرُ مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ مَا تَعْلَمُ .‏

و في حضور الناشئ مجالس من يكبرونه سناً و قدراً تكريم له ينبغي ألا يعدِم التأدّب و التخلّق فيه ، و من أدبه

في مجلسهم أن لا يُطاولهم أو يتعالم بينهم ، أو يتقدّمهم بحديث أو كلام .

روى مسلم في صحيحه أن سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ رضي الله عنه قال : لَقَدْ كُنْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه

وسلم غُلاَماً فَكُنْتُ أَحْفَظُ عَنْهُ فَمَا يَمْنَعُنِى مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ أَنَّ هَا هُنَا رِجَالاً هُمْ أَسَنُّ مِنِّى .

و في هذا المعنى يرد قول الحسن البصري في وصيّته لابنه رحمهما الله : ( يا بني ! إذا جالست العلماء فكن

على السمع أحرص منك على أن تقول ، و تعلّم حسن الاستماع كما تتعلّم حسن الكلام ) .

مع أنّ حسن الإصغاء و الاستماع أدبٌ رفيعٌ في حق الكبار و الصغار جميعاً ، و قد أحسن من قال : المتحدّث

حالب ، و المستمع شارب ، فإذا كفيت مؤونة الأولى فأحسن الانتهال منها .


و من هديه صلى الله عليه و سلم في تربية الأطفال :

تهيئته لما ينبغي أن يكون عليه ، أو يصير عليه في كبره كالقيادة و الريادة و الإمامة ، و كفى دليلاً على ذلك

تأمير رسول الله صلى الله عليه و سلم أسامة بن زيد ذي السبعة عشر ربيعاً على جيش يغزو الروم في بلاد

الشام ، و فيه كبار الصحابة كأبي بكر و عمر رضي الله عنهم أجمعين ، و بعثه معاذ بن جبل رضي الله عنه أميراً

على اليمن و هو في التاسعة عشرة من العمر .

و من هذا القبيل ما يدل عليه ما رواه البخاريّ في صحيحه عن عمرو بن سلمة رضي الله عنه أنه قال : َلَمَّا

كَانَتْ وَقْعَةُ أَهْلِ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلاَمِهِمْ ،‏ وَبَدَرَ أَبِى قَوْمِى بِإِسْلاَمِهِمْ ،‏ فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ جِئْتُكُمْ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدِ

النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم حَقًّا فَقَالَ «‏ صَلُّوا صَلاَةَ كَذَا فِى حِينِ كَذَا ،‏ وَصَلُّوا كَذَا فِى حِينِ كَذَا ،‏ فَإِذَا حَضَرَتِ

الصَّلاَةُ ،‏ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ ،‏ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآناً »‏ .‏ فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ قُرْآناً مِنِّى ،‏ لِمَا كُنْتُ أَتَلَقَّى مِنَ


الرُّكْبَانِ ،‏ فَقَدَّمُونِى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ،‏ وَأَنَا ابْنُ سِتٍّ أَوْ سَبْعِ سِنِينَ وَكَانَتْ عَلَىَّ بُرْدَةٌ ،‏ كُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّى ،‏

فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَىِّ أَلاَ تُغَطُّوا عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ .‏ فَاشْتَرَوْا فَقَطَعُوا لِى قَمِيصاً ،‏ فَمَا فَرِحْتُ بِشَىْءٍ فَرَحِى بِذَلِكَ

الْقَمِيصِ .‏

فانظروا رحمكم الله كيف حفظ من أفواه الركبان قسطاً من كتاب الله فاق ما حفظه بنو قومه رغم تلقيهم عن

خير الخلق صلى الله عليه و سلّم ، و الأغرب من ذلك أنّه تصدّر لإمامة قومه في الصلاة رغم حداثة سنّه إلى

حدّ لا يُعاب عليه فيه انحسار ثوبه عن سوأته .

و من هديه صلى الله عليه و سلم في تربية الأطفال :

المداعبة و التعليم بطريق اللعب ، و هو من الوسائل التي تعتبرها المدارس الغربية في التربية اليوم من أنجع

الوسائل و أهمها و أقربها إلى نفس الطفل و أنفعها له ، رغم أن الهدي النبوي سبق إلى ذلك و قرره و شرع

فيه صاحبه صلى الله عليه و سلّم بالفعل ، في مواقف كثيرة من أشهرها ما رواه الشيخان و غيرهما من حديث

أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقاً ،‏ وَكَانَ لِى أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ -‏

قَالَ أَحْسِبُهُ فَطِيمٌ -‏ وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ «‏ يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ »‏ .‏ نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ ،‏ فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلاَةَ وَهُوَ

فِى بَيْتِنَا ،‏ فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِى تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ ،‏ ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّى بِنَا .‏

و مداعبته صلى الله عليه و سلم لأبي عمير رضي الله عنه درسٌ عظيم يرسم منهجاً في تربية الأطفال و

تعليمهم و آباءهم بأسلوب التشويق و التودد لهم ، و لذلك اهتم العلماء بهذا الحديث أيّما اهتمام .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ( الفتح ) : ( في هذا الحديث عدّة فوائد جمعها أبو العباس الطبري المعروف

بابن القاصّ الفقيه الشافعي صاحب التصانيف في جزءِ مفرد ، و ذكر ابن القاصّ في أوّل كتابه أنّ بعض الناس

عاب على أهل الحديث أنّهم يروون أشياء لا فائدة فيها ، و مثل ذلك التحديث بحديث أبي عمير هذا ، قال : و ما

درى أنّ في هذا الحديث من وجوه الفقه و فنون الأدب و الفائدة ستين وجهاً ثمّ ساقها مبسوطةً ) .

و من هديه صلى الله عليه و سلم في تربية الأطفال :

الضرب و التأديب بالضوابط الشرعيّة في التعليم :

وردت في هذا الباب أحاديث جيادٌ كثيرة منها :

- ما رواه أحمد في مسنده بإسناد حسن عَنْ مُعَاذٍ رضي الله عنه قَالَ أَوْصَانِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه

وسلم بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ .‏ قَالَ «‏ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئاً وَإِنْ قُتِلْتَ وَحُرِّقْتَ وَلاَ تَعُقَّنَّ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ


وَمَالِكَ وَلاَ تَتْرُكَنَّ صَلاَةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّداً فَإِنَّ مَنْ تَرَكَ صَلاَةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّداً فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَلاَ تَشْرَبَنَّ خَمْراً

فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ فَاحِشَةٍ وَإِيَّاكَ وَالْمَعْصِيَةَ فَإِنَّ بِالْمَعْصِيَةِ حَلَّ سَخَطُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِيَّاكَ وَالْفِرَارَ مِنَ الزَّحْفِ وَإِنْ هَلَكَ

النَّاسُ وَإِذَا أَصَابَ النَّاسَ مُوتَانٌ وَأَنْتَ فِيهِمْ فَاثْبُتْ وَأَنْفِقْ عَلَى عِيَالِكَ مِنْ طَوْلِكَ وَلاَ تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ أَدَباً وَأَخِفْهُمْ

فِى اللَّهِ »‏ .‏

- و ما رواه الشيخان عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ -‏ رضى الله عنهما -‏ أَنَّهُ بَاتَ

عِنْدَ مَيْمُونَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ -‏ رضى الله عنها -‏ وَهْىَ خَالَتُهُ -‏ قَالَ فَاضْطَجَعْتُ عَلَى عَرْضِ الْوِسَادَةِ ،‏ وَاضْطَجَعَ رَسُولُ

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ فِى طُولِهَا ،‏ فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ

بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ ،‏ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسَ ،‏ فَمَسَحَ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ ،‏ ثُمَّ


قَرَأَ الْعَشْرَ آيَاتٍ خَوَاتِيمَ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ،‏ ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا ،‏ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ،‏ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّى .‏

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ -‏ رضى الله عنهما -‏ فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ ،‏ ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ ،‏ فَوَضَعَ

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِى ،‏ وَأَخَذَ بِأُذُنِى الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا بِيَدِهِ ،‏ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ،‏


ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ،‏ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ،‏ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ،‏ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ،‏ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ،‏ ثُمَّ أَوْتَرَ ،‏ ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ ،‏ فَقَامَ


فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ،‏ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ .

و من هديه صلى الله عليه و سلم في تربية الأطفال :

تعويدهم على فعل الخيرات و منه ارتياد المساجد للصلاة و التعبد :

روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله : ( حافظوا على أبنائكم في الصلاة ، و عوّدوهم الخير فإنّ

الخير عادة ) .

و لهذا القول ما يؤيده في السنّة فقد روى ابن ماجة بإسناد صحيح عن مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِى سُفْيَانَ رضي الله عنه


عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ «‏ الْخَيْرُ عَادَةٌ وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِى

الدِّينِ »‏ .‏
و قد ورد في السنّة ما يدل على مشروعية تعويد الصغار على الصيام و صلاة الجماعة و اصطحابهم للحج صغاراً

و من ذلك :

- روى الشيخان عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ أَرْسَلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ «‏

مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِراً فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ ،‏ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِماً فَلْيَصُمْ »‏ .‏ قَالَتْ فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ ،‏ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا ،‏ وَنَجْعَلُ

لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ ،‏ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ ،‏ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ . قال ابن حجر : (

في الحديث حجة على مشروعيّة تمرين الصبيان على الصيام ) .

- و روى مسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم لَقِىَ رَكْباً بِالرَّوْحَاءِ فَقَالَ «‏ مَنِ

الْقَوْمُ ؟ »‏ .‏ قَالُوا : الْمُسْلِمُونَ .‏ فَقَالُوا : مَنْ أَنْتَ قَالَ : «‏ رَسُولُ اللَّهِ »‏ .‏ فَرَفَعَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ صَبِيًّا فَقَالَتْ أَلِهَذَا حَجٌّ


قَالَ «‏ نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ »‏ .‏
- و روى ابن خزيمة في صحيحه و الترمذي و أبو داود بإسناد صحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ رسول

الله صلى الله عليه وسلم دعي إلى طعام ، فأكل منه ثم قال : قوموا فلنصل بكم . قال أنس : فقمت إلى

حصير لنا قد اسود من طول ما لبس ، فنضحته بالماء ، فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصففت

عليه أنا واليتيم وراءه ، والعجوز من ورائنا ، فصلى بنا ركعتين ثم انصرف .

و ليس المقصود تعويدهم على صلاة الجماعة في البيت إلا أن يكون ذلك في النوافل ، كالركعتين التين أم

النبي صلى الله عليه و سلّم فيهما الغلامين و المرأة ، و هذا هدي نبوي شريف ، و من هديه عليه الصلاة و


السلام أيضاً ربط الأبناء بالمساجد و توجيههم إليها ، بل كان يذهب أكثر من ذلك فيتجوز في صلاته مراعاة لحال

الصبية الذين تصطحبهم أمهاتهم إلى المسجد .

روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِى قَتَادَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «‏ إِنِّى لأَقُومُ فِى

الصَّلاَةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا ،‏ فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِىِّ ،‏ فَأَتَجَوَّزُ فِى صَلاَتِى كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ »‏ .‏

و روى النسائي بإسناد صحيح عن عبد الله بن شدّاد رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه و

سلم يصلي بالناس إذ جاءه الحسين فركب عنقه و هو ساجد ، فأطال السجود بين الناس حتى ظنوا أنّه قد

حدث أمر فلما قضى صلاته ، سألوه عن ذلك ، فقال عليه الصلاة و السلام : (إن ابني ارتحلني ، فكرهت أن

أعجله حتى يقضي حاجته ) .

فالمسجد إذن روضة يجتمع فيها الصغير و الكبير و يرتادها الرجل و المرأة ، و إن كان بيت المرأة خير لها ، و قد

كان السلف الصالح رضوان الله عليهم في ارتيادها يستبقون الخيرات فيذكرون ربهم ، و يأخذون العلم عن نبيهم

الذي قال : ( من جاء مسجدنا هذا يتعلم خيراً أو يعلمه ، فهو كالمجاهد في سبيل الله ) و هذا حديث حسن

بشواهده : أخرجه ابن ماجة و أحمد و ابن حبان في صحيحه و الحاكم في المستدرك ، و قال عنه : هذا حديث

صحيح على شرط الشيخين ؛ فقد احتجا بجميع رواته ، و لم يخرجاه ، و لا أعلم له علة .اهـ .

لذلك كان المسجد المدرسة الأولى ، و الجامعة الأم التي تنشر العلم ، و تشيع المعارف بين الناس ، وهو

المكان الأفضل و الأمثل لهذا المقصد العظيم ، و ينبغي أن لا يعدل به شيئٌ في تعليم الناس و الدعوة إلى الله

إلا لضرورة .

و ما تنكبت الأمة و لاامتهنت علوم الشريعة ، و لا جفت منابعها إلا بعد أن أغفل دور المسجد في التعليم .

يقول ابن الحاج الفاسي رحمـه الله في ( المدخل ) : ( … و المقصود بالتدريس ، إنما هو التبيين للأمة ، و

إرشاد الضال و تعليمه ، و دلالة الخيرات ، و ذلك موجود في المسجد أكثر من المدرسة ضرورة ، وإذا كان

المسجد أفضـل ، فينبغي أن يبادر إلى الأفضـل ويترك ماعـداه ، اللهم إلا لضرورة ، و الضرورات لها أحكام أخر ) .

و قبل اصطحاب الطفل إلى المسجد يحسن تعليمه و تأديبه بآداب دخول المساجد .

سئل مالك عن الرجل يأتي بالصبي إلى المسجد أيستحب ذلك ؟ فقال : إن كان قد بلغ مبلغ الأدب و عرف ذلك ،

و لا يعبث فلا أرى بأساً ، و إن كان صغيراً لا يقَر فيه ، و يعبث فلا أحبّ ذلك

بارك الله فيك :أخي ونفع الله بك وأمثالك الأسلام والمسلمين وانار الله طريقك بالايمان ورزقك الله الفردوس الاعلى من الجنه::على هذه المواضيع القيمه و الهادفه

منافح
07-25-2008, 10:27 AM
أخي أبو عدنان ..

صبحك الله بالخير والمسرات ..

عزاء وحدتي في البحر أن أرى من يمخر عبابه .. ولو لم يكن ذاك

لفضلت حياة اليباس ..

أنتظر عودتك .. بفخر

العاقل
07-25-2008, 01:38 PM
حياك الله أخي منافح وكما هي عادتك مواضيع تمس حياتنا.

لا أدري كيف أبدأ فالموضوع ذو شجون وهنا أريد ان ألملم أوراقي لعلي أجد وصفا دقيقاً يساعدني على تربيتنا لابنائنا قبل أن نلقي باللوم على المؤسسات التعليمية.

أستعين بالله وأبدأ تعليقي نعم أيها الاخوة نحن نحتاج ان نربي أبناءنا التربية الصالحة منذ نعومة أظفارهم بأن نكون لهم القدوة الصالحة في تعاملاتنا في المنزل وخارج المنزل فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر.

ولكن تربية الاطفال أو الابناء تأتي من إختيارنا لازواجنا أو زوجاتنا فكل ما كان الاب والام مثقفين ثقافة إسلامية جيدة فبإستطاعتهما إخراج جيل جيد ومؤدب.

فالتربية تبدأ من البيت ثم المسجد وبعد ذلك يأتي دور المؤسسة التعليمية.

ولكن المشكلة هنا تكمن في تربية أبنائنا التربية الفاضلة ومن ثم يذهب إلى المدرسة ويأتينا بأمور تختلف عما علمناه عليها فهنا نقول إن دور المدرسة أصبح سلبياً في هذا الزمن وذلك يعود ان المعلم لم يستطع أن يربي أجيال كما كان الوضع من قبل لان المدرس يحتاج إلى إعداد جيد حتى يستطيع ان يخرج لنا أجيال مميزة.


أعود وأقول المدرسة في القدم كان لها دور كبير في تعليم الابناء وتربيتهم التربية الصحيحة وذلك لان الوضع في الزمن الماضي أغلب الاباء والامهات جهلاء في العلم لا يقرأون ولا يكتبون ومع ذلك كان لهم دور لا بأس به في تربية الابناء فالمدرسة تكمل ما بداه الوالدان.


وعودا لذي بدء كما ذكر في المقال من ان بعض الاباء والامهات يتصرفون تصرفات غريبة وهم في الاماكن العامة فأمثال هؤلاء نعتبرهم جهلة بالتربية والا طفل صغير يبكي وكل من الاب والام يتقاذفانه لان مثل هؤلاء لم يربوا تربية إسلامية والا لما فعلوا هذا بطفل صغير.

فهناك علامات كثيرة تدلك لماذا يبكي الطفل إما من جوع أو ألم او بلل وغيرها كثير فمثل هؤلاء يجب ان يتعلموا التربية قبل أن يتزوجوا.

أخي منافح الموضوع يحتاج إلى تعليق طويل وأرجو أن تعذرني فأنا أذهب يمنة ويسرة في تعليقي لم أستطع ترتيب أوراقي الترتيب الصحيح وذلك لم اكن مستعدا إستعداد يساعدني في إعطاء الموضوع حقه وذلك لضيق الوقت.


أتمنى لك التوفيق والنجاح


أخوك العاقل

خالد الحزنوي
07-25-2008, 04:41 PM
السلام عليكم اخوي منافح واشكرك على اثراء المنتدى بمثل هالمواضيع

ولكن اسمح لي ان حادثة واحدة لايمكن الحكم عليها كمجتمع كامل وانا هنا لا ابرىء الوالدين من مسئؤلية التربية ولكن نفس الدور ينطبق على المؤسسات التعليمة فان كانت للاسف جامعتنا تقبع في المركز الاخير فما بال بقية المراحل وهل تعلم ان الاردن متقدم علينا بمراحل في مجال التعليم وان اخر تصنيف دولي للجامعات لم يضع اي جامعة سعودية في قائمة الجامعات مع العلم ان هناك تقييم كان خلال الايام الماضية لم اطلع على فحواه حتى الان .


ولا تنسي عزيزي ان تربية النش في مجمتعنا يشترك فيها الاب والام والمدرسة وربما الشارع كذلك

حدثني صديق لي اثق فيه كثيرا ان ولده يرغب دائم في فوز احد الفرق المحلية ليس حبا في الفريق كما تعتقد وانما ان مدرسه حالة مزاجه تعتمد على نتائج هذا الفريق .


وان كنا نلوم المنزل في التقصير فكذلك يجب ان لا نغفل دور المدرسة والمؤسسات التربوية في ذلك .


ويبقي ما طرحته في تعليقي على الموضوع هو وجهة نظر خاصة جدا قابل للصواب وقابلة للخطا

منافح
07-27-2008, 07:00 AM
أخت أم خيرية ..

أشكر لك مشاركتك الرائعة .. ولقد عشنا مع كلامك سيرة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام

وتعامله مع الأطفال .. ومدى إعطائهم القدر من الاهتمام حتى أنه قرنهم بالكبار في بعض المواقف ..

وما ذاك إلا ليشعرهم بقيمتهم وبأهميتهم منذ صغرهم حتى ينشأون منشأً يراقبون فيه تصرفاتهم

و أفعالهم ويجارون الكبار خلقاً وعملًا وهمة ..

إن مدى وعي المجتمع السعودي بأهمية التربية وغرس القيم منذ الصغر تكاد تنعدم ولذلك الأمر سببان

رئيسيان أديا إليه ..

أولهما : البعد عن المنهج النبوي في التربية وإعداد الصغار الإعداد الذي يجعل منهم منارات للنجاح عند

كبرهم وتوليهم المسؤليات المناطة بهم ..

وثانيهما : قلة الوعي العام حول أهمية التربية واستشراف المستقبل للأبناء وانتقاء الأخلاق الفاضلة

لهم في المستقبل وكيفية تنمية ذلك فيهم منذ فترة الطفولة .. وبالرغم من أن الفترة الراهنة

تشهد توجه ولله الحمد لكثير من الأسر الجديدة إلى الاطلاع على خصائص الطفل في كل مرحلة من مراحل

عمره وماينبغي على الأبوين غرسه في أطفالهم خلال تلك المراحل.. وما يستطيع فهمه وما لا يستطيع

وهو الأمر الذي يثلج الصدر ويُنبؤ ببدء إنتشار الوعي في هذه النقطة الهامة التي تعتبر أكثر أهمية

من المشاغل التي تشغل الأبوين حاليا مثل الغرق في جمع المال وتتبع طرقه (والتي تعد السمة الغالبة على

المجتمع السعودي الآن) أضف إلى ذلك اهتمام المرأة

بكثير من الشواغل كذلك والتي تصرفها عن أبناءها وبناتها فما فائدة كل ما يسعون إليه إذا ضاع الأبناء

لن يكون لنا فرصة لاحقة لنستدرك ما فاتنا إذا كبر الأبناء والبنات ..

أبناءنا بين سندان تقصير التعليم ومطرقة إهمال الأبوين .. فهناك القدر نفسه من المسؤلية بل تزيد

على الأبوين خصوصا مقابل مؤسسات التعليم ..

إن مؤسسات التربية والتعليم لها برامجها وجهودها في هذا المجال ويعتريه ما يعتريه من النقص

والتقصير ولكن تكتمل الدائرة إذا وعى الأبوين ضرورة الاهتمام والمشاركة ..

أشكرك أختي أم خيرية على مداخلتك الجميلة والقيمة ..

ولي عودة إن شاء الله للتعليق على أخي العاقل وأخي خالد .. تحيتي للجميع ..

نسيم الفجر
07-30-2008, 05:39 AM
http://heznah.net/vb/uploaded/185_1217384115.gif

http://heznah.net/vb/uploaded/185_1217384286.gif


اولاً::: التعليم قبل التوجيه أو التوبيخ :


حيث أن البناء الجيد في المراحل المبكرة من حياة الطفل تجنبه المز الق وتقلل فرص الانحراف لديه مما يقلل

عدد الأوامر الموجهة للطفل فمن الأوامر ما يوافق هواه وخاطره وباله ما يخالف ذلك,تدل الدراسات أن هنالك ما

يقارب من 2000 أمر أو نهي يوجه من الجميع للطفل يومياً !! لذا عليك أن تقلل من المراقبة الصارمة له, و من

التحذيرات, و من التوجيهات, و من الممنوعات, ومن التوبيخ التلقائي

نعم الطفل يحب مراقبة الكبار له لكنه ليس آلة نديرها حسب ما نريد !! . فلماذا نحرم أنفسنا من رؤية أبنائنا

مبدعين ؟؟

و هناك أهمية بالغة في تربية الطفل الأول ليقوم هو بمساعدتك في تربية من بعده , لكن احذر (( كثرة الأوامر

له و قلة خبرتك في التعامل مع الصغير لأنها التجربة الأولى لك و لأمه في تربية إنسان !!! )) .


وأنت تتعامل مع أخطاء ابنك تذكر ذلك:

أن الجزء الأفضل من ابنك لمََـا يكتمل بعد , و أن عقله وسلوكه وتعامله لم يكتمل بعد !!

هل فات الوقت المناسب للتربية ؟؟؟

الوقت باقي مادام الإبن دون سن الرشد.

ما الذي يقطع عليك الطريق إلى اكتمال ابنك بالصورة التي ترغب؟

هناك عدة أمور أهمها:

- ترك المبادرة إلى تقويم الأخطاء.

- القدوة السيئة

إذا شاهد الولد الأب أو الأم _ القدوة _ يكذب فلن يصدق الابن أبداً !! .

- إبليس

قال تعالى على لسان إبليس (لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن

أيمانهم و عن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين)

- النفس الأمارة بالسوء

((وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)) يوسف .

- أصدقاء السو ء

ورد في الحديث ( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير) هناك الكثير من أصدقاء

السوء أوصلوا أصاحبهم إلى المهالك .

إذا سارت الأمور على طريق مختلف

أو تُرك الابن و أهمل و حدث الخلل !!

فما موقفك...؟ عند الخلل في..؟؟؟ فلذة كبدك !!

ابنك من استرعاك الله إياه تذكر أنه صغير – ضعيف - قليل الخبرة – بسيط التجربة- يعايش ظروف تجعله غير

مستقر بسبب مرحلته العمرية !

هنا لابد أن تلاحظ مايلي :


1- الأحداث مؤقتة.


2- ليس المهم ما الذي حصل لكن المهم كيف تفكر في الذي حصل

3- حاول أن تقلل التفكير في الإساءات أو الإزعاجات .

4- لا تترك وتتجاهل الأمور التي يفعلها وتزعجك .

5- لا تجعل رضاك متوقفا على أمر واحد .

6- أحذر النقد القاسي للأسرة والأبناء .

7- تذكر الذكريات الإيجابية .

8- لا تركز على صرا عات خاسرة .

9- علمه و لا تعنفه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف )

الحديث


10- تقبل ابنك مرحلياً بلا شروط .


11- الرضا التام قليل و نادر .


أدرك كل هذا حتى ترى طريق التربية الهادئة بوضوح .

ما لذي يفيد في جعل طاعة الابن لأوامر الأب أكثر ؟

هناك عدة وسائل أهمها :

أولاً: التربية على الاستقامة

مهم تربيته على الفرائض و محبة الخير وأهله و بغض المنكر و أهله , ورد في الحديث ( مروا أولادكم بامتثال


الأوامر و اجتناب النواهي , فذلك وقاية لكم و لهم من النار ) .

ثانياً: أدنو منه


عند ما تريد توجيهه فاقترب منه أولاً حتى تلامسه لقول النبي صلى الله عليه وسلم للشاب الذي جاء يستأذنه

في الزنى ( أدن مني ثم مسح على صدره ) الحديث .


إذا شعرت بقربك من الآخرين فانك سوف تشعر بالرضا عن نفسك .

ثالثاً : قويٍ العلاقة به


لا بد من بناء العلاقة الجيدة معه وتنميتها و صيانتها مما يعكر صفوها, فالعلاقة القائمة على الرحمة و الشفقة و

التقدير و الصفح لها أثر كبير .

عندها ستقول : علاقاتي قربت مني الناس قاطبة !! وسوف تزيد من شبكة العلاقات الطيبة ؟


وجد أن العلاقة السامية لها ميزات كثيرة منها :

سرعة إنجاز العمل ، تسهيل الخدمة دون ضرر ، الاستعداد لأداء العمل برغبة، تذليل المشاكل إن وجدت .

و أن العلاقة العادية لها آثار منها :

تبادل الخبرات، حرارة اللقاء ، اكتساب عدد من الأصدقاء .

و العلاقة المؤقتة لها آثار منها :

إنجاز بطيء ، عدم الاكتراث بالمتكلم, تبادل الخبرات

أما العلاقة السيئة فأضرارها :

عدم أداء الخدمة برغبة, عدد قليل من الأصدقاء ,الترصد الأخطاء ، إنهاء اللقاء بأسرع وقت، عدم بروز العمل

الجماعي .

رابعاً: قابله بالابتسامة و بطلاقة وجه :

تبسمك في وجه ابنك صدقة وقربى وتقارب للقلوب , فإن عمل الابتسامة في نفس الابن لا حدود لها في

كسبه و استجابته لما تريد منه .

خامساً : مارس طلاقة الوجه


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيء و لو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) الحديث .

تعود على طلاقة الوجه مع أبنائك لأنه كلما كنت سهلا طليق الوجه كلما ازدادت دائرتك الاجتماعية معهم أو مع

غيرهم, وكلما كنت فظا منغلقا كلما ضاقت دائرتك حتى تصبح صفراً . قال تعالى ( ولو كنت فظاً غليظ القلب

لانفضوا من حولك ) آل عمران

1- تبعث هذه المهارة روح التجديد و النشاط . 2- تقضي على التوتر و الضغوط النفسية .

3- ينجذب إليك الناس . 4- تجعلك مقبولا لدى الناس .

5- تذيب السلوكيات غير المرغوبة مثل (الكبر ، الحسد، الحقد و العناد) .

6- تضفي روح التواضع . 7- تشعر عند تمثلك هذه المهارة بسهولة المؤمن و ليونته

8- تعيد روح الود و تبث روح المداعبة . 9- تكسبك الجولة في النقاشات الحادة .
الدور الذي تجنيه عندما تملك مهارة طلاقة الوجه :



سادساً: امنحه المحبة

المحبة تفعل في النفوس الأعاجيب و رسول الله خير قدوة في ذلك لأنه تحلى بأفضل خلق يتحلى به بشر

فأحبه أصحابه محبة لم يشابهها محبة من قبل و لا من بعد , فهل يستطيع أحد أن يجاري فضائل النبي صلى

الله عليه وسلم و أخلاقه و سجاياه التي حببته للناس و الدواب حتى الجماد , و يدل على ذلك قصة ثوبان

رضي الله عنه ففي الحديث (أن ثوبان رضي الله عنه كان شديد الحب للنبي صلى الله عليه وسلم قليل الصبر

عنه أتاه ذات يوم و قد تغير لونه فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ما غير لونك فقال يا رسول الله ما بي

من مرض و لا وجع غير أني إذا لم أراك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا

أراك لأنك ترفع مع النبيين و إني إن دخلت الجنة فإن منزلتي أدنى من منزلتك , و إن لم أدخل الجنة لم أراك

أبداً فنزلت الآية : ( و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء

و الصالحين و حسن أولئك رفيقاً) النساء .

غريب أمر الحب في حياة الناس فلا أحد يشبع منه , وكل من يحصل عليه يشع بدفئه و صفائه على من حوله .


- ليس هناك أفضل من أن تظهر ذلك التقدير بأن تخبر شخصاًً ما مقدار اهتمامك به لقول النبي صلى الله عليه

وسلم للرجل الذي قال : أنه يحب فلاناً " هلاَ أخبرته أنك تحبه " الحديث .

- الدراسات بيَنت أن الذي لا يفعل ذلك قد تكون علاقته مع الآخر تنافسية و أفضل مكافأة للولد هو شعوره أن

أمه و أبو يحبانه ويثقان به فعلا !!! عندها سوف يحبهما فعلاً لا لمصلحة ما.

- إذا أحبك الناس فانك بأعينهم كحديقة فيها شتى أنواع الزهور ذات الرائحة الفواحة .


كل طفل يحب أن يكون محبوباً و مُحباً و إلا فإنه سوف يلجأ إلى إزعاج من حوله لتنبيههم لحاجته إلى الحب


سابعاً: عليك بالهدوء

تحلى بالهدوء و الحلم و الرفق ورد في الحديث ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه و ما نزع من شي إلا شانه)


لا تجعل جفوة والدك _ أن وجدة _ عليك صغيراً سبباً في تعاسة ابنك مستقبل


ثامناً : عامله بالثقة و التقدير و التقبل.

أشعره بمدى أهميته بالنسبة لك , و بثقتك به , فإن شخصيته تتحدد بحسب ما يسمع منك من أوصاف تصفه بها

فإذا كنت تصفه دائما بالذكاء فإنك ستجده ذكياً , و إن كنت تصفه بالبخل فستجده مستقبلاً بخيلاً شحيحاً و هكذا

فكن واثقاً من نفسك و اجعل ابنك واثقاً من نفسه حتى يكون لنفسه مفهوماً جيداً و ايجابياً .


فقد ثبت أن الأيمان الراسخ في قدراتنا الذاتية يزيد من الرضا في الحياة بنسبة 30 % و يجعلنا أكثر سعادة ! و

أقدر على النجاح , و كن متفائلاً..!ّ و واقعياً في توقعاتك ......... إن السعداء من الناس ...

لا يحصلون على كل ما يريدون !!! و لكنهم يرغبون في كل ما يحصلون عليه

فنظرتك لنفسك سوف تجدها واقعاً بفعل الإيحا النفسي , سواء اعتقدت أنك تستطيع أو لا تستطيع فأنت على

حق في كلتا الحلتين فاجعل ابنك واثقاً من نفسه و في قدراته و لا تحطمها _ بقلة الثقة به _ قبل أن يبرزها

للوجود .

و لكن لا تكن مفرطا في الثقة !! و اعلم أن التقدير الإيجابي للذات مهم في تربية الرجال ليحققوا ذوات هم

على حقيقتها بعيداً عن تحطيم الشخصية الذي قد يمارسه الكبار مع الناشئة .


تاسعا : اجعل لابنك هدفا في الحياة

تشير الدراسات أن من أفضل أدوات التنبؤ بالسعادة هي...... فيما إذا كان الإنسان يعتقد أن هناك هدف في


حياته ؟؟؟ , بلا أهداف محددة نجد أن سبعة أشخاص من بين عشرة يشعرون بعدم الاستقرار في حياتهم .


عاشراً: احرص على تماسك أسرتك

فـعبارة _ إنني أعيش مع زوجي من أجل الأطفال _ احذر أن يسمعها ابنك من أمه حتى لا يشعر بمدى التفكك

الحاصل بين والديه _أن وجد _ فيضعف بسبب ضعف الأسرة ذلك الركن الذي يركن إليه_ بعد الله _ و يرتاح .


حادي عشر : تعرف على صفات ابنك :

لابنك صفات تختلف عن صفات الكبار أهمها :

1- يميل الصغير دائماً إلى أن يحصل على رضى الكبار المهمين في حياته .

2- الثناء و الثقة و التقدير تؤثر على سلوكه أكثر من التوبيخ و الزجر .

3- عادة ما يستقبل الابن أوامر الوالدين بمنتهى الحب والرغبة في التنفيذ و لكن قد يرتبك عندما يتلقى الأوامر

بعصبية أو فتور أو استهجان فيتخيل أنه كائن غير مرغوب فيه أو أن والديه قد قررا التخلي عنه أو أنهما ضاقا

ذرعاً به و أنه مصدر إزعاج لهما , و هذا الارتباك قد يؤدي به إلى عدم تنفيذ الأوامر الصادرة عنهما .

4- و الولد يُحبُ أن يقوم هو بالجز الأكبر من العمل فإذا زاد عليه الإلحاح ظهر عليه العناد

5- و يحارب كثير من الأبناء من أجل أن يلعب باللعب المحبب لديه .

6- الكبار عندما يصرخون في وجه الصغير هي دعوة له ليتحدى الكبار _ خاصة إذا كانت الأوامر متناقضة , و أن

يستمر في السلوك السيئ ويتمادى فيه ليعرف لأي درجة يمكن أن يصل الصراع بينه وبين الكبار .

7- الطفل يمتلك قدرة هائلة على تحمل والديه فهو أطول منهما نفساً عند العناد و التحدي.

8- الأولاد يحتاجون قدراً من الحرية ليختاروا نوع النشاط الخاص بهم .

9- الولد بحاجة أن تعلمه كل جديد دون أن تكرهه عليه .

10- الطفل يدرك مشاعرك تجاهه ويركز عليها ولا يهتم للتوجيه إذا كانت المشاعر تجاهه سلبية _ وقت لخطأ

الذي يرتكبه _ مثل الغضب منه أو الحيرة تجاه سلوكه .

مثال ذلك :-

عند ما يجري أمامك ليفتح الباب ثم تصطدم رجله بإناء فينكسر الإناء إذا كان رد فعلك أن تغضب تنفعل فإنه لن

يستقبل أي معلومة أو توجيه . أمَا إذا ضبطت نفسك و حاورته بهدوء ووجهته كيف يجب أن يجري مستقبلاً

داخل الصالة فإن الرسالة سوف تصل إليه و معها احترامك له وتقديرك لأخطائه التي لا يجد هو نفسه مبرراً لها.

و قد يكون منزعجاً منها ولا يرغب في تكرارها دون أن تحدثه عن الخطأ الذي ارتكبه !!! .

11- يحتاج إلى الرعاية الممزوجة بالثقة فلا تكن مفرطاً في الوقاية له من أخطار ما يتعامل معه من ألعاب أو

مهام .

12- الصغار لا يحبون ما يشعرهم بالعجز أمام الكبار , و من ذلك إثارة العواطف عند الحديث معهم كقولك إني

أخاف عليك من كذا إني مشفق عليك من كذا , فلا نجني من إثارة العواطف معهم إلا الإعراض أو العناد.

13- الولد تتوسل إليه فيعاندك و تتحدث معه كصديق فيطيعك !!! بسبب المنافسة على قلب الأم و البنت على

قلب الأب .

14- يحب الصغار أن تتضمن الأوامر الصادرة من الكبار معنى إمكانية المساعدة منهم له .

15- النفاق مع الابن لا يفيد لأنه قادر على اكتشاف حقيقة الأمر !!! .

16- استجابة الولد تتأثر بالوقت و العبارات , فاختر الوقت المناسب للتوجيه أو النقد... وكذلك العبارات

المناسبة .


اعلم !!!

أن هناك من هو أقدر منك على كسب ود ابنك فالجد و الجدة أقدر على التعامل المعقول مع الأبناء بسبب أن

الوقت بالنسبة لهم وقت حصاد و لعدم تأثرهم بالانفعالات الناتجة عن تصرف الصغير و لقدرتهم على النزول

لمستواه و لوجود الخبرة الكافية لديهما , وعلى أساس أن الصغير عندهما صاحب حق في إجابة رغبته

المعقولة , و الآباء و الأمهات ينتابهم الخوف على مستقبل الولد و فيختلط لعبه _ الأب / الأم _ مع الابن برغبته /

رغبتها في التوجيه و عدم الصبر و ضيق الوقت فتصدر الأوامر المختلطة بالتهديد , وكذلك الأقارب والغرباء

يستطيعون أن يحققوا تواصلاً جيداً في الغالب مع الصغير فيكون مطيعاً لهم فما هو السبب !! تأمل ستجد أن

نوع العلاقة التي أنشئت تختلف عن العلاقة التي بينك وبينه غالباً.

لاحظ !!!

أنك لست دائماً على حق و أنت تتعامل مع مشكلات أبنائك , فاجعل عقلك هو ارتكاز السهم !!! .......و ليس

عاطفتك ؟ ؟؟؟؟أخي:::موضوعك الاول ما ذا حدث له :::تراه موضوع مهم فلا تدعه يموت:::

ابو عدنان
07-30-2008, 06:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

تشتد لغة الحوار والنقاش على مؤسسات التربية والتعليم في كل مكان وزمان

فلا يكاد يخلو مجلس من المجالس من حديث حول هذا الموضوع دون أن يتم النيل من التعليم بطريقة

يبرئ فيها المتحدث المسؤلية الملقاه عليه ويرمي على عاتق وزارة التربية والتعليم المسؤلية الكاملة

في تربية الأبناء ..

وكأن أنفسنا كعرب تأنف أن تعترف بأخطائها وتجيد نقد الآخرين (وفي رأيي حتى نقد الآخرين نفتقد

لأدبياته ) ..

لن أطيل عليك أخي القارئ الكريم .. وأعرض أمام ناظريك مقالة في جريدة الوطن بعنوان :

قبل أن تطالبوا المؤسسات بالتربية انظروا إلى طريقة تعاملكم مع أبنائكم

ساعة في مطار الملك خالد الدولي.. لن أتحدث هنا عن مستوى الخدمات في المطار.. ولا عن تدخين

الموظفين عند إشارات ممنوع التدخين. فقد كفى ووفى الكثير في ما يخص هذا الموضوع.

ولكن سأروي بعض المواقف التي "شدت انتباهي" أثناء قضائي ساعة انتظار في مطار الملك خالد

الدولي.. وبعدها في الطائرة.. ومنها:

أب يضرب ابنه البالغ من العمر 4 سنوات "كفا" يدوي صوته في قاعات الانتظار.. أب وأم يرميان ابنتهما

الرضيعة فيما بينهما لأنها أزعجتهما بصراخها من الجوع.. أم "تشوت" طفلتها برجلها لأنها جلست على

نفس الكرسي التي تجلس عليه.. هذا ناهيك عن الصراخ والتوبيخ بأسلوب أبعد ما يكون عن التعاليم

الدينية والسيرة النبوية. مع العلم بأن الوالدين تبدو عليهما علامات الالتزام والتدين. وبعيدا عن أي نوع من

أنواع القيم الاجتماعية والإنسانية. مع أن الوالدين يبدو عليهما التمدن والحضارة.. والانفتاح على

الحضارات الأخرى.. وخصوصا "بمظهريهما "..

وستجد العكس تماما في أي مطار دولي آخر في الدول المتقدمة.. الذين استمدوا تلك القيم في

التعامل مع الأبناء من ديننا الإسلامي الذي حث على العطف على الصغير ومعاملته بأسلوب خاص.. تجد

الأب والأم يعاملان أطفالهما وكأنهم رجال مسؤولين. ويستغلان كل فرصة لترسيخ فنون التعامل مع

الناس في أذهانهم.. لقد كانت ساعة مقززة بسبب تلك المناظر البعيدة كل البعد عن الإنسانية.. فمن

الطبيعي أن يتذمر الأهالي والمجتمع من سوء النظام التعليمي.. فهم يحتاجون طرفا آخر لإلقاء اللوم

عليه في فشل أبنائهم غير أنفسهم.. وبالطبع فإنهم سيجدون الحكومة أفضل طرف يمكن لومه! ولكن..

مهما أنفقت وطورت الدولة في النظام التعليمي.. فالتعليم من غير تربية صعب التطوير.. والتطور الحقيقي

يأتي من داخل أسوار البيت نفسه.. يجب علينا أن نعي أن التربية هي أساس تنشئة الطفل.. وأن أكثر

من 80% من شخصيته تبنى في تلك المرحلة التي تسبق الـ 6 سنوات حسبما أفادت به الدراسات..

فأترك لكم تقدير نوعية شخصية هذا الشاب والشابة اللذين قضيا أول أيام حياتهما في دائرة العنف

والإهمال واللامبالاة.. ومن هنا فإنني أدعو جميع الباحثين الاجتماعيين. والمفكرين والقائمين على

الكراسي البحثية في الجامعات ومراكز الأبحاث.. والذين يبحثون عن أسباب وحلول لظاهرة الإرهاب..

وظاهرة تعاطي المخدرات.. وظاهرة القتل والتفحيط.. والانتحار! وجميع المشكلات الاجتماعية والنفسية

في المجتمع..لزيارة أي مكان عام لمدة ساعة.. وستجدون إجابات وافية تغنيكم عن الكثير! ولا حول ولا

قوة إلا بالله.

كتبه : عبدالعزيز إسماعيل طرابزوني

أترك لكم التعليق .. تحيتي للجميع

أخوكـــــم منـــافــح



بسم الله الرحمن الرحيم

أهلا بك مره أخرى أخي الكريم منافح

اشكر لك حسن اختيارك لمواضيعك المهمة والقيمة

ماشاهده ذلك الكاتب في مطار الرياض هو في الحقيقة صورة حقيقية مصغرة عما يجري داخل البيوت بصفة خاصة وفي المجتمع بشكل عام . تلك الصورة المقيتة هي نتاج طبيعي لتربية لم نفهم منها إلا اسمها (تربية)نا لا نفهم معناها ولا ندرك أبعادها {التربية هي عملية يقصد بها تنمية وتطوير قدرات ومهارات الأفراد من اجل مواجهة الحياة بأوجهها المختلفة أوهي عملية بناء شخصية الأفراد بناء شاملا كي يستطيعوا التعامل مع كل ما يحيط بهم وتكون التربية للفرد والمجتمع}لكن فالإنسان ابن لبيئته . وبما ان بيئتنا صحراوية قاحلة ناشفة قليلة الأمطار شديدة الحرارة شديدة البرودة فقد كان لها الأثر الكبير في بناء تفكيرنا وتوجيه سلوكنا وطريقة تربيتنا ونمط حياتنا ,فمن الطبيعي ان نكون (أعراب) أجلاف في فهمنا وتعاملاتنا وأساليبنا التربوية وفقهنا للحياة وفقا للبيئة التي فيها ولدنا ومنها رضعنا . وان وجد في مجتمعنا بعض الحالات الإيجابية خلاف ما سبق ذكره , فتعتبر حالات شاذة و نادرة والنادر لا حكم عليه ....!!
فإذا كان الإنسان ابن بيئته الجغرافية, فهو ابن بيئته الاجتماعية أيضا ,,
وقد ذكرت في احد ردودي السابقة لك :
بأن مصادر التلقي عند الطفل (النشء ) ترتكز على ثلاث حلقات أساسية ,لايمكن ان تعمل واحدة منها بمعزل عن الأخرى ..

الحلقة الأولى :الأسرة....لا يخفى على الجميع أهمية تلك الحلقة ومدى تأثيرها في تربية الطفل وتحديد معالم شخصيته وهنا اطرح بعض الأسئلة بأمانه لكل من بقراء هذا الموضوع ,,هل كل الآباء والأمهات مؤهلين ومدركين بأهمية دورهم التربوي وبالأمانة الملقاة على عواتقهم تجاه تربية فلذات أكبادهم ؟؟
أم ان مسؤوليتهم تتمثل فقط في توفير المأكل والمشرب والمكسى وتنتهي عند هذا الحد؟؟ وهل الحالة الاقتصادية متساوية لدى جميع الأسر مع الأخذ في الاعتبار تأثيرها القوي في التربية ؟؟
كم من الآباء احتوتهم المقاهي والاستراحات وأخذتهم السفريات للخارج(لتغيير الجو...!!) هروبا من (صراخ)الأطفال ونكد الزوجة المسكينة في البيت ؟؟ أليسوا نتاج طبيعي للأسرة والمدرسة والمجتمع ؟؟
أما يحتاج أولئك الأولياء إلى أولياء أمور يصححون ماافسدته التربية وما فعلته في المجتمع ؟؟ !!
مع العلم بأن تلك السلوكيات الخاطئة لايفعلها أولياء الأمور عن قصد في اغلب الأحيان بل عن جهل مركب مكتسب من المحيط الذي يعيشون فيه وفاقد الشيء لايعطيه .

الحلقة الثانية : المدرسة ...ثمة علاقة وثيقة بين المدرسة والمنزل , تلك العلاقة إذا تكاملت وتوافقت كانت في مصلحة أبناءنا ,وان أي خلل في هذه العلاقة فإنه ــ بالتأكيد ــ سينعكس على سلوك الأبناء وبالتالي على تربيتهم وكثيرا مانجد الإهمال والمشاكل والفوضى لدى ألأبناء
الذين لايهتم بهم أهلهم ولا يقومون بزيارة واحده خلال العام إلى المدرسة وبالتالي
هذا الوضع يؤثر على مستواهم وسلوكهم . وهنا اطرح كذلك بعض الاستفسارات,,,
هل فعلا تقوم وزارة التربية والتعليم ممثلة في مدارسها بدورها التربوي السليم ؟
هل أعطت الوزارة جميع حقوق المعلمين المادية والمعنوية وأنصفتهم من نفسها حتى نستطيع مطالبتهم بما هو مطلوب منهم؟
أليست الوزارة هي من جردت المعلمين من القيام بدورهم التربوي من خلال تعليماتها وتعاميهما التي لاتنتهي تحت مظلة التربية الحديثة وعدم المساس بالطالب؟
هل يدرك جميع المعلمين دورهم في التربية أم ان دورهم يتركز على المنهج الذي لابد ان ينهيه في فترة محددة ؟
هل الوزارة استطاعة حماية معلميها وممتلكاتهم من عبث الطلبة وبعض أولياء أمورهم نتيجة سؤ التربية؟
((بصراحة)) أما تعتقدون معي بأن كلمة[ تربية] ألصقت زورا بالوزارة, ومن خلال الشواهد والأحداث أثبتت أنها قصرت كثيرا في القيام بتفعيل مفهوم تلك الكلمة ؟

الحلقة الثالثة : المجتمع...بقدر مافيه من انفتاح أو انغلاق ,وعي أو جهل ,تطرف أو اعتدال .وبقدر مايغلب عليه من أخلاق رائعة....او رديئة كالكذب والنصب والاستغلال والغيبة والنميمة وبما يتسم به من مفاهيم مختلفة كعدم احترام العمل ومحاولة التملص من مسؤلياتة والتخلص من واجباته بكل الوسائل وكعادات إهدار الوقت والاستخفاف بالمواعيد والاستهانة بالمال والإسراف في الاستهلاك وغير ذالك كثير...إذا البيئة والجو المحيط بالفرد له تأثير أساسي في سلوكه ومفاهيمه , ولذلك فإن سلوك أبنائنا نتاج طبيعي لما زرعناه فيهم من تربية وقيم , وهل يجنى من الشوك العسل...؟
لذا قال الولد لأبيه :
(أبي أنا كما ربيتني , جسمي كما أطعمتني ,عقلي كما علمتني ,سلوكي كما عودتني)

ماسبق لايمكن أن يتم إصلاحه من داخل الأسرة فقط (كما ينادي به أخي منافح) مهما كانت درجة حرصنا على أبنائنا .

بل ان الأسرة والبيت يعتبران الحلقة الأصغر والأضعف والأقل قدرة وإمكانية ضمن حلقات أكبر وأشمل يجب ان تضع الأسس والمناهج التربوية الصحيحة المواكبة للعصر, فالدولة بسلطتها ممثلة في وزارة ( التربية) والتعليم , وزارة التعليم العالي, وزارة الشؤون الاجتماعية,وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والرئاسة العامة لرعاية الشباب وكذلك وزارتي الدفاع والداخلية والحرس الوطني مع منسوبيهم وأبناءهم وجميع مؤسسات المجتمع العامة والخاصة , تتحمل مسؤولية أصلاح الشرخ الكبير في التربية الذي نشأ في ظل غيابها عن إعداد المنهج القويم المستمد من الكتاب والسنة , مع مراعاة العصر الذي نحن فيه والتكنولوجيا ووسائل الاتصالات والفضائيات التي أخذت الدور المفقود من مؤسساتنا التربوية في غفلة منا وقد نجحت بجدارة في تربية أبناءنا واحتوائهم كما خططت له ,,,,
فإذا لم تتضافر الجهود من تلك المؤسسات ومحاولة إنقاذ مايمكن إنقاذه فإني أرى مستقبل أجيلنا يحمل علامة استفهام بحجم الشرخ الذي سببه إهمال تلك المؤسسات للتربية والتعليم , وعليها الإسراع في القيام بواجباتها تجاه الأجيال القادمة ورجالات المستقبل حتىيستطيع الفرد الذي يعتبر صورة للمجتمع مواكبة مايجري في العالم من تغيرات,ويتمكن من التحكم في سلوكه وتوجيهه توجيها سليما وليصبح عضو فاعل في مجتمعه تحت مظلة التربية والتعليم.

# عذرا على الإطالة علما ان الموضوع يستحق أكثر من ذلك .

محبتي للجميع


أبو عدنان

منافح
07-31-2008, 01:13 PM
أخي العاقل .. أشكر لك ردك القيم

لقد بدأت أخي الكريم بأن هم التربية يبدأ من اختيار الزوجة الصالحة والتي ستكون يوما

من الأيام السكن الدافئ للأطفال .. وأنا أوافقك الرأي تماما ..

وركاز التنشئة سنوات الطفل الأولى وهي الفترة التي يقضيها بين أبويه وإخوته لا يعرف من العالم

إلا هم .. فهم بيئته ومحيطه ومجتمعه الصغير .. ولا يوجد له مصدر تعليم وتوجيه إلا ما يراه قريبا منه ..

وأضرب هنا مثالا حصل لأحد الإخوه ..

يقول أن ابن أخته عمره سنتان وعندما يسمع الآذان

يقول له " قم صل " ويستمر في قول هذا حتى يراه يذهب للوضوء ..

وهو في هذه المرحلة لا يتقن الكلام كما نعلم ..

فمن هذه المرحلة وقبلها يبدأ تنشئة الأطفال وتعليمهم وليس كما يظن البعض أن هذا يتعلمه فقط في

المدرسة .. فأين دور الأبوين وتفسير ما يقومان به أمام أبنائهم وتعليمهم .. لماذا يتوضؤون ويصلون

ويزورون الأقارب ويحسنون إلى الفقير وغيرها من الأعمال التي يقوم بها الأبوين والتي لابد أن تفسر

أسبابها للأبناء حتى يتعلمون من أهاليهم قبل أن ينضموا إلى صفوف المدرسة ..

لاشك أن التنشئة الصحيحة في المراحل الأولى تسهل كثير من العقبات التي قد يواجهها الآباء

في تربية أبناءهم مستقبلا وتؤهلهم لتقبل كل توجيه ونصح بكل سهولة ..

إن ما نفتقده أخي العاقل هو ما تفضلت به وأشرت إليه من خلال حديثك .. ألا وهو الوعي ..

كيف يعي الأب والأم خطورة المراحل العمرية المتقدمة للطفل .. وكيف يعيا أنه كثير من التصرفات

التي نرضي بها أنفسها قد تترك الأثر السيء على الطفل حتى المراحل المتقدمة ..

علينا أن نقرأ ونثقف أنفسنا كيف نغرس في أبناءنا الخصال الحميدة وكيف نعلمهم تجنب العادات السيئة ..

إذا كانوا أبناءنا يشكلون درجة من الاهتمام لدينا فلابد أن نفعل ذلك ونضحي من أجل جيل واعد

يشكل المجتمع المثالي مستقبلا ..

أخي العاقل أشكر لك تفضلك بالمشاركة في هذا الموضوع .. وأحيي أفكارك النيرة ..

أسعدك الله في الدارين ..

منافح
07-31-2008, 04:27 PM
أخي الكريم خالد

أهلا وسهلا بك أخي الكريم ..

الشكر لله أولا وآخرا .. نحن من حزنة وإليها نعود ..

فيما يتعلق بالقصة التي ذكرها الكاتب في صحيفة الوطن .. حدثت أمامه وابتدأ بها حديثه حول هذا الموضوع ..

ولا يعني هذا أنه لولم يشاهد تلك الحوادث التي رآها ما كان ليكتب ذلك المقال في تلك الجريدة ..

واسمح لي أن أخالفك وجهة النظر إلى أن أكثر من نصف المجتمع غارق في تلك المصيبة .. ولا يكاد

يخلو مكان عام أو خاص إلا وفيه مثل تلك الممارسات مع الأبناء .. ولست أتكلم على ناس خارج حدود الوطن

حتى نحن أخي الكريم نعيش نفس تلك المواقف ..

ألسنا نغضب من أبناءنا ونطلق عليهم قذائف السباب والشتام .. ألسنا نختصر جميع حلول التأديب إلى الضرب

المبرح لأنه سيأخذ أقل جهد ممكن ويعطي نتائج سريعة على المدى القريب طبعا ..

ألسنا نعنف أبناءنا إن قصروا في تأدية ماهو مطلوب منهم ونصفهم بصفات الغباء ..

ألا يحدث ذلك ؟؟؟؟

هذا يا أخ خالد يحدث في البيت ربما !!!!! فما بالك بما يظهر في مكان عام كالذي تحدث عنه الكاتب ..

ألا يدل أنه يحدث في البيت ما هو أشد وأكثر .. وكون الكاتب رأى أكثر من موقف وفي مكان واحد ..

ألا يعني هذا أن هناك مشكلة شائكة وخطيرة وآخذه في الانتشار ؟؟؟!!!

إذا نظرنا للمشكلة من زاويتين .. زاوية تخصنا في بيوتنا ومع أبناءنا .. وزاوية أخرى تخص المجتمع في

الأماكن العامة .. ( عين من الداخل وعين من الخارج ) .. فلا شك أنها ليست حالة فردية أو استثنائية

بل هي حالة يعيشها معظم الأسر وليس الغريب وجودها ولكن الغرابة هو سكوتنا عنها ..

وفيما يتعلق بسوء التعليم لدينا في جميع مراحله فهو أمر لا نختلف عليه ونراه كل يوم وليلة

واتفق معك في ذلك .. ولكن السؤال هنا من هو الذي أفرز لنا الدكاترة المتخاذلين في تأدية أدوارهم

أو الموظفين المتكاسلين في القيام بالمهام المفروضة عليهم والذين تسببوا في تراجع مستوى

الجامعات لدينا ؟؟

و السؤال نفسه يتكرر من الذي أفرز لنا معلم متراخي في أداء عمله ومهمته التعليمية والتربوية ويترك

لمزاجه ولفوز فريقه الحكم على مستقبل الأجيال ؟؟

إنها عملية متسلسلة تبدأ من الأسرة وتنتهي إلى ما ترى من واقع الحال ..

دور المؤسسات التربوية والتعليمية هو تكاملي وليس أساسي .. في وجهة نظري ..

ولو كنا نريد دورا أساسيا لتلك المؤسسات فالنقم بتسليم أبناءنا لها منذ ولادتهم بعد أن نقوم بتغيير

جميع الكادر البشري لتلك المؤسسات إلى كوادر بشرية فاعلة ومخلصة تقوم بدورها على أكمل وجه ..

ومن هنا نشد على يد الأسرة ونؤكد على أن دورها وحجم الاهتمام الذي توليه لأبناءها هو الطاقة

الأساسية التي منها يبدأ كل شيء .. فهي الأساس إذا أعدنا كل مشاكلنا إلى أصلها ..

أنا لا أتهم الأسر بالتقصير المؤدي إلى الانحراف والعياذ بالله .. كلا ..

أنا أتهم الأسر بعدم العطاء لبناء قدرات الأبناء وغرس القيم والثقة لديهم وتعزيز الهمم وتوضيح دورهم الأساسي

في الحياة وبعد ذلك نتركهم ليزتزيدوا من مؤسسات التربية والتعليم ..

أشكر لك أخي خالد مشاركتك الراقية وإبداءك لوجهة نظرك .. وأحترمها بلا شك ..

والاختلاف في الرأي لا يفسد للود والحب والاحترام قضية ..

تحيتي إليك ..

منافح
08-01-2008, 05:27 PM
أخيتي نسيم الفجر ..

اشكر لك إنضمامك لهذا النقاش .. كما أشكر لك طرحك للنقاط المهمة التي ينبغي

لكل أب وأم استصحابها في عملهم التربوي المشترك ..

أختي الكريمة ..

نحن في معترك لا زال هناك من يعتقد بعدم ضرورة هذا الكلام وأنه محض مثالية لا يمكن تحقيقها

وغير ذلك من المبررات التي يمتاز بها المواطن العربي .. فهو جهد مكلف أن يربي طفله تربية حسنة ..

سنجعل هذا الصرح الأسري المصغر وما يدور فيها من تفاعلات شعارا على جبين كل من يستهين به ..

سأمنا الحالات النفسية التي يعيشها أبناءها .. سأمنا عدم قدرتهم على التعبير والكلام .. سأمنا مللهم

من التفكير .. سأمنا إنحرافهم بعد أن إحتوتهم الشوارع وما فيها من رفاق السوء ..

ستكون الأسرة محور حديثا في الأيام القادمة .. ستكون فنيات التعامل مع الطفل والتفاعل معه فكريا

ووجدانيا سراجنا في ظلام الإقصاء وتجمد الأراء ..

أشكر لك طرحك الجميل جدا .. وأتمنى أختي الكريمة أن نطبقه على أطفالنا بصدق وأمانة .. حتى نرى النتائج

التي تدفعنا للمزيد ..

وأما بالنسبة للموضوع القديم فأشكرك أولا على متابعتك المستمرة .. وهو دليل مستواك الفكري الراقي ..

سنشعر بالملل عندما نطرح الموضوع بفكرة واحدة .. ومن الجميل أن نستحضر الأفكار والأمثلة لنثبت

ضرورة ما نصبوا إليه .. أتمنى أن تكوني قد فهمت ما أعنيه ..

تحيتي لك أختي الكريمة ..

منافح
08-01-2008, 05:35 PM
أخي المبارك أبو عدنان ..

أسعد الله أوقاتك وأوقات الاخوة جميعا بكل خير ..

وفي معترك تنوع الآراء .. تتوالد الأفكار وتتكاثر وتنمو وتتطور ومن هنا عرف الانسان الابداع ..

عذرا على التأخر في الرد ..

وأعود لصلب الموضوع ..

أتفق معك أخي أبو عدنان في الحلقات التي ذكرتها والتي اعتبرتها ركائز لا يمكن أن تعمل الواحدة

بمعزل عن الأخرى ..

وليس عدم تطرقي للمجتمع والمدرسة إغفال مني لدورهما .. ولكن ابتدأت بالأسرة لما أراها

مكونا أساسيا لكل شيء .. فهي المجتمع وهي في نفس الوقت المدرسة فهي أشبه بالوطن الصغير

للطفل عندما يولد وحتى ينخرط في المجتمع الخارجي (خارج الأسرة ) وكذلك المدرسة ..

في هذا الوطن الصغير (الأسرة) يتلقى الطفل ما يتلقاه من قيم ومبادئ يتأسس ويتربى عليها

وبقدر حجم التربية وقوتها المؤثرة بقدر ما تظهر نتائجها من قوة وضعف على ذلك الطفل ..

كما أن الطفل في الوطن الصغير (الأسرة) يتعلم العلوم والمعارف التي يجهلها من أبويه وإخوته الذين

يكبرونه سنا ليأخذ معنى المدرسة المصغرة في بداية عمره ..

من هنا نرى أن الأسرة هي المدرسة والمجتمع للست السنوات الأولى من عمر الطفل ..

وأختلف معك أخي أبو عدنان عندما قلت بأن الأسرة هي الحلقة الأضعف

وإلا بماذا تفسر نجاح كثير من الأبناء واكتسابهم لكثير من القيم والأخلاق بعد أن اختلطوا بمجتمع

ومدرسة لا ينكر أحد مدى تقصيرهما في المشاركة التربوية ..

إذا كان المجتمع لا يغرس القيم النبيلة ولا يدعو لها وكذلك المدرسة لم تؤدي دورها التعليمي

والتربوي بالشكل الصحيح فكيف خرج من بين هذا بعض الشباب المتميز أخلاقا وقيما وعلما ونجاحا

ولا أظن أن أحدا ينكر مثل هذه النوعيات من الشباب برغم ندرتهم مقابل الأغلبية ..

فمن أين أتى أولئك ؟؟

إن التقصير في دور المجتمع والأسرة لا يمكن حجبه بغربال فهما مكشوفان أمامنا

بوضوح ومن السهل ملاحظة نقاط السلب والايجاب فيهما .. ولكن ما نجلهله ويصعب علينا تقييمه لذلك

نتجاوزه ونقلل من دوره لجهلنا به ولعدم وضوحه لنا وظهوره هو دور الأسرة الخفي ..

ولا أدري لماذا عندما يناقش أمر التربية والتعليم .. تستبعد وتنسى وتتجاهل المرحلة العمرية للطفل

منذ ولادته وحتى قبل دخوله المدرسة والتي يعيشها في أسرته قبل إنخراطه في المجتمع ودخوله

المدرسة .. بالرغم من أن الدراسات تؤكد على أن الطفل يستطيع

أن يتعلم في السنوات الست الأولى من عمره أمورا كثيرة قد لا يتوقعها الكثير وهي في الحقيقة

ما تؤدي إلى تكوين شخصيته ، وتوجيهها الوجهة التى تبنى عليها دعائمها فيما يلى من أطوار نموه ..

يقول الدكتور/ عبد الرازق مختار محمود(في مجلة المعلم) :

مدارس علم النفس رغم اختلافها تكاد تجمع على أن السنوات الست الأولى من عمر الفرد هى أهم

السنوات فى تكوين شخصيته وبنائها ، حيث تشكل هذه السنوات مرحلة جوهرية ، وتأسيسية تبنى

عليها مراحل النمو التى تليها ، كما أن الاستشارة الاجتماعية ، والحسية ، والحركية ، والعقلية واللغوية

السليمة التى تقدمها الأسرة ، ورياض الأطفال لها أثار إيجابية على تكوين شخصية الطفل واستمرار

نموه السوى فى حياته المستقبلية .

انتهى كلام الدكتور ..

وأتعجب عندما نجلد المجتمع والمدرسة صباح مساء ونطالب دوما بأن يقوما بأدوارهما

على أكمل وجه إذا كانت كودرهما البشرية هي من نتاج أسر قصرت في تربية أبناءها وتنشئتهم التنشئة

السليمة .. التي عليها يمكن بناء مجتمع ومدرسة مثاليين ..

ففاقد الشيء لا يعطيه

لكل شيئ بداية .. كما أن لكل مشكلة أصل وإغفالنا للأصل هو جزء من المشكلة .. وهذا تفسير

عدم وصولنا إلى تشخيص للحالة لأننا دائما ننظر للحلقة الأكبر ونتجاهل ونقلل من شأن الحلقة

الأم والأساس لكل إنسان يعيش على هذا الكوكب .. فنحن في دوامة منذ عشرات السنين

ولم نخرج منها لأننا ننظر إلى الأمور من زاوية واحدة في معظم محاولاتنا ..

أخي أبو عدنان .. ما يؤلمنا وينبغي علينا معرفته .. أن الدول المتحضرة تجاوزت مرحلة الاهتمام بالأبناء

وقد تيقنت ذلك وهمت بالنظر إلى أمور أخرى .. ونحن لا زلنا نحمل سياط الجلاد على نوعية من البشر

هم نتاج لأسر تقليدية تفتقد لعناصر البناء في الطفل ..

كثير من الأمور لا يمكننا تغييرها الآن .. فأنا وأنت وغيرنا

لا يمكننا تغيير طبيعة وثقافة أناس نشؤوا على ثقافة أسرية معينة هم الآن على رؤوس مناصب عليا

في التعليم أو مدرسين في المدرسة أو أناس عاديين في المجتمع ..

ويقول الشاعر :

وينشأ ناشئ الفتيان فينا ***** على ما كان عوده أبوه

لك كل المودة والتقدير ..

أخوك منافح ..

الفقير الى ربه
08-01-2008, 06:49 PM
اللهم أصلح لنا الأباء والذريه ياسميع ياعليم

theeslam
08-01-2008, 08:47 PM
جزاك الله خير الموضوع الذي يهم كل ولـــــــــــــي أمر

وعموما أي مقصـــــر دائما يبرر تقصيره بوضع اللوم على الآخريــــــــــــــن

صوت الضمير
08-03-2008, 01:41 PM
أولا ...أشكرك على طرح هذا الموضوع للنقاش ...

ثانيا : بلا منازع أخي الكريم بأنّ التربية تبدأ من اختيار الزوجة و الزوج لبعضهما البعض ...

ولكن ... هناك مكملات ... فحياتنا لا تنتهي عند الست سنوات الأولى ... بل العكس ....

فالسنوات القادمة ... ليست سوى ...شحذ ... أو تعزيز ... أو حذف لسلوك اكتسبه المرء

خلال سنواته الأولى ... وجميع الأطراف سواء المنزل أو المدرسة أو الشخص نفسه ...

مسؤول ...ولا يقل أحدهما أهمية عن الآخر ...

أما بالنسبة ما يعاب على المؤسسة التربوية ... فذلك ربما نتيجة بقاء الطفل أو الناشيء

فترة طويلة بين أحضان المدرسة وأصدقائه وربما بقي مع والديه ... يحدثهما بما حدث له

في المدرسة .... فحياته ومحوره تقريبا المدرسة ...

والمواقف التي في المدرسة ...أشد رسوخا في ذهن الطفل أو الناشئ ... لأنها تكون

عملية أمامه ... أضف إلى ذلك لم تعد المؤسسة التربوية ...جادة في تطبيق الأنظمة

السلوكية بصورة صحيحة أصبح التهاون ... حليفها ... والرفق شعارها ... صحيح أنه

" ما كان الرفق في شيء إلا زانه ".... ولكن ليس في غير موضعه ...


قل بالله عليك .. حينما يعطي المعلم معلومة ... وتكون خاطئة ويصحح له والداه ...

هل سيقتنع ..إلى جانب من سيقف ...؟!! بالطبع.. سيقف إلى المعلم ... ...

قل لي بالله عليك ... كم معلم ومعلمة يستشعرون مسؤولية الأمانة الملقاة على

عاتقهم ؟!!!

قل لي بالله عليك ... ماذا تفعل الوزارة عندنا ... غير إصدار التعاميم ...أما المتابعة لترى

مدى فعالية هذه التعاميم ... بالتأكييييد ...لا تعليق ....

قل لي بالله عليك ... ماذا فعلت الوزارة لتطوير المعلم .. والمعلمة ... في مجال التعامل

والتربية ...؟!. لا تنسى بأنّ هذا الأب أو الأم قد يكون معلما ...

وماذا فعلت لتربط ... بين المنزل والمدرسة ... ؟!! قد تكون تحركت في هذا المجال ...

ولكن ببطء شديد ..

أخي الكريم ... المدرسة هي البيت الثاني فعلا ... فخبرات الناشئ أو الطفل من نجاح

أوفشل في التعامل ... .... كلها في المدرسة ....

لو كل معلم ومعلمة .. طور نفسه في كيفية التعامل مع الناشئين ... وهذب ألفاظه ...

لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه ...

وأخيرًا أخي الكريم ... هذه ليست اتهامات وتبرئة لساحتنا ... ولكن نحتاج إلى التعاون

من جميع الأطراف لننشئ جيلا راقيا ذا فكر وهدف ....

منافح
08-07-2008, 09:45 AM
أخي الفقير إلى ربه ...

اللــــــــهم آمـــــيــــن ..

أختي بحر العطاء ..

شكرا على مداخلتك ..

منافح
08-07-2008, 10:17 AM
أخي الكريم : صوت الضمير ..

أهلا وسهلا بك ..

لا زلنا نطرح المثاليات أخي الكريم في أدوار المؤسسات التعليمية وسنظل نطرحها إلى أن يرث الله

الأرض ومن عليها ..

لقد أهدرنا السنوات الطوال ونحن نرقع في أدوار المعلم والمدرسة والمجتمع .. ولم يحصل أي شيء

نحن لا نتعب من الكلام .. ولكننا نتعب من تقبل التغيير وتحويل طريقة التفكير عند رؤية عدم الجدوى ..

نخن كعرب وسعوديين نفتقر إلى التجربة والمحاولة .. كلماتنا مثالية منها ما يمكن تطبيقه على الواقع

ومنها ما يستحيل لأنه مثالية بحته .. نحن لا ننكر دور المدرسة والمؤسسات التربوية ولكن نطالب

في أن تكون رؤيتنا لهذا الأمر متوزعه بين الأركان الثلاثة :

الأسرة - المجتمع - المدرسة (أو الصرح التربوي )

وما جعلني أؤكد على الأسرة أن دورها غير مفعل كما ينبغي بل بالعكس أحيانا فبسبب جهل

الأبوين يهدمان في الطفل ما تحاول المؤسسة التربوية بناءه فيه .. والعكس يحدث أيضا ..

فقد تهدم المؤسسة التربوية ما يبنيه الوالدين ..

لقد عشت أنا وأنت أخي صوت الضمير في أسر محافظة مسلمة ولله الحمد والمنه .. ولكن أسرنا أخي الكريم

لم تبني فينا منذ صغرنا كثير من المعاني الهامة في تكوين الشخصية .. ولست أتحدث عن أي شخصية

بل عن الشخصية المميزة ..فتكوين تلك الشخصية يبدأ قبل دخول المدرسة .. ولاشك أن المراحل

العمرية التي تلي مرحلة دخول المدرسة هي تعتبر مراحل تعزيز وتقوية لما تم تأسيسه كما تفضلت

بذلك أخي المبارك ..

فتسليطي الضوء على الأسرة لم يكن من فراغ وإقصاء لدور المجتمع والمؤسسة التعليمية بقدر ماهي

دعوة لجميع الأسر بأن يستثمروا أوقاتهم في تكوين شخصيات أبناءهم ويتداركوا التقصير الذي أحدثوه

فيهم فنحن بحاجة إلى مجتمع متخلق بالأخلاق الاسلامية ونريد معلم ومدير مدرسة ومشرف تربوي

ودكتور في الجامعة يعي ويفهم حجم المهمة التعليمية والتربوية الموكل بها ..

فالوعي بالعملية التعليمية والتربوية لتلك النماذج السابقة بلا شك أنهم يتعلمونه خلال مراحل تعليمهم

ولكن تطبيقهم لما يتعلمونه منعدم تماما والخلل في ذلك تربيتهم وتأسيسهم التي نشأوا عليها من الصغر ..

نحن أشبه ما نقوم بنصح المعلم و مدير المدرسة والدكتور الجامعي ويصعب أن نغير توجهاتهم بنصحهم

بأداء عملهم كما ينبغي الآن في مراحلهم العمرية الحالية .. ولكن لو تأسس أولئك من صغرهم على :

إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ..

الصدق

الأمانة

الإخلاص

المثابرة والاجتهاد لتحقيق أهدافنا في الحياة

التوكل على الله

الصبر
.
.
.

وغير ذلك من المعاني في صغرهم وقبل أن نترك للآخرين التأثير عليهم سلبا عند انخراطهم في المدرسة أو

المجتمع الخارجي .. كمرحلة أولية

فعندما يكون معظم المجتمع إيجابي وكذلك معظم طاقم المدرسة كذلك .. لن أخاف على الأجيال الواعدة حينها

لأنه سيجد من يكون لديه مثل تلك المعاني ..

إذن أخي صوت الضمير .. نحن بصدد عمل خطة تربوية لتغيير الواقع الحالي للمجتمع والمدرسة وذلك بأمرين

هامين :

الأول: تعزيز مفهوم بناء الأطفال البناء الصحيح من صغرهم وضرورة أن لا يتعرضوا لصدمات قد تؤدي إلى إختلالهم

نفسيا وعقليا تستمر معهم حتى عند قيامهم بأدوارهم المطلوبة منهم مستقبلا ..

الثاني : العمل الفعلي من قبل الأسر ومن ولاه الله أمر طفل صغير بالقيام بتنشئته

التنشئة الصحيحة منذ مرحلة بعد الولادة والتعامل مع ذلك بصدق وجدية حتى يتكون لنا جيل صغير يستطيع

التعبير عن نفسه ومعرفة الخطأ من الصواب وتوجهه للشخص المناسب عندما يقع في مشكلة .. وهكذا

هذه الخطة التربوية لابد أن تكون في ذهن أي شخص عاقل يسعى لرؤية النماذج الجميلة للأجيال القادمة

في الأماكن العامة والأماكن الخاصة الممثلة في الصروح التعليمية بشتى درجاتها ..

أخي صوت الضمير أسعدتني مشاركتك .. تقبل تحيتي

أخوك ..

أم خيرية
08-07-2008, 10:57 AM
http://heznah.net/vb/uploaded/234_1218095458.gif


http://heznah.net/vb/uploaded/234_1217077421.gif


حين تصبح العلاقة بين الوالدين وأبنائهما مجرد علاقة إصدار أوامر وتنفيذها فإن شخصية الابن تتأثر

سلبيا ويغلب عليها طابع الجمود والتقوقع ، وتغيب عنها كل الصفات الإيجابية التي تؤهل الإنسان

ليكون صاحب ابداع ومواهب .

لو تجاوزنا الأوامر الكيفية : أفعل ، لا تفعل !! كل ! نم ! اخرج ! لا تلعب ! لا تلمس هذا !! فإننا لن نقدم

لأبنائنا رصيدا ذاتيا يكتسبون من خلاله معايير القيمة التي تحدد لديهم الخطأ والصواب والحق والباطل

والضار والنافع ...

إن استقلالية أبنائنا بشكل إيجابي رهين بمدى اكتسابهم لهذه المعايير من خلال سلوكياتنا اليومية ، وما

نلقنه إياهم من معارف ومهارات ..

تصور لو أن كل أب وأم جعل أوامره بشكل مقبول لدى الطفل ، معللا إياها بحقائق علمية واقعية

لأصبحت حياتنا مدرسة يومية لأبنائنا :

- كل التفاح ؛ فإنه يحتوي على فيتامين يساعدك على النمو ويقوي عظامك ..

- لا تكثر من الحلويات ؛ فإنها تسبب تسوس الأسنان وبالتالي آلاما حادة ..

- لا تلمس خيوط الكهرباء ؛ حتى لا يصعقك التيار وقد يؤدي بحياتك ..

- ادخل البيت فإن الجو حار وقد تصاب بالضربة الشمسية ...

- نم مبكرا حفاظا على صحتك .....

- لا تكثر من مشاهدة التلفزيون ؛ فإن كثرة متابعته تؤثر على بصرك ..

- لا تلعب في هذا الوقت المتأخر حتى لا تؤذي جيراننا وهكذا نعلمهم ونمنحهم معايير لمعرفة ما يليق

وما لا يليق .. وبذلك نحقق الكثير من الإيجابيات في حياة أبنائنا نفتح حوارا ، نحدثهم ، نجعله يسمعوننا

، نعبر لهم عن حبنا لهم ، وكذلك عن تخوفنا من أن يصيبهم أذى ونربط أوامرنا وتوجيهاتنا بالعواطف

والأواصر التي تربطنا بهم .. وحين تفتقد أوامرنا هذا الأسلوب التعليلي فإننا ننقلب في أذهان أبنائنا إلى

أنانيين كبار لا يفكرون في غيرهم ..
:

حاول أن :

1- تقنع أبنك ، ولا تفرض عليه فرضا .

2- تجتنب الأوامر الكيفية ..

3- لا تكن آلة لإصدار الأوامر ..

4- لا تجعل من ابنك آلة لتنفيذ الأوامر ..

5- احترم ابنك من خلال إقناعه ، وعدم نهيه بطريقة استفزازية .

6- لا تضغط عليه بإرغامه على أشياء ... فإن كثر الضغط تسبب القلق والنفور .

7- مارس الثناء والتشجيع ؛ لتهيئة الطفل لتنفيذ ما يراد منه .

8- لا تكثر من الأوامر ولا تشعر أبناءك بمراقبتك الصارمة .


http://heznah.net/vb/uploaded/234_1218095826.gif

أم خيرية
08-08-2008, 10:43 AM
الحمد لله الذي جعل الأبناء لعيون الآباء قرة.. وجعلهم لقلوبهم مسرة.. وجعل الأبناء في جبين السعادة درة..

وأوصى بهم وبتربيتهم في الكتاب والسنة كرة من بعد كرة.

والصلاة والسلام على خير الآباء أبي الزهراء.. سيد الأولياء.. وأعظم الأصفياء.. وأجل المربين النبلاء.

وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أيها الآباء النبلاء.. إن من أعظم المواهب التي يهبها الله تبارك وتعالى للعبد أن يرزقه الذرية الصالحة الناصحة

والأبناء النجباء الأتقياء، حينها تسعد في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

وهذا العطاء الرباني يصلح بسببين اثنين:

أولهما: قضاءً وقدراً من الحي القيوم، وهداية منه تبارك وتعالى.

وثانيهما: سبب كسبي من العبد بالتربية والتعليم والتوجيه.

فـإبراهيم الخليل دعا الله تبارك وتعالى أن يجنب أبناءه الشرك والوثنية: ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ

آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ))، كأنه يقول: يا رب لا تجعل أبنائي وثنيين ومشركين وفجرة، حينها تنغص

الحياة وتتكدر علي، وتظلم الدنيا في عيني.

ويقول بعدها بآيات:

((رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ

تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ))، يا رب: أبنائي يقيمون الصلاة فلا تضيعهم يا رب.

أبنائي طائعين أتقياء أخيار فلا تجعلهم ضلالاً ومشركين.

ويقول في سورة البقرة يوم طلب الولاية من الله له ولأبنائه: ((وَمِنْ ذُرِّيَّتِي))، فقال الله: ((لا يَنَالُ عَهْدِي

الظَّالِمِينَ)).

ولو كان الأب خيراً باراً سعيداً تقياً فلن تنال ولاية الله ابنه الفاجر، لأن الله ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب ولا

واسطة ولا شفاعة، إلا من ارتضى من عباده الأخيار.

وزكريا عليه السلام يشرف على الهرم ويدركه الشيب ويضمحل جسمه، فيلتفت إلى القبلة ويرفع أكف الضراعة

إلى الحي القيوم ويقول: ((رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي

خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ

رَضِيًّا)).

يقول: يا رب أسألك ابناً صالحاً يرثني في الخير ويدعو لي وأنا في القبر فيكون في ميزان حسناتي.

ويقول الله في سورة الكهف بعد أن حفظ للغلامين الكنز: ((وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)).

ويمن الله على زكريا عليه السلام بهداية أبنائه فيقول: ((وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ

وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)).

ومدرسة التوجيه والتربية في القرآن تعتمد على الوصايا النافعة لا على المبادئ المهزوزة الفاشلة، والتعاليم

التي أسقيها أبناء المسلمين في هذا العصر، فنشأ جيل فاسق وفاجر إلا من رحم ربك.

يقول لقمان لابنه وهو يعظه: ((يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِالله إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ))، أي وصية هذه؟

وأي تعاليم هذه التعاليم؟

وأي مبادئ هذه المبادئ؟

وتربية الأبناء أيها الآباء النبلاء الفضلاء الشرفاء تحصل في أمور أفرد بعض العلماء فيها تصانيف، ومن أجل ما

تحصل به.. أمور: أولها: اختيار الزوجة الصالحة.. ويوم تفشل في اختيار المرأة الصالحة سوف ينشأ النشء غير مستقيم ولا مهتد


http://heznah.net/vb/uploaded/234_1218180303.gif