[align=center] [/align]
الحمد لله رب العالمين إله الأولين والآخرين ، وأصلي وأسلم على من بعثه الله رحمة للعالمين محمد النبي الأمين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم وأقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: رسالة أوجهها إلى من غابت عنا وطال غيابها .. إلى من بكى القلب ألما لفراقها .. حملت لكِ القلم والمحبرة وسطرت بها لكِ هذه الكلمات التي عصرتها دموع قلب محب لكِ .. عل الله أن يترك بها أثرا في قلبكِ .. كيف لا وأنا أخاطب فيكِ قلبكِ الذي ملئه حب الخير .. وكيف لا وأنا أعلم أنكِ تحملين قلباً لا ككل القلوب .. وكلي أمل بعد الله عزوجل أن تغير هذه الحروف والكلمات مسار حياتكِ .. وينقشع السحاب عن ذلك البدر الجميل لكي يسطع لنا من جديد .. وليبتسم الفؤاد ويفرح .. وتشرق شمس أمتكِ بعودتكِ لها من جديد
أيهاالأخت الغاليه

هاهي الأيام تمر وتجري ..


والأعوام تتوالى ..




والصفحات تنطوي ..




من غير أن نحس أو ندري ..




إلا عند بداية سنة جديدة ..




أو قدوم الشهر الكريم ..




أو عند سماع الدفوف معلنين بذلك عن يوم العيد






ولكن أخيه هل سألتِ نفسكِ




ماذا قدمتِ فيما سلف من هذه الأيام ؟؟




وهل سألتِ نفسكِ عن السؤال الأهم




ماذا أعددتِ لرحلة النهاية ؟؟




ماذا قدمت لنفسي من خير لأجده عند الله خير ثواب وخير أمل ؟؟




ماذا سجل في صحيفتي ؟؟




وبأي يد سيكون استلامها ؟؟


وماذا أعددت للحفرة التي سأوضع فيها ؟؟




أسألكِ بربكِ إسألى نفسكِ وتحرى منها الجواب !!




حينها ستدركين أن الأمر جد خطير ..




ويستحق منا الوقوف عنده كثيرا ..




والتفكير فيه طويلا .



عجبا أيها الأخت الحبيبه مالي أراك قليلة الزاد وطريقكِ بعيد !!




مالي أراكِ تقبلين على ما يضركِ وتتركِ ما يفيد !!




إلى متى تضيع الزمان وهو يحصى عليكِ برقيب وعتيد !!




حتى متى تبارزين بالذنوب اللطيف المجيد!!




إلى متى تعصي ربكِ وهو بكِ حفيظ وعليكِ شهيد !!




ألم يأن أن تتوبى وتبدئى الصفحة من جديد !


أيها الأخت الحبيبه




توبي إلى الله ..




ذوقي طعم التوبة والإستقامه ..




ذوقي حلاوة الدمعة ..




اعتصري قلبكِ وتألمي لتسيل دمعة على الخد تطفئ نار المعصية ..




أخلي بنفسك ..




واعترفى بذنبك ..




ادعي ربك






وقولي




"اللهم أنت ربي وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت




أعوذ بك من شر ما صنعت




أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي




فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"






إبكي على خطيئتكِ ..




جربي لذة المناجاة ..




اعترفي بالذل لله ..




توبي إلى الله بصدق ..






واسمعي أخيه للفرج من ملك الملوك وهو يقول:




قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) [الزمر 53] ..






ويقول سبحانه في الحديث القدسي




((يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك ما كان منك ولا أبالي




يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي




يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة))






لا تقنطي حبيبتي من رحمة الله لسوء أفعالكِ




فكم في هذه الأيام من معتق من النار من أمثالكِ ؟؟


فأحسني الظن بمولاكِ وتوبي إليه فإنه لا يهلك على الله إلا هالك ..






يقول الشاعرإذا أوجعتك الذنوب فداوها *** برفع يد بالليل والليل مظلم

ولا تقنطن من رحمة الله إنما *** قنوطك منها من ذنوبك أعظم
أنتِ من أنتِ؟؟؟؟؟




نعم أخيه أنتِ من أنتِ حتى يخاطبكِ رب البريات ؟؟




وما هو عذركِ وأنت تسمعين هذه النداءات من رب الأرض والسماوات ؟؟




وأعلمي أخيه أن أسعد لحظات الدنيا يوم أن تقفى خاضعة ذليلة خائفة باكية مستغفرة تائبة ..




فكلمات التائبين صادقة ..




ودموعهم حارة ..




وهممهم عالية قوية ..




أو تعلمين لماذا ؟؟




لأنهم ذاقوا حلاوة الإيمان بعد مرارة الحرمان ..

ووجدوا برد اليقين بعد نار الحيرة ..




وعاشوا حياة الأمن والاستتاب بعد مسيرة القلق والاضطراب ..






بالله عليكِ أخيه لماذا تحرمي نفسكِ كل هذه اللذة والسعادة ؟؟




فإن أذنبتي فتوبي ..




وإن أسأتي فأستغفري ..




وإن أخطأتي فأصلحي ..




فالرحمة واسعة

والباب مفتوح ..






ولكن تداركيه بالتوبة قبل أن يغلق




ودعي عنكِ التسويف وطول الأمل ..




واتركِ الغفلة والاغترار بالصحة






واسمعى لقول الشاعر :فكم من صحيح بات من غير علة *** وكم من سقيم عاش حينا من الدهر

أيها الأخوات اسمعن لهذه الكلمات وذكرن قلبكن بها دائما




فوالله ما أعظمها من كلمات




يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه




"إن الآخرة قد ارتحلت مقبلة




والدنيا قد ارتحلت مدبرة




فكونوا من أبناء الآخرة




ولا تكونوا من أبناء الدنيا




فإن اليوم عمل ولا حساب




وغدا حساب ولا عمل"






ومعنى ذلك أنه ينبغي على الإنسان أن يتهيأ ويتجهز




وأن يصلح من حاله




وأن يجدد توبته




وأن يعلم أنه يتعامل مع رب كريم قوي عظيم لطيف سبحانه جل جلاله ما أعظمه وما أرحمه .


ختاما أسأل الله أن يتوب علينا جميعا وأن يغفر لنا ذنوبنا جميعا وأن يجعلنا من الصادقين الصالحين المصلحين
اللهم تب علينا توبة صادقة نصوح




اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وارزقنا برهم




اللهم وأحفظهم وتجاوز عن حيهم وميتهم وأمنن عليهم بالصحة والعافية




إنه ولي ذلك والقادر عليه