عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني قال: ( لا تغضب ) فردد مرارا قال : لا تغضب
قال ابن رجب رحمه الله : هذا الرجل طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصيه وصية وجيزة جامعة لخصال الخير ليحفظها عنه خشية أن لا يحفظها لكثرتها ، فوصاه النبي صلى الله عليه وسلم ( أن لا يغضب ثم ردد هذه المسالة عليه مرار ، والنبي صلى الله عليه وسلم يردد عليه هذا الجواب ، فهذا يدل على إن الغضب جماع الشر ، والتحرز منه جماع الخير
وفي الصحيحين عن سليمان بن صرد قال : استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ،ونحن عنده جلوس ، واحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها ، لذهب عنه ما يجد ، لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
فقالوا للرجل : ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال إني لست بمجنون قال جعفر بن محمد: الغضب مفتاح كل شر وقيل لابن المبارك : اجمع لنا حسن الخلق في كلمة ، قال : ترك الغضب وكذا فسر الإمام احمد ، وإسحاق بن راهويه حسن الخلق بترك الغضب
وروي من حديث انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال الغضب جمرة في قلب الإنسان توقد ، ألا ترى إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه ، فإذا أحس أحدكم من ذلك شيئا فليجلس ، و لايعدونه الغضب .
قال ابن رجب رحمه الله : انه يحبسه في نفسه ، و لا يعديه إلى غيره بالأذى بالفعل ، ولهذا المعنى قال النبي صلى الله عليه وسلم : في الفتن إن المضطجع فيها خير من القاعد ، والقاعد فيها خير من القائم ، والقائم خير من الماشي إليها ، والماشي خير من الساعي ، وان كان هذا على وجه ضرب المثال في الإسراع في الفتن إلا أن المعنى :أن من كان اقرب إلى الإسراع فيها فهو شر من كان ابعد عن ذلك .
حامد بن عبد الله الحامد شيخ ( أبي عبد الله الجنوبي )
hamed_1407@hotmail.com