تعرف على طريقة تفكير أبنائك :
إن (68 % )من الأبناء الذين أجري عليهم هذا الاستقصاء،يرون أن طريقة
تفكيرهم تختلف بصورة قطعية،أوتختلف أحياناً،مع طريقة تفكير آبائهم .
في الوقت الذي يرى فيه الآباء أن نسبة الاختلاف في طريقة التفكير عن أبنائهم أقل من ذلك بقليل بحيث تصل إلى (50 % ) فقط .
فهل تعكس هذه الإجابات عدم إحساس بنشكلة نعيشها،يختلف فيها إدراك أبنائنا ؟
رأيت أكثر من مجموعة من الشباب لا تتجاوز أعمارهم في تقدير السابعة عشر .. وجدتهم يتحاورون ويهمسون ،ويتحدثون بلغة وإشارة يفهمها كل منهم ، ووجدتهم يبتسمون ويتكلمون براحة شديدة ..بلا ضغوط،أدركت وقتهاأن هناك قواسم مشتركة تجمعهم في طريقة التفكير .
فهل نجيد نحن الوالدين هذه اللغة ؟!هل نجيد التحدث مع أبنائهابهذه الراحة،وعدم شد الأعصاب والغضب والمقاطعة؟
إننا نمثل بالنسبة لأبنائها الآراء الصائبة دائماً!! وهم يريدون أن يجربوا،وقد نشعرهم في حديثنامعهم أنهم ناقصو الأهيلة والإدراك،وهم يريدون أن يشعروا أنهم قد تجاوزا مرحلة الطفولة!!
إنهم يريدون أن يحاولوا ويخطئوا ، أما نحن فلا نحب أن نراهم كما هم ؛ إننا نحب أن نراهم مثاليين أو ملائكة !!وكأنني بهم يهتفون بنا (لسنا شياطين ،ولسناملائكة!!إننا بشر نخطىء ونتعلم من أخطائنا ،ولذلك نحن في حاجة إلى أن نتعرف على طريقة وكيقية تفكيرهم،وما يتحاورون فيه ، وما يشغل إهتمامهم؛ من أجل أن ندخل معهم في الحوار ونناقشهم بموضوعية ،فتنطلق آراؤنا من الإحساس بالواقع وعدم الإنعزال عنه ،ومن ثم يقتنعون بما نقول.


*خصص وقتاً كافياً للحوار مع أبنائك:
ياأبي العزيز ،وقتك لايكفي للاقتراب مني ،لتلمس مشاعري، ولأروي ظمأي من نقاشك وحوارك فالحوار معك يسعدني ويجعلني أثق في قدراتي وبنفسي .هكذا تنطق آراء الأبناء
الذين استطلعت آراءهم ،فـ(50%)منهم يشعرون أن وقت الحوار مع آبائهم لا يكفي ،أو يكفي أحياناً في الوقت الذي يشعر فيه الآباء بأن هذا الوقت يكفي بنسبة(34%).
ورغم اختلاف النتيجتين، وبرغم أنهما تعكسان استجابتين مختلفتين ورؤيتين مختلفتين نسبياً لمشكلة واحدة،فإنهما تعكسان أيضاً تمتع مشاعر الأبناء بالحساسية الزائدة لقيمة هذا الحوار .قد تكون حجج الآباء في أن أوقاتهم المهدرة تكون في تلبية احتياجات أبنائهم المادية والمعيشية ،نعم..هذا حقيقي ،وهذا جهد مشكور ،ورسائله ستصل يوماً ما،وسيدرك الأبناء عندما يزداد وعيهم بمدى عظمة كل من الأب والأم لتفانيهم الشديد في تلبية احتياجاتهم .
لكننا نناقش هنا- بعد التسليم بما نفعله وما نقوم به من جهد – ذلك الوقت القصير الذي نقضيه مع أبنائنا ،وقدرتنا على توظيفه بشكل أمثل لا سيما وأن الكثير من علماء النفس التربويين يقولون :إن هذا الوقت القصير يمكن توظيفه بشكل جيد إذا أحسنا استثماره في إرواء ظمئهم والاقتراب منهم والحوار معهم.