منذ خسارة الاهلي الثقيلة امام الشباب وانا اقرأ ردة الفعل الاعلامية جراء ما حدث في تلك المباراة وحتى اكون صريحا اكثر فان مسببات تلك الخسارة وما حدث بعدها لا تتجاوز الإدارة هي المسئولة أولا وثانيا وثالثا عما حدث.
في تقديري الشخصي مشكلة الاهلي الازلية لا تتجاوز الادارة فهذا النادي يعاني ازمة ادارة اكثر من معاناته ازمة مدرب او نقص في اللاعبين المميزين او حتى تواضع في مستوى اللاعبين الاجانب.

لن اعلق كثيرا على الاسباب ولكنني سأذهب الى منحى آخر وهو لماذا تخاذل اللاعبون على اثر تلك النتيجة ولماذا نفجر الدنيا بأكملها عندما يخسر أي فريق بالستة او السبعة او حتى الثمانية وهل تعاطينا مع كل خسارة او تصرف من اللاعبين يكون في الموضع ذاته ام ننطلق للشتم والسخرية دون أي معالجة للخطأ الواقع من الادارة واللاعبين.

الى قبل 5 او 6 سنوات لا اذكر أن الاهلي خسر بمثل هذه النتيجة بل ربما يمتد الامر الى عقد من الزمان فلماذا قام اللاعبون بذلك ولماذا هذا التهويل الاعلامي وكأننا نعيش نهاية العالم.
ادرك أن وقع مثل هذه الخسارة الثقيلة لها اثرها على نفس كل لاعب ومنتم لاي ناد ولكن الواقع يقول ايضا انك تلعب كرة قدم وبالتالي فانت معرض لاكبر من ذلك طالما أن الاسباب حاضرة ومتعددة.

عندما خسرنا بالثمانية من المانيا قبل 6 اعوام اقمنا الدنيا ولم نقعدها رغم أن مثل هذه النتيجة ربما تتكرر الان ومن أي منتخب اقل قدرا وقيمة من المانيا والسبب أننا نعاني ازمة ادارة وازمة فكر.
أن تخسر بالخمسة او الستة مرة واحدة كل 10 سنوات اظنها نتيجة طبيعية لما يعيشه ذلك الفريق وبالتالي لا يمكن أن تقوم الدنيا ولا تقعدها بسبب هذه الخسارة التي لم تكن لتكون لولا انك انت ايها الاداري او المدرب او اللاعب او حتى العضو الشرفي طرفا وسببا رئيسيا في فعلها.

لا بد أن نكون اكثر وعيا وندرك أن كرة القدم فوز وخسارة ومسألة الخسارة الثقيلة واردة طالما أن صوتك بح وانت تتكلم عن ازمة تعانيها في هذا الفريق او ذاك.
ولعمري اني اكثر ما اخشى من جراء هذا العبث التنظيمي في مسابقاتنا على منتخبنا الوطني الاول فيكون بعد ذلك عرضة لخسارة تكون سببا لتشكيل لجان والى اخره رغم أن السبب واضح ومعروف وكما قلت بح صوتنا في الحديث عنه ولكن لا حياة لمن تنادي.
اقول لكل الاهلاويين الشرفاء : تعاونوا واجتمعوا على راي واحد وعالجوا مشاكلكم بأنفسكم بعدها ستدركون أن ما حدث خطأ لا يغتفر من عناصر معينة في فريقكم فلا تكونوا سببا ليشمت الاغبياء بكم وفي فريقكم الكبير.
ما حدث في مباراة الاهلي والشباب من تخاذل غير مسبوق ليس درسا للاهلاويين فقط بل لكل الاندية والاهم في ذلك أن لا تلقى باللائمة على فئة دون اخرى وان لا تكون القضية ايضا محل سخرية ممن لم يصدقوا حدوث مثل هذا التخاذل فيكون بذلك مثل العار الذي يلحق بهذا النادي او ذاك.

لن يتطور حكامنا المحليين ؟!
كنت وساظل اقول أن البطولات السعودية الكروية ستكون بحاجة للحكم الاجنبي على الاقل لعشر سنوات مقبلة لاسباب من بينها أن الوضع الكروي لدينا لم يعد يحتمل أي تفسيرات خاطئة ضد حكامنا المحليين وسأزيد رؤية اخرى أن حكامنا ومسئوليهم لم يتعلموا الدرس وان اخطائهم باتت لا تُحتمل.
لن اقول أنهم بحاجة للتطوير طالما أن من يدير هؤلاء الحكام يقع في اخطاء بصراحة لا يمكن أن نطلق عليها سوى اخطاء ساذجة كان من الواجب أن لا تبدر منهم ولكنها الحكمة التي تغيب احيانا في تصرفات كل انسان مسئول عن فئة معينة في مجتمعنا الرياضي.

ما اقصده هو كيف يوافق مثلا رئيس لجنة الحكام الرئيسية بالسفر مع رئيس ناد كبير على طائرته الخاصة ومعه ايضا الخبير التحكيمي الاجنبي الذي من المفترض أن يكون اول المعارضين لهذه الفكرة حتى لو استدعى الامر البقاء في جدة ليلة اضافية.
لست مشككا في ذمة احد ولا اقبل بذلك ولكن المثل يقول { من وضع نفسه في دوائر الشك فلا يلومن الا نفسه } وبالتالي لم ارى أن عبد الله الناصر ولا الخبير الاجنبي بحاجة لتكرم البلطان حتى يوافق على أن يرافقاه على طائرته الخاصة حتى لو كان الامر مجرد فزعة من رئيس ناد بالنسبة لي اراه موضع ثقة.
انا هنا لا الوم الرئيس الشبابي ولكن القي كل اللوم لا جزءه على رئيس الحكام وخبيرهم الاجنبي واقول لهما ماذا لو فعل هذه الفعلة احد الحكام او أي طاقم تحكيمي اخر تعرض لذات الموقف في أي مطار من مطارات مدننا السعودية ؟ .. كيف ستكون ردة فعلكما واكاد اجزم أن ذلك الحكم او ذاك الطاقم سيرفضان وبشدة بالغة!

كلمات في الصميم
**** مشكلة جماهير كل ناد في بلادنا انها لم تعد تحتمل أن يخسر فريقها في أي مباراة وباتت المطالبات بفوزه امرا مفروغا منه وهذا ما لا يمكن أن يكون حتى لابطال السامبا وكبار اندية العالم فلماذا تفعل الجماهير ذلك؟!
****ولم تعد المشكلة ايضا متعلقة بالجماهير فالاعلام والنقاد ايضا اصبحوا يطالبون بالفوز في كل مباراة .. ما يحدث تأكيد اننا نعيش ازمة وعي لا اكثر ؟!
**** ثقافة الفوز بالمركز الثاني او الثالث لا نعترف بها هنا فيما الجماهير الأوربية تحتفل وتشد أزر انديتها لتحقيق هذه المراتب وتعتبره انجازا ام نحن فنظرتنا للمركز للثاني مثل الأخير ومن هنا يأتي دور الاعلام الرياضي الواعي ؟!
**** يقول احد الأصدقاء: لم اعد اتحمل خسارة فريقي حتى لو كان ضامنا للمرتبة الثانية .. فعلا نحن نعيش أزمة فكر ووعي ايضا؟!


* نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية