شجرة التفاح
في قديم الزمان كانت توجد شجرة تفاح ضخمة ، وكان هناك ولد صغير اعتاد اللعب بجوار تلك الشجرة كل يوم .
كان يتسلق الشجرة ويأكل التفاح وينام تحت ظلها ، وكان يحب تلك الشجرة والشجرة تحب أن تلعب معه .
مرت عدة سنوات والولد الصغير كبر ولم يعد يأتي ليلعب مع الشجرة .
وفي أحد الأيام جاء الولد إلى الشجرة حزيناً ! فقالت الشجرة : تعال العب معي ؟
فأجب الولد :أنا لم أعد طفلاً ولا ألعب حول الأشجار كما كنت في السابق
أنا الآن أريد دمى وأريد مالاً كثيراً كي أشتريها.
قالت الشجرة : آسفة، أنا لا أمتلك المال ولكن بإمكانك أن تقطف كل التفاح الذي أملكه وتبيعه لتحصل على المال وتشتري الدمى .
فاستبشر الولد وقام بقطف كل التفاح وغادر مسروراً ،ومضت سنوات ولم يأت الولد فيها مطلقاً بعد أن قطف جميع التفاح والشجرة غدت حزينة .
وفي أحد الأيام رجع الولد الذي أصبح الآن رجلاً فغمرت الشجرة السعادة ،وقالت لها :تعال العب معي ؟
فأجابها :لا يوج لدي وقت أضيعه في اللعب ، يجب أن أعمل لأعيل أسرتي ،وأريد أن ابني منزلاً لنعيش فيه أنا وأطفالي
فهل تستطيعين مساعدتي ؟
فأجابت الشجرة : آسفة ليس لدي منزل ولكن تستطيع أن تقطع كل أغصاني وفروعي لتبيني منزلاً لتعيش فيه أنت وأسرتك .
استبشر الرجل خيراً فقام وقطع كل الأغصان والفروع وغادر فرحاً مسروراً،وكانت الشجرة فرحه جداً حين رأته مسروراً .
لكن الولد لم يأت مطلقاً منذ غادر ،والشجرة غدت حزينة ووحيدة مرة أخرى .
وفي أحد فصول الصيف الحارة رجع الرجل ففرحت الشجرة كثيراً وقالت له : تعال العب معي .
فأجابها : لقد أصبحت كهلاً وأريد أن أبحر لأريح جسمي ،هل تستطيعين أن تعطيني قارباً؟
فقالت الشجرة :آسفة لا يوجد لدي قارب ،ولكن تستطيع أن تقطع وتعمل منه قارباً وتبحر بعيداً وتصبح سعيداً .
الرجل وقطع ساق الشجرة وعمل منه قارباً وأبحر به ولم يرجع لمدة طويلة .
وبعد سنين طويلة طويلة عاد الرجل ،
فقالت له الشجرة :آسفة يا ولدي لم يعد لدي شيء لأعطيك إياه ، لا يوجد تفاح لتأكله .
فأجاب : لا مشكلة فلم يعد لدي أسنان تقوى على أكل التفاح .
فقالت : ولا جذع لتتسلق عليه .
فأجاب : أن كبيراً جداً على ذلك الآن .
فقالت الشجرة بدموع :أنا فعلاً لا أعطيك شيئاً ، الشيء الوحيد المتبقي هي جذوري الميتة.
فقال الرجل :أنا متعب جداً بعد كل هذه السنوات .
فأجابت الشجرة :ممتاز، جذر الشجرة العجوز هي أفضل مكان لتستند إليه وتستريح ، فتعال تعال بقربي واجلس واسترخي معي .
فجلس الرجل ،أما الشجرة فأصبحت سعيدة وابتسمت ودموع الفرح في عينيها .
هذه قصتنا جميعاً أيها السادة ، إن الشجرة كمثل الوالدين ؛ عندما نكون صغاراً نحب أن نلعب معهم ،وعندما نكبر نتركهم
ولا نأتي إليهم إلا إذا احتجناهم عندما نقع في مشكلة ومهما حصل فالوالدان مستعدان لتقديم كل شيء يجعل أبنائهم سعداء .
ربما تعتقد أن تعامل الولد مع الشجرة كان وحشياً جداً ،ولكن ربما كان تعامل البعض منا أشد وحشيه مع والديه ، فلا يزورهما ولا يبتسم في وجهيهما ، وإنما يبادلهم الجفاء والقسوة .
فهل وعيت أخي الحبيب ، وأختي الحبيبة إلى هذه اللفتة ؟
وهل ستدركان أبويكما بالعطف عليهما قبل فوات الأوان ؟
مواقع النشر (المفضلة)