[glow=CCCC00]بارك الله فيك على الموضوع الرائع


اللهم اجعل :القرآن ربيع قلبه، ونور صدره، وجلاء حزنه، وذهاب همه وغمه، ولذلك تجد أهل القرآن أرق الناس

قلوباً؛ لأن الله كسر قلوبهم بمواعظه: { قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} القسوة مرض،

والله يشهد أن شفاءها في كتابه، فلا يرق قلب العبد لله بشيء مثل كتاب الله، ولذلك قال النبي - لعبد الله بن

مسعود: (( اتلُ علي القرآن )) قال: " - يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ " قال: (( إني أحب أن اسمعه من

غيري )) قال: فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت قول الله: { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ

عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيداً @ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً} فقال

لي: (( حسبك )) فنظرت فإذا عيناه تذرفان فكان أكمل الناس خشوعاً لكتاب الله، وكان يقرأ في صلاة الظهر

وحتى يسمع لتلاوته كغلي المرجل من بكائه ورقته-عليه الصلاة والسلام- لكتاب الله-جل وعلا-، وكان السلف

الصالح من الصحابة-رضوان الله عليهم- كانوا يخشعون لكتاب الله، فكان الواحد منهم أرق قلباً وأخشع فؤاداً

وأشرح صدراً بكلام الله-جل وعلا-، ولربما يكون في سَوْرة الغضب فإذا ذكر بالآية من كتاب الله انكسر قلبه،

ولربما تكون الدنيا بين يديه فإذا تلا شيئاً من كتاب الله أنفقها لوجه الله-جل وعلا-، فالذي يريد السعادة التامة

الكاملة برقة قلبه وصلاح حاله فليضع كتاب الله أمامه إماماً له في كل خير وبر. ومن أعظم الأسباب التي ترقق

القلب: الدعاء، أن يسأل الله قلباً خشعا وأن يستعيذ بالله من قسوة القلب، وأن يسأل الله أن يصرف عنه الفتن

والمحن التي تقسي القلوب.
[/glow]