السنن الرواتب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد

عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها أنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة )) أخرجه مسلم .
وفي رواية للترمذي والنسائي فسّر هذه الركعات ( أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعد الظهر ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين بعد العشاء ، وركعتين قبل الفجر ) حديث صحيح .
ومن فوائدها : جبر لما يحصل في صلاة الفريضة من النقص والخلل ، والإنسان معرض للنقص والخلل ، وهو بحاجة إلى ما يجبر به نقصه ، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة )) قال : يقول ربنا عز وجل لملائكته ـ وهو أعلم ـ انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها ؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة ، وإن كان انتقص منها شيئا قال : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فإن كان له تطوع قال : أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم )) أخرجه أحمد وأصحاب السنن الأربعة .
فينبغي للمسلم المحافظة عليا ويكره تركها ومن داوم على تركها سقطت عدالته عند بعض الأئمة وأثم بسبب ذلك لأن المداومة على تركها تدل على قلة دينه وعدم مبالاته ، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية ( عمن لا يواظب على السنن الرواتب فأجاب : من أصر على تركها دل ذلك على قلة دينه وردت شهادته في مذهب أحمد والشافعي وغيرهم ) .
وآكد هذه السنن الرواتب ركعتا الفجر : لقول عائشة رضي الله عنها (( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر )) متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم (( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها )) رواه مسلم .
وعن أبي هريرة مرفوعا (( لا تدعوا ركعتي الفجر ولو طردتكم الخيل )) رواه أحمد وأبو داود . والسنة تخفيف ركعتي الفجر ، كما جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ، فكان يقرأ في الركعة الأولى (( قل يا أيها الكافرون )) والثانية (( قل هو الله أحد )) ، أو يقرأ في الأولى منها (( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا .. )) سورة البقرة ، ويقرأ في الركعة الثانية (( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا .. )) التي في وسط آل عمران . ويقرأ في الركعتين بعد المغرب بالكافرون والإخلاص .
وإذا فات شيء من السنن الرواتب فإنه يسن قضاؤها ، ويقضى الوتر في النهار شفعا ) مجموع الفتاوى لابن تيمية 23/127 .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم