[align=center]فتحتُ عيناي ..
فإذا بي أخرجُ من حُلمٍ مزعجٍ حاك بحيثياتهِ سجناً موحشاً ..
فيهِ سُجنتْ الكلمه .. واغتيل الحرف .. وأُعدم الضمير ..
وسِيقت المشاعرُ إلى غُرفة التحقيق ..
وبدأ المحقق بانتزاع الإعترافات منها قسراً ..
بعد ان استخدم معها كل انواع التعذيب النفسي ..
وبين كل جلسةِ تحقيق وأختها -مكوثٌ قاتلٌ في زنزانة الألم-
تلك الزنزانة التي لايبعثُ فيها بصيص أمل إلاّ بعضُ كلماتٍ كُتبت على جُدرانها ..
تضمّنت آياتٍ وأبيات ومقولاتٍ مأثورةٍ وغير مأثورهـ ..
تكرر فيها كلمة (الصبر ، النصر ، الظلم ، المظلوم ، الصلاة ، السجن ، السجان ، الوحدة ، الأمل )
إلى آخر تلك الكلمات التي صاغتها يدُ مشاعرٍ سُجنت في نفس الزنزانة في حِقبٍ مضت ..!
أقول فتحتُ عيناي فإذا بهما تُعانقان النور وتحتضنانهِ في مشهدٍ كلاسيكيٍ مُتقن ..
لينفُذ من خلالهما إلى داخلي فيغزوا تلك الظُلمة التي كانت مسيطرةً قبل أن أفتح عينيَّ بلحظات .
رَفعتْ الظلمة راية الإستسلام .. وأعلن النور سيطرتُهُ التامهـ ..
وبدأت الرؤيةُ تتضحُ والمعالمُ تنجلي .
أغمضتُ عينيَّ وفتحتهما ..
كررتُ ذلك ..
حركتُ احدى يديّْ ..
أخذتُ نفساً عميقاً ..
تأملتُ فيما حولي ..
وكل جُزئيةٍ تقع عيني عليها أخالُها تركُضُ مُسرعةً لتُرتب نفسها وتجمع شتاتها في ذلك المكان الذي أنظرُ إليه ..
لأتيقن حينها انني مازلتُ حيا ..
فهتفتُ أُرددُ بصوتٍ لايسمعُهُ غيري ..
(الحمدلله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور) .
أدركتُ أن الله أراد لي أن تطول بي الحياةُ إلى تلك اللحظة ..
وتتجلى قدرتُهُ جل وعلا بعودةِ روحي إلى جسدي بعد ان كانت تسرحُ في كونٍ الله الفسيح ..
وأنا أخلُدُ في نومٍ عميـــــــــــــــــــــق ..
تفكرتُ ملياً في يومٍ يُمسكُ الله فيه الروح .. في مكانٍ -لايعلمُهُ غيرهُ جل وعلا- من عالمهِ الفسيح ..
ليأتي من يوقضُ الجسد فإذا بهِ بارداً قاسياً ..
لاحياةَ تبُثُّ الدفئ في خلاياهـ ..
ولانبض يوحي بالأملِ في بقاياهـ .
/
\
/
-وصفتُ بخاطرتي لحظتين من اللحظات التي طالما مرتا علينا جميعاً .. الأولى فتحتُ فيها عينيّ ، والثانية عانَقَتْ ماكان أمامهما-
واللحظةُ ياقارئي العزيز جُزءٌ من الثانية .. فتأمل ..!!!
وهنا -في هذه اللحظة- يصدحُ بأرجاء الكون أذانُ فجر الإثنين 26 /6/ 1429هـ
(شكري لهاتفي الجوال الذي عوضني عن الورقة والقلم) [/align]
مواقع النشر (المفضلة)