[align=center][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"] قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"
أعوذ بك من نفخة الكبرياء "
فكأن الإنسان مهما رأى نفسه بهذه العين - وهو الاستعظام - كبر وانتفخ وتعزز. فالكبر عبارة عن الحالة الحاصلة
في النفس من هذه الاعتقادات ، وتسمى أيضاً عزة وتعظماً.
ثم هذه العزة تقتضي أعمالاً في الظاهر والباطن هي ثمرات ويسمى ذلك تكبراً وهي:
1- مهما عظم عنده قدره بالإضافة إلى غيره حقر من دونه وازدراه وأقصاه عن نفسه وأبعده وترفع عن [/grade]
[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]مجالسته ومؤاكلته ، ورأى أن حقه أن يقوم ماثلاً بين يديه.
2- وإن اشتد كبره فإن كان أشد من ذلك استنكف عن استخدامه ولم يجعله أهلاً للقيام بين يديه ولا بخدمة
عتبته.
3- فإن كان دون ذلك فأنف من مساواته وتقدم عليه في مضايق الطرق وارتفع عليه في المحافل وانتظر أن
يبدأه بالسلام واستبعد تقصيره في قضاء حوائجه وتعجب منه ، وإن حاج أو ناظر أنف أن يرد عليه وإن وعظ
استنكف من القبول، وإن وعظ عنف في النصح ، وإن رد عليه شيء من قوله غضب وإن علم لم يرفق [/grade]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]
بالمتعلمين واستذلهم وانتهرهم وامتن عليهم واستخدمهم ، وينظر إلى العامة كأنه ينظر إلى الحمير استجهالاً
لهم واستحقاراً.
والأعمال الصادرة عن خلق الكبر كثيرة وهي أكثر من أن تحصى فلا حاجة إلى تعدادها فإنها مشهورة.
فهذا هو الكبر وآفته عظيمة وغائلته هائلة ، وفيه يهلك الخواص من الخلق ، وقلما ينفك عنه العباد والزهاد
والعلماء فضلاً عن عوام الخلق ، وكيف لا تعظم آفته وقد قال صلى الله عليه وسلم:
"
لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر" ؟[/grade]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]وإنما صار حجاباً دون الجنة لأنه يحول بين العبد وبين أخلاق المؤمنين كلها، وتلك الأخلاق هي أبواب الجنة ،
والكبر وعزة النفس يغلق تلك الأبواب كلها ، لأنه لا يقدر على أن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه وفيه شيء من
العز، ولا يقدر على التواضع وهو رأس أخلاق المتقين وفيه العز، ولا يقدر على ترك الحقد وفيه العز، ولا يقدر أن
يدوم على الصدق وفيه العز، ولا يقدر على ترك الغضب وفيه العز، ولا يقدر على كظم الغيظ وفيه العز، ولا يقدر
على ترك الحسد وفيه العز، ولا يقدر على النصح اللطيف وفيه العز، ولا يقدر على قبول النصح وفيه العز، ولا
يسلم من الازدراء بالناس ومن اغتيابهم وفيه العز: ولا معنى للتطويل فما من خلق ذميم إلا وصاحب العز والكبر
مضطر إليه ليحفظ عزه ، وما من خلق محمود إلا وهو عاجز عنه خوفاً من أن يفوته عزه ، فمن هذا لم يدخل[/grade]
[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]الجنة من في قلبه مثقال حبة منه. والأخلاق الذميمة متلازمة والبعض منها داع إلى البعض لا محالة. وشر
أنواع الكبر ما يمنع من استفادة العلم وقبول الحق والانقياد له وفيه وردت الآيات التي فيها ذم الكبر والمتكبرين
قال الله تعالى:
"
والملائكة باسطو أيديهم ".... إلى قوله " وكنتم عن آياته تستكبرون "
ثم قال تعالى:
"
ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين "
ثم أخبر أن أشد أهل النار عذاباً أشدهم عتياً على الله تعالى فقال:
"
ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتياً "[/grade]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]
وقال تعالى: " فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون "
وقال عز وجل:
"
يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين "
وقال تعالى:
"
إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين "
وقال تعالى:
"
سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق "
قيل في التفسير: سأرفع فهم القرآن عن قلوبهم ، وفي بعض التفاسير سأحجب قلوبهم عن الملكوت. وقال
ابن جريج: سأصرفهم عن أن يتفكروا فيها ويعتبروا بها.
المتكبر عليه:
أن المتكبر عليه هو الله تعالى أو رسله أو سائر خلقه ، وقد خلق الإنسان ظلوماً جهولاً ، فتارة يتكبر على
الخلق ، وتارة يتكبر على الخالق.[/grade][/align] بارك الله فيك يا اخي ا لباسل على هذا الموضوع القيم المفيد الله يحفظك ويرعاك ننتظر جديدك الرائع
مواقع النشر (المفضلة)