بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام وأخواتي الكريمات أعضاء العز الثقافي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد اليكم لامية ابن عمر الضمدي في الاستسقاء " نظم القاضي محمد بن علي بن عمر الضمدي ( ت 990هـ ) / تحقيق ودراسة : د . عبدالله بن محمد أبو داهش . ومناسبة هذه القصيدة : أن المخلاف السليماني أصيب بجدب وقحط شديد عام 973هـ/1565م ، فخرج الناس للاستسقاء وأمهم رجل مسن وهو ( ابن عمر الضمدي ) - رحمه الله - فلما وقف أمام الناس حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم ترجل هذه القصيدة ، فما انتهى منها إلا وقد انهمر المطر وما استطاع الحراك من مكانه إلا محمولا على أكتاف الرجال من شدة المطر ومما قاله في قصيدته :

إِن مسّنا الضّر , أو ضاقت بنا الحيل
= فلن يخيب لنا في ربنا أمل
وإِن أناخت بنا البلوى فإِن لنا
= ربّا يحولها عنا فتنتقل
الله في كل خطب حسبنا وكفى
= إليه نرفع شكوانا ونبتهل
من ذا نلوذ به في كشف كربتنا
= ومن عليه سوى الرحمن نتكل
وكيف يرجى سوى الرحمن من أحدٍ
= وفي حياض نداه النَّهل و العَلَل
لا يرتجى الخير إلا من لديه ولا
= لغيره يتوقى الحادث الجلل
خزائن الله تغني كلَّ مفتقرٍ
= وفي يد الله للسؤال ما سألوا
وسائل الله ما زالت مسائله
= مقبولة ما لها رد ولا ملل
فافزع إلى الله واقرع باب رحمته
= فهو الرجاء لمن أعيت به السبل
وأحسن الظن في مولاك وارض بما
= أولاك يخل عنك البؤس والوجل
وإن أصابك عسر فانتظر فرجا
= فالعسر باليسر مقرون ومتصل
وانظر إلى قوله:ادعوني استجب لكُمُ
= فذاك قول صحيح ماله بدل
كم أنقذ الله مضطراً برحمته
= وكم أنال ذوي الآمال ما أملوا
يا مالك الملك فارفع ما ألمّ بنا
= فما لنا بتولي دفعه قِبَلُ
ضاق الخناق فنفسي ضيقة عَجْلَى
= بنا فأَنَفُع شيء عندنا العَجَلُ

وحل عقدةً مَحْل حلّ ساحتنا
= بضرّه عمت الأمصار والحلل
وقُطِّعَتْ منه أرحام لشدته
= فما لها اليوم غير الله من يصل
وأهمل الخِل فيه حق صاحبه
= الأدنى وضاقت على كلٍّ به السُبلُ
فربَّ طفل وشيخ عاجز هَرِم
= أمست مدامعه في الخدّ تنهمل
وبات يرعى نجوم الليل من قلق
= وقلبه فيه نار الجوع تشتعل
أمسى يعج مِنَ البلوى إِليكَ وَمِن
= أحواله عندك التفصيل والجمل
فأنت أكرم من يُدعى وأرحم مَنْ
= يُرجى وأمرك فيما شئت ممتثل
فلا ملاذ ولا ملجأ سواك ولا
= إِلاّ إِليك لحي عنك مرتحل
فاشمل عبادك بالخيرات إنهم
= على الضرورة والشكوى قد اشتملوا
واسق البلاد بغيث مسبل غَدَقٍ
= مبارك مُرجَحِن مزنه هطل
تكسى به الأرض ألواناً منمنمة
= بها تعود بها أحوالها الأُوَلُ
ويصبح الروض مخضرا ومبتسما
= من النبات عليه الوشي والحُلَلُ
وتخصب الأرض في شام وفي يمن
= به وتحيا سهول الأرض والجبلُ
يارب عطفاً فإن المسلمين معاً
= مما يقاسون في أكبادهم شعل
وقد شكوا كل ما لاقوه من ضرر
= إليك يا مالك الأملاك وابتهلوا
فلا يردك عن تحويل ما طلبوا
= جهل لذاك ولا عجز ولا بخل
يارب وانصر جنود المسلمين على
= أعدائهم وأعنهم أينما نزلوا
وفلّ حد زمان جار حتى غدا
= يدني الرفيع ويستعلي به السِفَلُ

يارب فارحم مسيئاً مذنبا عظُمت
= منه المأثِم والعصيان والزلل
قد أثقل الذنب والأوزار عاتقه
= وعن حميد المساعي عاقه الكسل
أستغفر الله من قولي ومن عملي
= إني امْرؤ ساء مني القول والعمل
ولم أقدم لنفسي قط صالحة
= يحط عني من وزري بها الثقل
يا خجلتي من عتاب الله يوم غدٍ
= إن قال خالفت أمري أيها الرجل
علمت ما علم الناجون واتصلوا
= به إليَّ ولم تعمل بما عملوا
يارب فاغفر ذنوبي كلها كرماً
= فإنني اليوم منها خائف وَجِلُ
واعمم بفضلك كل المؤمنين وتُبْ
= عليهم وتقبَّلْ كل ما فعلوا
وصل رب على المختار من مضر
= محمد خير مَنْ يحفى وينتعل
وآله الغر , والأصحاب عن طرف
= فإنهم غُرر الإسلام والحجل


والسلام عليك ورحمة الله وبركاته