[align=right]

(سأورد ما أبصره قلمي على هيئة وصف وإلا فالحديث العلمي عن ما أبصره هذا القلم يمكن الرجوع إليه في مظانه وأخذه من ذوي التخصص)

إبصـــــــــــــــار قلم ...!


أعشق علامة التعجب في كتاباتي ...

ليس لشيء سوى لأني اعتقد بأنها تعبر عن دلالتها بصورة قد تكون أبلغ بكثير عن رص الكلمات وتجميعها بصورة قد يضنها البعض بلاغية ...

وهي ليست كذلك....

وفي حقيقة الأمر ...

ليس للقلم من بذور يبذرها على الصفحات .. سوى بضع من هذه الكلمات وتلك العلامات .. التي تعبر عن شيء يبصره هذا القلم قد لا بصره معه أحد من المبصرين ...

فماذا أبصر قلمي ...؟؟


كم هي تلك الأقلام الكثيرة التي تجول في ساحة المستجدات العلمية.. منها أقلام تملك أداء متميز..

يروق للمطلع نتاجها الطاهر العفيف الذي يسعى للذود عن المبادئ والثوابت التي ننطلق منها نحن معشر المسلمين...

ومنها أقلام زائفة مفلسة تنساق لمغرياتها طمعاً في تحقيق التملق والشهرة..

أقلام تسوق للسع التجارية الرخيصة عبر سوق من أسواق النخاسة..

أقلام سطعت شمسها حين غابت تلك الأقلام الإسلامية الرصينة وباتت حبيسة الأدراج...

أقلام سطعت شمسها حين جنح الناس إلى الركض خلف هتافات الناكبين...

أقلام مزجت بين التخبط الفكري والبعد كل البعد عن الأصالة العلمية...

أقلام اتخذت من الثورة على المبادئ والقيم منهجاً جديداً .. تحت شعار التجديد والمعاصرة...

هل تودون معرفة.. ماذا أبصر قلمي ...؟ أبصر قلمي ...

أقلام الحداثــــيين ...

وهم حثالات أقوام تقاذَفَهم *** ريَبُ الزمان فكم ضلّوا وكم فجروا

تلك الأقلام التي جعلت من جدار الحرية كشكولاً تعبر فيه عن مفاهيمها وتصوراتها الوضعية والوضيعة ...

تلك الأقلام التي تعبر عن آراء ومعتقدات أصحابها الذين يرون أن الحرية المطلقة هي من المتطلبات التنويرية التي تخرجهم عن أزمنة الوصاية الغابرة ...

يروجون مفهوم التنوير ومدلولاته تحت غطاء الديمقراطية... والدفاع عن حقوق الإنسان المهدرة ..

زعموا وهم بزعمهم هذا كاذبون ...

أقلام ورثت محابر ذاك الملقب بأدونيس ... الذي جعل من الهدم سياسة للبناء...
ذاك الملقب ... إنسان ولد خارج رحم الأمة.. ورضع من الإلحاد قيحاً وصديداً ....
فشب على حب الخرافات والأساطير ...

يقول عنه محبوه أنه وظف اللغة في الإبداع والتجريب..

وأقول أنه وظفها في الدمار والتخريب..

أقلام الحداثيين تكتب في معزل عن النور ... بأيادي أولائك الأقزام .. أشباح الظلام ...

أخذت هذه الأقلام على عاتقها نقل مبادئ الغرب المسرطنة ... وتسويقها لعقول جمهور عريض من أبناء الأمة الإسلامية باختلاف أطيافهم وشرائحهم ..

فماذا أبصر قلمي من نصوص الحداثة ...


" هل الله كائن ،
إن كان فخراء ،
و إن ليس فليس"


لقد بلغت هذه الأقلام العفنة في السخرية والاستهزاء بالذات الإلهية شأواً عظيماً.. ولا شك بأن رائحة الكفر والزندقة تفوح من نصوصهم...
يقول الشيخ الدكتور سلمان العودة: من المعلوم بإجماع طوائف المسلمين أن سب الله -سبحانه وتعالى- إلحاد محض، وكفر في شرائع الرسل أجمعين، حتى الشرائع التي دخلها التحريف، وهذا في كلام فقهاء المسلمين أخص أنواع الزندقة .. النتهى"

ويقول أحد جهالهم..

أطلق على الماضي الرصاص..
كن المسدس و الجريمة..
من بعد موت الله، مشنوقا،
على باب المدينة لم تبقى للصلوات قيمة.
لم يبقى للإيمان أو للكفر قيمة

من خلال الاستعراض المجرد لهذا النص الحداثي وسابقه... وغيرها من النصوص الحداثية الأخرى يتضح لنا صفات القلم الحداثي الذي أبصره قلمي ...


لم أهدف في مقالي الذي قد لا يتجاوز حجم يدي الصغيرة إلى استعراض ونقد مشروع الحداثة الذي بنته أقلام الحداثيين ...

ولكني أنقل لكم ((إبصـــــــــــــــار قلم ...!))

أخيـــــــــــــــراً ...

ما أتعس الحياة بطعم أدونيس ... !!


قسورة السراتي ..[/align]