بسم الله الرحمن الرحيم

تشتد لغة الحوار والنقاش على مؤسسات التربية والتعليم في كل مكان وزمان

فلا يكاد يخلو مجلس من المجالس من حديث حول هذا الموضوع دون أن يتم النيل من التعليم بطريقة

يبرئ فيها المتحدث المسؤلية الملقاه عليه ويرمي على عاتق وزارة التربية والتعليم المسؤلية الكاملة

في تربية الأبناء ..

وكأن أنفسنا كعرب تأنف أن تعترف بأخطائها وتجيد نقد الآخرين (وفي رأيي حتى نقد الآخرين نفتقد

لأدبياته ) ..


لن أطيل عليك أخي القارئ الكريم .. وأعرض أمام ناظريك مقالة في جريدة الوطن بعنوان :

قبل أن تطالبوا المؤسسات بالتربية انظروا إلى طريقة تعاملكم مع أبنائكم

ساعة في مطار الملك خالد الدولي.. لن أتحدث هنا عن مستوى الخدمات في المطار.. ولا عن تدخين

الموظفين عند إشارات ممنوع التدخين. فقد كفى ووفى الكثير في ما يخص هذا الموضوع.

ولكن سأروي بعض المواقف التي "شدت انتباهي" أثناء قضائي ساعة انتظار في مطار الملك خالد

الدولي.. وبعدها في الطائرة.. ومنها:

أب يضرب ابنه البالغ من العمر 4 سنوات "كفا" يدوي صوته في قاعات الانتظار.. أب وأم يرميان ابنتهما

الرضيعة فيما بينهما لأنها أزعجتهما بصراخها من الجوع.. أم "تشوت" طفلتها برجلها لأنها جلست على

نفس الكرسي التي تجلس عليه.. هذا ناهيك عن الصراخ والتوبيخ بأسلوب أبعد ما يكون عن التعاليم

الدينية والسيرة النبوية. مع العلم بأن الوالدين تبدو عليهما علامات الالتزام والتدين. وبعيدا عن أي نوع من

أنواع القيم الاجتماعية والإنسانية. مع أن الوالدين يبدو عليهما التمدن والحضارة.. والانفتاح على

الحضارات الأخرى.. وخصوصا "بمظهريهما "..


وستجد العكس تماما في أي مطار دولي آخر في الدول المتقدمة.. الذين استمدوا تلك القيم في

التعامل مع الأبناء من ديننا الإسلامي الذي حث على العطف على الصغير ومعاملته بأسلوب خاص.. تجد

الأب والأم يعاملان أطفالهما وكأنهم رجال مسؤولين. ويستغلان كل فرصة لترسيخ فنون التعامل مع

الناس في أذهانهم.. لقد كانت ساعة مقززة بسبب تلك المناظر البعيدة كل البعد عن الإنسانية.. فمن

الطبيعي أن يتذمر الأهالي والمجتمع من سوء النظام التعليمي.. فهم يحتاجون طرفا آخر لإلقاء اللوم

عليه في فشل أبنائهم غير أنفسهم.. وبالطبع فإنهم سيجدون الحكومة أفضل طرف يمكن لومه! ولكن..

مهما أنفقت وطورت الدولة في النظام التعليمي.. فالتعليم من غير تربية صعب التطوير.. والتطور الحقيقي

يأتي من داخل أسوار البيت نفسه.. يجب علينا أن نعي أن التربية هي أساس تنشئة الطفل.. وأن أكثر

من 80% من شخصيته تبنى في تلك المرحلة التي تسبق الـ 6 سنوات حسبما أفادت به الدراسات..

فأترك لكم تقدير نوعية شخصية هذا الشاب والشابة اللذين قضيا أول أيام حياتهما في دائرة العنف

والإهمال واللامبالاة.. ومن هنا فإنني أدعو جميع الباحثين الاجتماعيين. والمفكرين والقائمين على

الكراسي البحثية في الجامعات ومراكز الأبحاث.. والذين يبحثون عن أسباب وحلول لظاهرة الإرهاب..

وظاهرة تعاطي المخدرات.. وظاهرة القتل والتفحيط.. والانتحار! وجميع المشكلات الاجتماعية والنفسية

في المجتمع..لزيارة أي مكان عام لمدة ساعة.. وستجدون إجابات وافية تغنيكم عن الكثير! ولا حول ولا

قوة إلا بالله.


كتبه : عبدالعزيز إسماعيل طرابزوني

أترك لكم التعليق .. تحيتي للجميع

أخوكـــــم منـــافــح