[font=Arial Narrow]كان الرجل الفقير قديماً يجيب من يسأله عن حاله المتردي بـ :- " أنا صاير عالحديدة " ، كناية عن فقره و عوزه !

فيفهم السائل أنه لا يملك لا درهماً و لا قنطاراً .

و لكن الحال قد تغير في هذه الأيام كثيراً فلقد ارتفعت أسعار الحديد بشكل مضطرد غريب

حتى أنه لم يعد لتعبير " عـ الحديدة " أي معنى ، بل يجب حذفه من قاموس الفقراء و إلحاقه بقاموس الأغنياء ؟؟

فمن سيسأل عن الحال في هذه الأيام و يسمع من يقول له : " أنا عالحديدة " ؛

سيهبّ و يقول له : اذهب و اعرض حديدك للبيع بأعلى سعر فالحديد سيجعلك من أغنياء البلد ؟!!

فضلاً عن أنه سيجد أنه قد وضع نفسه في ساحة سوق سوداء لن يربح فيها إلا هو !

فالآلاف سيهبون ليزايدوا على سعر الحديد الذي يملكه ، حتى أنه سيشك هل هو يعرض حديداً أم ذهباً للبيع ؟؟!


بيد أني لا أعرف لماذا يعتقد الناس أنه يستحيل حل مشكلة ارتفاع أسعار الحديد و نضوبه من البيئة ؟!

ألسنا نعيش في بلاد الأمن و الأمان فلا حروب و لا كوارث و لا اعتداءات ، فلماذا لا نلغي بناء بيوتنا بالحديد ؟!

أليس بناء المنازل بالخشب أو القش أو الزجاج يفي بالغرض و يفك الضيقة و يصلح الأحوال ؟

أليست كل هذه المواد أرخص من الحديد ؟!

بالإضافة إلى أننا سنجني فوائد أخرى من هذا التغيير

فلن يلعب بالنار من كان بيته مبنياً من خشب ؟!

و لن يرمي الحجر من كان بيته مصنوعاً من زجاج ؟!

و لن يفرط الناس بأعواد الثقاب إذا بنوا بيوتهم من القش ؟!


ربما أنكم ستستصعبون هذا التغيير الآن ، ولكنكم ستتأقلمون على ذلك مع مرور الوقت

فلقد قلنا سابقاً أن ارتفاع الأسعار سيجعلنا نموت من الجوع و سيجعل بطوننا ملاصقة لظهورنا !!

و لكننا صرنا نأكل الكروسان مع عصير الربيع بكثرة في وجبة الغداء !

و أصبحنا لا نستغرب من يدعو الناس على وليمة " لازانيا " أو " سباغيتي " !

و لقد أكلنا ما لم نأكله سابقاً ، و لن يكون غريباً لو أكلنا الهواء ، فسنشبع على كل حال !!


و الحمد لله أننا لم نتضرر كثيراً بعد ارتفاع الاسعار على الصعيد السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي ..

فلقد صارت أيدينا تمتد - أكثر من السابق - و عبر جسور جوية لمساعدة الآخرين في شتى بقاع العالم !

و لقد حزنا جوائز عديدة في مجال التطور الاقتصادي !

و اجتماعياً .. أصبح في إمكان أبعد بشري يعيش في ولاية آلاسكا أن يسمعني و أنا أصرخ :

( ارفع راسك أنت سعودي ) !



و الله يعز الحكومة ![/
font]