من كلامها .. لقد تحجر قلبه .

الأم تذرف الدموع الحارة .. تبكي ليالي وأياما كابدت فيها المشقة والعناء.. بكت شبابها الذي أفنته في تربية

ابن عاق مكابر .

أما هو فقد ركب سيارته .. كان مبتهجاً سعيداً وهو يسمع تلك الأغنية ويرفع صوت المسجل عالياً.. لقد نسي

مافعله بأمه المسكينة التي خلّفها حزينة .. وحيد يعتصر الأم قلبها ويحترق فؤادها كمداً وحزناً على تصرفاته

الطائشة .. تتمنى لو لم تكن أنجبته لم تدع عليه بل اكتفت بقولها حسبي الله ونعم الوكيل.

كان لديه رحله إلى منطقة مجاوره .. وأثناء سيره في الطريق بسرعة جنونية .. إذا بجمل يظهر له في وسط

الطريق.. يضطرب سيره ويفقد توازنه .. يحاول تدارك الموقف .. ولكن لا مفر من القدر.. دخلت قطعة حديد من

السيارة في أحشائه .. لم يمت بل أمهله الله وأصبح ينتقل من عملية إلى أخرى.. أصبح بعدها طريح الفراش لم يستطع الحراك .. ولا حتى الكلام .. بقي هكذا ليكون عظة وعبرة لكل من يعتبر .