[align=center]
أبناؤنا ينظرون إلينا على أننا مركز النطق باللاءات كلها، كل شيء نطلبه: لأ!! كل شيء نقترحه: لأ!! هم يروننا مصدر إزعاج وانزعاج لهم، طبعا من غير قصد منّا.
طبعا ليس كل شعور بالانزعاج يكون الأبناء محقّين فيه، ولكن بصراحة نحن كثيرا ما نبالغ في رفضنا لأمور منشؤها تخوفّات لا أصل لها حتى أوصلنا رسالة لأبنائنا من حيث لا ندري بأننا لا نثق بهم!! الابن يتساءل: إذاً ما فائدة كل هذه التربية التي تربّيت عليها منذ أن كنت صغيرا؟! أليس من حقي اليوم أن أمارس حياتي وفق التربية التي غرستموها في داخلي؟! هو يتساءل ولا إجابة، وكذلك الآباء والأمهات يتساءلون: يا ترى هل أبناؤنا صار لديهم من الكفاية الدينية ما يؤهلهم للرقابة الذاتية؟! إنهم لفي شك من ذلك.
همّ التربية همّ كبير يُقَضّ منه جانب النوم، أرجوكم أيها الآباء وأيتها الأمهات، نحن لا نريد أن نجعل من أنفسنا محقّقين ولا وكلاء نيابة مع أبنائنا، نحن نرفض أن نراقب أبناءنا بعيون السجّانين لنزلاء السجون، نحن لا نتمنى أن يكرهنا عيالنا ولا نرضى أن تقوم علاقاتنا معهم على أساس: «أنك متهم حتى تثبت إدانتك».
أقولها لك بصراحة تامة: نحن مع أبنائنا المراهقين نحيا حياة الضدّية والنّكدية، أسلاك كهرباء قائمة بيننا وبينهم، بدلا من حبال المودة والألفة، نحبّهم نعم، نعزهم صحيح، ولكن واقع الحال يقول غير هذا، شددنا عليهم إلى درجة أن مللناهم وملّونا، يتمنون لو نهجرهم كي يرتاحوا من تأنيبنا المستمر لهم، رقابة متسلطة ورئيس ومرؤوس حتى باتوا يكيدون كيدا، ونحن أيضا نكيد كيدا، والكل يؤدي دوره لينتصر على الآخر،
أشكرك اخي على الطرح المميز وأسئل الله أن يجمعنا بأبائنا وأمهاتنا في جنات نعيم
[/align]






 LinkBack URL
 About LinkBacks


 




 
  رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)