المياه المتدفقة التي تندفع من باطن الأرض منذ آلاف السنين تعد في بعض الدول كنزا ثمينا لثرائها بالأملاح المعدنية وقد نجحت بعض الدول في تحويلها إلى مصادر للصحة والثروة والعلاج. ويرى الباحثون أن الفوائد الصحية التي تحققها المياه الكبريتية لمرضى الروماتيزم والعظام والأمراض الجلدية تزيد عن 34 فائدة كما ثبت مؤخرا تأثيرها الممتاز على الجهاز السمعي ومشكلات الصداع المزمن وتظهر الدراسات والقياسات المعملية ملاءمة نسبة الملوحة في هذه المواد المائية للأغراض الاستشفائية. والمتعارف عليه أن العيون الحارة والعيون الكبريتية متواجدة بالسهول والمناطق الساحلية فقط إلا أنه وأثناء قيام إحدى الشركات بتوسعة طريق بلجرشي باتجاه الجنوب، وجد جبل صخري كان عائقاً للمشروع وتحديداً (بوادي الحبقة) ولم يتم التغلب عليه إلا بالتفجير وبالمصادفة اتضح أن ذلك الجبل غني بالعيون الكبريتية التي يندر وجودها بالمناطق الجبلية . مجموعة من الأهالي يتجاذبون أطراف الحديث حول (عيون وادي الحبقة) في مجلسهم :
رئيس مركز إمارة وادي شرى خالد ظهران الغامدي حسب علمي أن المياه الكبريتية التي تندفع من باطن الأرض في وادي الحبقة والتي اكتشفت بالصدفة أثناء قيام وزارة النقل بتوسعة طريق الباحة – النماص تعتبر رافدا سياحيا لمنطقة الباحة.
يقول المهندس طه عسيري مشرف المشروع «أثناء تخريم المنطقة الصخرية استعدادا للتكسير تدفق الماء فاتجهنا للعمل بموقع آخر ولم يردنا أية مكاتبة أو توجيه بخصوص هذه العين المتدفقة عبر عروق منسابة من الجبال المحيطة والشركة ستواصل عملها وتقوم بتوسيع الطريق وإزالة الصخور التي تتدفق منها المياه كونها بالثلث الأخير من حرم الطريق وقد طلبنا منهم في حالة التدفق الشديد لها أن يتم عمل مجرى لهذه المياه ليستفيد منها الوادي إذا كانت عينا دائمة الجريان لكن هذه العين عادية مثلها مثل أي نبع ولكن بعض المواطنين أثاروا الموضوع فقط اعلاميا».

سياحة وعلاج
فيما يقول محمد عثمان الشباك «العيون الكبريتية بوادي الحبقة أصبحت الآن مكانا سياحيا وعلاجيا يقصده الناس من كل القرى والمحافظات القريبة طلباً للاستشفاء من بعض الأمراض الجلدية والروماتيزمية ولله الحمد ما أتيت من أجله في تحسن وأفضل من قبل، ولي صديق يعاني من آلام في الفقرتين الثالثة و الرابعة من العمود الفقري إضافة إلى وجود ألم في المفاصل و التهاب بالصدر و قد نصحوه بأن يذهب إلى العيون الكبريتية و بالفعل جاء إلى هنا قبل أيام ومكث ثلاثة أيام كان يعرض جسمه للمياه الكبريتية ويقوم بالاستحمام بمائها وفي اليوم الثالث و لله الحمد و المنة كانت جميع آلامه وأوجاعه قد زالت و أصبح غير الرجل الذي قدم قبل ثلاثة أيام و هذا بفضل الله تعالى ثم هذه العين التي كانت السبب في شفائه».
ويقول فائز بن حصان «ذهبت إلى هناك وتكبدت المسافة الطويلة طلباً للاستشفاء من آلام في المفاصل وخمول و كسل أعاني منه باستمرار وكذلك للاستمتاع بجمال المنطقة بعد سماعي عن هذه العيون.. وعندما أشعر بنفس الأعراض أشد الرحال إلى ذلك المكان وأقيم لمدة يوم واحد على أقل تقدير للاستشفاء وكذلك للتنزه برفقة أطفالي والاستمتاع بجمال الوادي ومنظر العيون».
يقول خلف العلياني «العيون الكبريتية بوادي الحبقة تختلف عن مثيلاتها الموجودة في مناطق أخرى لبرودتها وسهولة استخدامها في الحال ووضعها على أي مكان في الجسم وقد سمعت من تجارب لزملاء وأصدقاء عن فوائدها العلاجية، كانت لديهم (صدفية) في أنحاء متفرقة من أجسامهم وشفوا منها».

أمراض الحساسية
محمد عبد الله العاصمي، زائر من رجال ألمع يقول «قدمت للمنطقة زائرا لزميل لي وأخذني إلى هذه العيون التي لا أعرفها بل أسمع عنها فقط من زملائي حيث لم أكن أتصور جمال المكان وتصورت قبل مجيئي أن بها المسابح الحارة وحمامات السونا والبخار ودورات المياه والشقق وغيرها من مقومات النزهة والإقامة والاستجمام ومع ذلك كان الغرض من ذهابي إلى هناك أني أعاني من حساسية جلدية خفيفة وقمت بأخذ كمية بسيطة في إناء صغير و ذهبت لمنزلي واغتسلت بها ولله الحمد تحسنت حالتي وبنسبة كبيرة ولكن ما يؤرقني بعدها عني ومتى ما أتيحت لي الفرصة سوف أعود مرة أخرى».

محاذير طبية
وقال خالد عثمان آل الصعدي «الحديث عن العيون الكبريتية مبالغ فيه والتحذيرات الطبية هي الأقرب للصح بعيداً عن التجارب العشوائية التي ربما يكون ضررها أكثر من نفعها».

نظرة من المسؤولين
وقال سعيد العلياني «عيون وادي الحبقة هي الوحيدة في منطقة الباحة فهلا يتم الاهتمام بها من قبل المسؤولين طالما أن الشريحة الكبرى من أهالي المنطقة يتمنون بقاءها، وعلى الشركة المنفذة للتوسعة البحث عن مكان آخر، حتى تبقى العيون معلماً طبيعياً يزوره المواطن والمقيم من أبناء المنطقةوخارجها».
منقووول