بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


التربية الخاطئة


.

الموضوع


عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه - :أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ؛فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء".

الزواج له حكم عظيمة
من حكمه الولد قال صلى الله عليه وسلم( تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) . رواه أحمد والنسائي
وأبو داود وصححه العراقي والألباني بل تتعداه إلى حِكم أخرى لاشتمال الزواج على مصالح كثيرة منها: تحصين الزوج والزوجة وتكثير الأمة وتحقيق مباهاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم بكثرة أمته
وفي هذا العصر المدني الثائر على التقاليد والعرف أصبح الابن
في متناول عدد لاباس به من وسائل التربية وليس الأمر مقتصراً
على الوالد والوالدة
اصبح هناك وسائل أخرى منها ما نختاره بأيدينا ومنها ماهو خارج عن إرادتنا
جمعتها لكم باجتهاد مني ولعل الإخوة والاخوات يضيفون لها بعض النقاط التي لم أتداركها ولم تخطر على بالي

المربي الأول البيت
قال الشاعر
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوّداه أبواه
التربية وسائل مكتسبة من الناشئة ممن يكبرهم من والدين وإخوة وأخوات وقول الشاعر وإن كان ليس دليل قاطع عوداه
وهذه التربية تسمى [عملية] لا يرى صغيرك منك مايناقض كلامك له!
ودروسك وتعليمه المكارم وأنت تخالف ماتقول سيكون هناك خلل وتباين في خلجات الابن يسمع أمر ويرى خلافه مثال تقول لا تكذب الكذب حرام ثم تقول له غداً سنذهب للمنتزه الفلاني ثم إذا اتى الموعد تتعذر هذه قاصمة للمربي وووووإلخ
والتربية التوجيهية تبدأ بعد أن يعي الابن التوجيه ويعقل الكلام ويستطيع التمييز وأعظمها أن توجهها بكتاب الله تدبراً وحفظاً وتفسيراً وقراءة سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم والسيرة النبوية
وسير الصحابة ومآثرهم

المربي الثاني المدرسة
عليك عزيزي الأب وفاضلتي الأم أن تختارا المدرسة المناسبة والمتعارف على حسن وخلق معلميها وطلبتها ولهم سمعة طيبة ولاينتهي الأمر عند هذا بل يجب عليك متابعة ابنك والسؤال عنه يوم بعد يوم في المدرسة ومعرفة سلوك من حوله من معلمين وطلاب وأن تتنبه لدروسه والمراجعة له كما تجعل لك وقت الآن على النت لابد من مراعاة أبنائك وأن تعطيهم بعض الوقت للمزاح معهم وملاطفتهم وسؤالهم عن مدرسيهم وماذا فعلوا لهم ومعهم وكذلك الطلبة وأن تكسر الحواجز بينك وبين ابنك
المربي الثالث الشارع
عليك عزيزي الأب أن تختار لأبنك الجليس الصالح , وأن تبلغ الابن بخطر بعض الجلساء ممن يدخن وممن يتعلق بالمفحطين في الشارع امام منزلهم وتحذرهم من مغبة هذا الفعل ومايكون خلفه من مخاطر ومخدرات وموت محقق وقبل ذا وذاك الابتزاز للأطفال
ولابد للأب أن يتواضع ويكسر الغرور وينزل للشارع وينظر لحال فلذة كبده وإلا لن يجده يوماً ما إلا في غياهب السجون وكذلك الفتاة وإن كان الشارع للفتاة ولله الحمد في مجتمعنا معدوم ولكن ينبغي لمن تذهب لصديقاتها أن تحذر ويعرف من هن وطبيعة إجتماعهن على ماذا

المربي الرابع وسائل الإعلام [الدمار الشامل ]
القنوات الفضائية الآن اصبحت هي الملقن الأول لسلوك الطفل وبرمجته تعتمد على ماذا سمع وشاهد من القنوات المدمرة للأخلاق ومحطمة للمبادئ وبعدها النت الآن قل ماتجد البراعم إلا وفي غرفهم شاشة تعرض قيح العالم كله وتسقطه بدون حسيب ولا رقيب في فكر هذه الناشئة ليُُسيروا على غرار ماشاهدوه سلوكياً وفكرياً فتجد شباب قد غربوا ورضعوا عادات غيرهم واكتسبوا افعال تعد على وقت أجيال سابقة جرائم لا تغتفر
لابد من الرقابة الصارمة وتقنين الوسائل لهم بوقت وأهداف معينه ولايتركون هكذا سبهلله


المربي الخامس للأسف الخدم والحشم
العائلات الآن إلا من رحم ربي يرمون بالتربية كاملة على عواتق الخدم من الخادمات منهن الكافرات ومنهن من تدّعي الإسلام زوراً بالاسم فقط فتجد الطفل يتلقى ويكتسب منهن لغة مكسرة وعادات مدمرة وكما سمعنا من شاب كان يقلد "والدته الحقيقية الشغالة" في طقوسها وعبادتها النصرانية , والأهل في غفلة الوالدة المضيعة تجلس بالساعات على النت ترد على زيد وتشكر عمر وتحرر مشاركة فهد وتصفه بالكاتب السوبر ستار ولايوجد مثله في المنتديات والأم الأخرى تتسوق في المملكة مع السائق والأولاد في البيت مع الشغالة الفلبينية
والأب خارج المملكة أو في الاستراحة مع أصدقائه
ضيعت الأمانة فماذا تنتظرون
وهاهي نتائجها شباب متمرد على عائلته وعلى مجتمعه ولايحترم ذاته

وفي الختام اسأل المولى عز وجل أن يصلح حالنا وينفع بشبابنا ويهدي فتياتنا ويرزقهن العفاف والستر والحياء المسلوب.


م.....ن..