خط .. ( عبور ) .. المشآة
عندما تقف لعبور الشارع .. تعلمنا في مراحل اعمارنآ البدائية
أن نقف قبل العبور ونتأكد من خلو الطريق من المركبآت وذلك بالنظر لليسار ثم
النظر لـ ( اليمين ) .. فلم ننظر للجانب الأيمن ؟!
علمآ أن المركبآت تأتي من اتجاه واحد فقط !!
هكذا تعلمنآ واستمر بنآ الحآل بالنظر لكلا الجانبين عندما نهم بالعبور وهكذا .. ( الحيآة ) !!
تعصف بنآ .. فـتلك الآيام الجميلة قد ولت وأيام الحزن قد أنتهت
جآنبان من الطرق عبرنآ من خلالهآ .. لبس بعضهآ لون السمآء وتعطرت بمآء الورد دقائقهآ ولحظاتهآ
والليل الموحش أذاب الصمت على ما أتى مع بعضهآ من الحزن والهموم .. وأصطدمت وقائعهآ بصخورٍ صلبهٍ مؤلمة .
،’
( هنآ .. أنت تمر في هذا الموقف ) ..
عندمآ تقف لعبور الطريق .. فلم تلاحظ تلك المركبة التي تشق الهواء بجنون سرعتهآ .. وبعكس أتجاه السير متوجهه إليك فتلاحظ ذلك
في وقتٍ يكآد لايتجزء من الثانيه .. فتسارع لتجنب ذلك الموقف المميت ولحظاته البآئسه .. فتكتب لك النجآة بحمد الله
لن تعبر أي طريق دون النظر للجانبين طيلة حيآتك .
فالمركبه المميته أصبحت بمثآبة المعلم لك والجآنب الآخر من الطريق أصبح عنوان الدرس لذلك اليوم .
،’
الحيآة .. هي نفس ذلك الطريق .. له نفس الجانبآن وأنت تسير في خط العبور المخصص
للمشآة في هذا العالم الكبير والمركبآت التي تعآنق الطرق من هنآ وهنآك
هي ماتمر به من صعوبآت وتحديآت في حيآتك اليومية .
لذلك يجب عليك الآهتمام وأنت تحآول العبور لتفاصيل يومك .. من لحظة فتح عينآك صبآحاً
لـ لحظة ذوبآن جسدك المتعب على سريرك الحميم .
،’
( أنتبه ) .. !!
لعبور الطريق .. ( وأنت تقف على خط المشآه لأحد أيام حياتك المتجددة )
لديك الكثير من الوسائل والمقومآت التي تساهم لنجاح وصولك بسلام
لـ مبتغاك أو للطرف الآخر من الطريق .. أذكر منهآ
على سبيل المثآل :
(1) عندما تصبح في ذلك اليوم أنظر للجانب الأهم في حيآتك اليوميه ..
ففتحك لعينيك أكبر نعمة ترزق بهآ لذلك اليوم فمآ أن تستيقظ وهب لك ربك الرحيم
يوماً جديداً تواصل فيه حياتك فالشكر لله وانجاز فروض دينك الواجبة تساهم في تجاوز
الصعوبات التي قد تواجهك في يومك بعد توفيق الله .
(2) عندمآ تذهب لأنجاز عملك اليومي (سواءً كنت طالباً أو موظفاً )
كن على يقين أن الأخلاص والتفاني في أنجازعملك له الأثر الكبير لمستقبلك المجهول
فجتهآدك ونجاحك له ثمآر و تكآسلك وعدم نجاحك له ثمآر .. يختلف طعمهآ كثيراً .
(3) عندمآ تجلس مع والديك وأخوتك في المنزل يجب عليك أحترام كلا الطرفين
فـ والديك لهما واجبآت وحقوق وأخوتك لهم نفس الحق فـ احترامهم له تأثير
كبير في مردودهم أثناء تعاملهم معك .. الآن ومستقبلاً .
(4) جلسآت الاصدقآء ( من اهم النقاط ) .. لهآ الدور الكبير في مسار واتجاهات حيآتك
.. فوجود الاخيار منهم بجانبك له نتائج ووجود السيئ له نتائج كمآ قال المصطفى صلوات
الله عليه .. بمآ جآء في حديثة بأن الصديق كحامل المسك ونآفخ الكير فحآمل المسك
إما أن يحديك وإمآ أن تجد منه ريحاً طيبآ .. ونآفخ الكير إما أن يحرقك أو تجد منه ريحآ كريهآ.
(5) الاخلاق ( أخلاقياتك وسلوكك أنت ) .. الونهآ تختلف من شخص لآخر فتجد في
نفسك الطيب وتجد المذموم فالصدق والوفآء بالعهد والأخذ بآداب الحديث
أثناء الكلام واحترام من يجب عليك احترامه وتقدير من يجب تقديره ..
كلهآ صفآت محموده تختلط بشخصيتك فتعطي ذلك الدافع لأن
تكون ناجحاً مع من تخالط من البشر كان مقرباً لك أم بعيداً .
،’
النقـآط المذكورة كما ذكرت ستساعد في عبورك المريح في حياتك سواءً اليوم وكل يوم
خصوصاً عندمآ تعطي الجانب الديني حقه من صلاة لله وصوم وقرائهٍ لكتآب الله
فهي تبعث لتوفيق ربك وراحهً في جسدك وبالك .
حياتك هي نفس ( الطرقآت )
والأحداث بختلاف وقائعها هي ( المركبآت )
الـتي تجوب الشوارع بختـــلاف أحجامهآ أيضـــــاً .
!! .. توقف قليلاً .. !!
فـ مثلمآ تنظر للجآنب الأيمن من الطريق أنظر للجآنب الأيمن من حياتك وتأكد
من خلوه من المنغصآت والحآل أيضا
للجانب الأيسر من حيآتك .
،’
نظراً لإطالتي أختم بنقطه مهمه ..
أسترجع فيهآ مآ كتبت في مقدمة الحديث
( عندما كآدت المركبة تصطدم بك لعدم مراعاة النظر لكلا الجانبين ) .
أيضاً هنآك جانبآن مهمآن هما الماضي والمستقبل .. فموقف كهذا عند حصوله يعطي
درساً لا ينسى أبداً ففي المستقبل عندما تهم بالعبور ستقف مطولاً لتنظر
في كلا الاتجاهين لـ التأكد من خلو الطريق بحرص بالغ .
كذلك الماضي من حياتك وما مررت به من معوقات وتحديات ..
أجعل منها درساً تواجه به مستقبلك الآتي إليك بـ صعوباته وتحدياته التي قد تكون
أدهى ماسيمر عليك وبحكم مرورك بتجارب سابقة .. تكون قادراً على تجاوزهآ بحكمتك في
تقدير الموقف في نهاية المطآف .
،’