(( بسم الله الرحمن الرحيم ))
(قصص الانبياء)


آدم عليه السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(1)
خلق الله الأرض والجبال والبحار والأنهار والحيوان والطير والشمس والقمر والسماء والنجوم.
وخلق الله الملائكة، وكان خلق الأرض قبل خلق الإنسان..
"هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شئ عليم..وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون"
أراد الله أن يخلق آدم ويجعله خليفة في الأرض ، ولما قال الأمر للملائكة قالوا أتجعل فيها من يفسدها فقال لهم الله سبحانه وتعالى إني أعلم ما لا تعلمون.
وخلق الله آدم من الطين وسواه وبعث فيه الحياة. وأراد الله لآدم أن يعرف ما لا يعرفه الملائكة ..فأوجد الله أنواع من الحيوان والطير والزروع وعرّف آدم على أسمائها وقال للملائكة أخبروني بأسماء هذه الأشياء فعجز الملائكة عن الإجابة وقالوا نحن لا نعرف إلا ما علمتنا ..فقال الله :يا آدم أخبرهم بأسماء هذه المخلوقات فأخبرهم آدم بما عجزوا هم عنه فتبين للملائكة فضل آدم والحكمة الإلهية من خلقه وهي إعمار الأرض أما الملائكة فهم ليسوا في حاجة إلى شئ مما في هذا الكون الأرضي فهم لا عمل لهم إلا عبادة الله فهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناسلون.
"وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين..قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم..قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما تكتمون"
(2)
أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم ،فسجدوا سجود الطاعة والإحترام لأمر الله ولكن إبليس وكان من الجن لم يطع الأمر ،فقد كان مغروراً وكان يعتقد أنه أفضل مخلوقات الله.سأله الله تعالى :ما منعك أن تسجد لآدم قال إبليس :أنا أفضل منه أنا مخلوق من النار أما هو فمخلوق من الطين ،غضب الله على إبليس وطرده من الجنة وقال له :إن عليك اللعنة إلى يوم القيامة قال إبليس :يا رب إمهلني حياً إلى هذا اليوم وسأعمل على إيذاء آدم وذريته وغوايتهم وأقودهم إلى المعصية ومخالفة أوامرك وأبعدهم عن طاعتك.قال له الله سبحانه وتعالى :لن يطيعك عبادي المؤمنين ولا تأثير لك عليهم ،أما من يطيعك فهؤلاء لا إيمان في قلوبهم ومصيرهم في النار.
"قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين..قال أن خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين..قال فاخرج منها إنك رجيم..وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين..قال ربي فأنظرني إلى يوم يبعثون..قال فإنك من المنظرين..إلى يوم الوقت المعلوم..قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين..إلا عبادك منهم المخلصين..قال فالحق والحق أقول ..لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين"
(3)
عاش آدم وحيداً حتى تفضل الله عليه وخلق له زوجة من جنسه تؤانسه ويسكن إليها وتسكن إليه..وأمر الله آدم أن يسكن في الجنة هو وزوجته حواء يأكلا من ثمارها ويشربا من أنهارها بدون تعب ولا عمل ،ونهى الله آدم وحواء أن يقربا شجرة عينها لهما ،ووجه الله نظر آدم إلى كيد إبليس وحذره من خيانته فهو قد طرده من الجنة بسبب آدم لذا فإبليس يكره آدم وحواء ولا يحب لهما الخير.
عزم إبليس أن ينتقم من آدم ويعمل على حرمانه من نعيم الجنة فذهب إلى آدم وقال له :هل أدلك على شجرة الخلد ومُلك لا يبلى وأشار إلى الشجرة التي نهاهما الله عن الإقتراب منها ولكنهما تذكرا تحذير الله لهما فابتعدا عن إبليس ،ولكنه لم ييأس وظل يحاول غوايتهما وحلف لهما إنه ما يريد إلا الخير لهما ..ولأنهما فطرا على الخير وأن لا أحد يحلف كذباً فصدقاه وأكلا من الشجرة المحرمة عليهما..وأحس آدم وحواء بفظاعة ما قاما به وندما على فعلتهما وطلبا من الله أن يغفر لهما فغفر الله لهما وأخبرهما أن زمن بقاؤهما في الجنة قد إنتهى ولابد من نزولهما إلى الأرض ليتسلما مهامهما الجديدة وهي إعمار الأرض وأمر إبليس بالنزول معهما وحذرهما من عداوته لهما ولأولادهما.
خرج آدم وحواء من الجنة ونزلا إلى الأرض وبدآ القيام بالعمل للبحث عن الطعام والشراب والمأوى وهكذا تغير مجرى الحياة..
"وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين..فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين..فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم."
بدأ نظام الحياة في الأرض وكان أول أولاد آدم وحواء قابيل وأخته ثم في العام الذي يليه هابيل وأخته ثم بدأت حكاية الأخوان قابيل وهابيل..
( ساذكر قصه سيدنا نوح ) باذن الله .ولي عوده تابعونا..