[align=center] أنا و مراحل الحزن الخمس


في كتب علم النفس يتم تقسم الحزن بعد الصدمة أو المصيبة الكبرى إلى خمسة مراحل




الإنكار – الغضب – المفاوضة – الإكتئاب – التقبل




ووجدت إن فهم هذه المراحل ساعدني لتخطي حزني بصورة صحية أكثر و مساعدة زوجي لتخطيها أيضا بعد ما علمنا عن مرض إبننا و كان زوجي أبطأ منى في التنقل بين هذه المراحل




هذا بعض ما قرأت و مررت به في هذه المراحل المختلفة




" اللهم لا تحملنا ما لا طاقة لنا به "




الإنكار :




أول مراحل الحزن .. إستقبال الصدمة .. كأنك في حلم .. كل شيء مشوش .. لا أريد أن أعرف .. لا أريد إطلاق اسم عليه هذا المرض و لا أريد التحدث عنه .. إبني بخير .. بالتأكيد هناك خطأ .. كثير من الأطفال حولي كانت لديهم مشاكل مماثلة و بعد فترة شفوا دون أي علاج .. إبني بخير




دام إنكاري له شهور لا أعرف عددها .. ففي هذه الشهور لم أكن أعلم إن هناك علاج و لم يقم بتشخيصه أي طبيب و لكني كنت أعلم تماما ما هي مشكلة إبني .. وكان زوجي إنكاره أشد مني فلم أقوى على معارضته .. فلم أعارضه ولا يوجد علاج ..




طالت هذه المرحلة جدا عند زوجي و بدأت تعيق محاولاتي لإيجاد طريق العلاج و تنفيذ الحمية و إضطررت في النهاية للصراخ فيه طالبة منه تخطي هذه المرحلة و الإعتراف بمرض إبننا و إنه لن يشفى إلا إن إعترفنا بمرضه و بدأنا علاجه




الغضب :




شعور يصيبنا ولا بد من السيطرة عليه .. و نبحث عن من نلومه و من نصب غضبنا عليه .. قد نلوم أنفسنا على ما أصاب أبناءنا " كنت كثيرة العصبية أثنا الحمل ", " كنت اخذ الدواء الفلاني", " كنت كثيرة الحركة " , أو نلوم أي من يقع في طريقنا " زوجي كان يغضبني كثيرا في حملي " ," الطبيب كتب لي دواء و أنا حامل و قال إنه لن يؤثر على الجنين " وهكذا ..




وتصيبنا العصبية و نغضب أكثر عندما يواجهنا البعض بأننا نتعامل مع كل شيء بعصبية .. فنحن لا نشعر بعصبيتنا .. حتى إننا قد نصب غضبنا على طفلنا المريض بالتوحد .. وقد نكتم غضبنا و نتجه لطرق أخرى غير صحية للتنفيث عن هذا الغضب مثل تناول الطعام و السمنة أو تصيبنا الأمراض للتعبير عن غضبنا .. فأجسامنا لابد أن تخرج هذا الغضب بشكل ما .. و بما إن الغضب شيء سلبي فلن تعبر أجسامنا عنه إلا بصورة سلبية




و أظن إني فعلت كل ذلك ولكن إكتشفت في النهاية إني لابد أن أخرج من هذه المرحلة .. لا بد من أن نخرج أنفسنا من هذه الدائرة .... ولن يستطيع أحد غيرنا أن يخرجنا منها .. سبب المرض لا يعلمه إلا الله و عجز الأطباء عن نفسيره فلن تنجحي أنت في تفسيره .. فلا تضيعي الوقت في محاولة التفسير بدلا من البحث عن علاج .. اما العصبية فلا حاجة للتوضيح إنها لن توصلنا إلى شيء جيد و الهدوء و الصبر هو المطلوب و الله هو اللطيف المعين




المفاوضة :




في هذه المرحلة وجدت نفسي أقول لنفسي " لو كان فقط يتكلم لكان الأمر أسهل .. ليس مهم إنه مريض بالتوحد المهم إنه سعيد و يضحك "




الإكتئاب :




الإكتئاب مرحلة طبيعية من مراحل الحزن وربما أصعبها .. وفي هذه المرحلة . قد تبكي كثيرا و قد نشعر بالتعب و الإرهاق و الصداع المتكرر و ألام في الجسد و قد تصل الأمور إلى الطفح الجلدي .. يغلبك اليأس .. تشعر بالإحباط و غياب الأمل ولكن من المهم أن تعرف إن ذلك الإحساس لن يدوم و إنها مرحلة و ستمر




لا أنسى تلك اللحظة .. كنت أتحرك في المنزل أقوم بالأعمال المنزلية و إبني جالس أمام التلفزيون وحوله بعض الألعاب المفضلة و كل ما يدور في عقلي هو إبني بالطبع كالعادة و فجأة قادتني أفكاري بأنه قد لا يتحسن .. قد لا يتكلم أبدا .. قد تمر سنوات طفولته وهو لا يعرف حتى كيف يلعب بالألعاب و يمر عمره دون أن يستمتع بالحياة و بدأت دموعي تنهمر و أنا أعمل و حاولت تمالك نفسي فلم أستطع وتوقفت عن ما أفعل و جلست في أرضية المطبخ أبكي و أبكي و أبكي دون القدرة على السيطرة على نفسي .. لا أعرف كم قضيت من الوقت كذلك تمالكت نفسي قليلا و ذهبت لغرفتي وواصلت البكاء .. بكيت بحرقة لساعات .. و كما بدأت فجأة توقفت فجأة وبي هدوء غريب




أذكر أيضا كيف جاءت هذه اللحظة لزوجي .. كنا بالسيارة نتحدث عن كيف علمنا والدينا القيادة .. وهنا كانت اللحظة .. إمتلأت عينية بالدموع و قال" قد لا ياتي اليوم الذي أعلمه فيه القيادة " و ظل زوجي صامتا لساعات وأنا أحاول إقناعة بعدم صحة ذلك و أن الأمل موجود .. إلطف بنا يا ربنا




مرحلة التقبل :




نعم إبني مريض بالتوحد .. أستطيع أن أقول ذلك .. أستطيع أن أرى إبني و ليس المرض .. عن إبني طفل جميل و موهوب و مرح و مطيع و يحب اللعب و الضحك له رغبات و ميول وحركات تضحكني وضحكته أغلى ما في الدنيا .. و ليس مجرد طفل معطوب خارج عن السيطرة يؤدي حركات غير مرغوبة طوال الوقت .. إنه مريض و سأبحث عن علاج




أستطيع أن أقول لنفسي ذلك .. أستطيع أن أقول للناس .. احتاج للتحدث مع أخرين لديهم نفس المشكلة




الأن أستطيع التقدم إلى الأمام .. أستطيع مساعدة إبني و مساعدة الأخرين لتخطي مراحل الحزن هذه و أخبرهم إنهم سيكونون بخير .. لقد مررت بذلك و أنا بخير الان






[/align]
[align=center]منقووووووووووووووووول من ام لطفل توحدي [/align]




" اللهم لا تحملنا ما لا طاقة لنا به "