بسم الله الرحمن الرحيم








قصيدة راقت لي فاحببت أن تشاركوني روعتها ..



(:








تُسائلني سُليمى كُلَّ حينٍ=و تعجبُ حين لا تجدُ الإجابَةْ
و تنبهر انبهاراً إن رأتني=و وَجهِي لابسٌ ثوبَ الكآبَةْ
و صدري مِرجَلٌ بالحُزنِ يغلي=يكاد يُذيبُني مما اصابَهْ
فتُلقي نفسها في حِضنِ قلبي=كعصفورٍ غفا في حِضن غابةْ
و أسئلةٌ تُحيِّرُها تَدَاعَت=على أعتابِ صمتي في غرابَةْ
ألستَ أبي و تعرفُ كل شيئٍ=و أنت البحرُ لا أخشى عُبابَهْ ؟
ومنك بكل فخرٍ و اعتزازٍ=تعلمتُ القراءةَ والكتابَةْ ؟
وأبصرتُ الشجاعةَ والتحدِّي=إذا أبديتَ رأيكَ في صلابَةْ
ألم تقصصْ علىَّ غداة يومٍ=حكاياتٍ أذابتني إذابَةْ ؟
و كم حدثتني عن مجدِ قومي=كلاماً سغتُ يا أبتي شرابَهْ
فخِلتُ بأننا للأمس عُدنا=إلى عهد النبوةِ والصحابَةْ
فهذا جيشُ عمروٍ قد تراءى=وعمروٌ شامخاً يجلو حِرابَهْ
ويفتحُ بلدةً من بعد أخرى=بصوتِ الحقِّ لاصوتِ الربابَةْ
إلى أن أبصَرَت عينايَ أرضاً=تُهانُ، وغاصباً يأبى انسحابَهْ
وحاخاماً يهودياً جباناً=يكيلُ لأمتي جهراً سِبَابَهْ
و أبناءُ العروبةِ قد تواروْا=وراءَ الصمتِ يفترشونَ بابَهْ
يُحملقُ بعضُهُم في البعضِ حيناً=و يُغضي دونَ أن يُبدي عتابَهَْ
وكنتَ تقولُ أنَّ الحرفَ نورٌ=يُضئُ شُعَاعُهُ وجهَ الكتابَةْ
أصارَ كلامُكَ الماضي سراباً=كمثل كلام عِشقٍ أو صبابَةْ ؟
يُخَطُّ على الحوائطِ في الليالي=فما إن جاءَهُ صبحٌ أذابَهْ
لماذا لم تَقُـل للخوفِ كَلاَّ=وتنضو عنكَ في حزمٍ ثيابَهْ ؟
تُعاتبني سُليمى ثُمَّ تمضي=وتتركُني أُفتِّشُ عن إجابَةْ
تُذكِّرُني بيومٍ كُنتُ طِفلاً =أُداعِبُ والدي نفـسَ الدعابَةْ





جمال مرسي