السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال الله تعالى :
( فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) ... { سورة الأعراف : الآية 176 }

في المرض قُربٌ مِنَ الله :قال هبةُ الله القُشَيْريُّ :لمَّا كنتُ بمكَّة أردتُ أن أزور الشَّيْخ عبدَ الملك الطَّبَريّ ، فدُلِلْتُ عليه ، فمضيتُ إليه ، فوجدتُه محمُوماً مُنطرِحاً ، فلمَّا دخلتُ عليه ؛ تَكلَّفَ وجلس ، وقال :
أنا إذا حُمِمتُ أفرح بذلك ؛ لأنَّ النفسَ تشتغِل بالحُمَّى ، فلا تَشْغلني عمَّا أنا فيه ، وأخلو بقلبي كما أُريد .
[ طبقات الشافعية ، للإممام السُّبكيّ : 7 / 191 ]

أُنْسُ العَبْد بالله وحَلاوة ذِكْرِهِ :
أخرج أبو نُعَيم بإسناده عن رباح ، قال :
كان رَجلٌ يُصلِّي كلَّ يومٍ وليلةٍ ألفَ ركعةٍ ، حتى أُقعِد مِنْ رجلَيه ، فصار يُصلِّي جالساً كلَّ ليلةٍ ألفَ ركعةٍ ، فإذا صلَّى العَصْرَ ؛ احتبى ، واستقبل القبلة ، ويقول :
عجبتُ للخليقة كيف أَنِستْ بسواك ، بل عجبت للخليقة كيف استأنست قلوبُها بذكر سِواك .
[ جامع العلوم والحِكَم ، لابن رجب الحنبليّ : 1 / 84

أصناف أهل الجنَّة :روى ابن أبي حاتم بإسناده ، عن بعض أصحاب معاذ بن جبل ، قال : يدخل أهل الجنَّةِ على أربعة أصناف :
المتَّقِين ، ثم الشاكرين ، ثم الحالفين ، ثم أصحاب اليمين .
قيل : لِمَ سُمّوا أصحابَ اليمين .
قال : لأنَّهم عملوا الحسنات والسيئات ، فأُعطوا كُتُبَهم بأيمانهم فقرؤوا سيئاتهم حرفاً حرفاً ، قالوا : يا ربنا هذه سيئاتنا فأين حسناتنا ؟
فعند ذلك محا الله السيئات ، وجعلها حسنات ، فعند ذلك قالوا :
" هاؤم اقرؤوا كتابِيهْ " فهم أكثر أهل الجنَّة .
[ جامع العلوم والحِكَم ، لابن رجب الحنبليّ : 2 / 202 ]

التواضع للإخوان :
* قالوا : من لم ير نفسَه دون أخيه ؛ لم ينتفع بصحبته .

* قال أبو المواهب الشاذلي :
من تعزَّز على خدمة إخوانه ؛ أورثه الله ذُلاً لا انفكاك له منه أبداً ، ومن خدم إخوانه ؛ أُعطي من خالص أعمالهم .

* وجاء في وصيَّة الإمام النوويِّ ـ رحمه الله تعالى ـ :لا تستصغر أحداً ؛ فإنَّ العاقبة منطويةٌ ، والعبد لا يدري بم يُختَم له ، فإذا رأيت عاصياً ؛ فلا تر نفسَكَ عليه ، فرُبَّما كان في علم الله أعلى منك مقاماً ، وأنت من الفاسقين ، ويصير يشفع فيك يوم القيامة ! ، وإذا رأيت صغيراً ؛ فاحكم بأنه خير منك ، باعتبار أنَّه أحقر منك ذنوباً .
وإذا رأيت من هو أكبر منك سِنّاً ؛ فاحكم بأنَّه خير منك ، باعتبار أنَّه أقدم منك هجرةً في الإِسلام .
وإذا رأيت كافراً ؛ فلا تقطع له بالنار لاحتمال أنَّه يُسلِم ، ويموت مسلماً .
[ الأنوار في صحبة الأخيار ، لعبد الوهاب الشعراني ]