السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :

ربما يأتينا شعور أن الكلام لا يأتي بنتيجةٍ !!! لكن ثقوا أنَّ أفكار اليوم هي أخلاق الغد !!!

التوازن في التضحيات

عندما يقع خلافٌ ما بينَ شركاءَ ؛ أحدهما أكثرُ عطاءً - أياً كانَ هذا العطاءُ مالياً

أو نفسياً- فإنَّ لسانه سيكون بذيئاً إلى درجةٍ غير متوقعة، وتظهر المنَّة ، ويتوالى

شريط التضحيات والمقارنة ، وأنَّ هذا الشريك لم يقدم شيئاً ، حتى ربما شككَ في

ولاءه لهذه العلاقة التي قامت من البداية على الحب !!.

ولذا نقول إنَّ العلاقة الزَّوجية ربما لا تستقرُ إذا كان أحد الطرفين يعتقد أنَّه أكثر

أهميةً من شريكه ، وأنَّه أكثرُ تضحيةً وبذلاً .

وذلكَ لا يعني الإخلالَ بمعنى القوامةِ للرَّجل؛ لأنَّ القوامة قد بيَّن الله حدها ،

فالرَّجلُ منفقٌ ، ومتابعٌ ، وليسَ برقيبٍ !!، والقوامةُ تعاونٌ، وليست استحواذاً على كُلِ شيءٍ .

إننا نرى بعض الأزواج يغرق في التضحيات والبذل ، سواءً كان ذلك بتخيلِ

الحياة الزَّوجية بتلكَ الصورةِ المثالية ؛ والتي هي رقم ليلةٍ في قصة ألف ليلة

وليلة !!، وخارجةٌ عن نطاقِ البشرية .

إنَّ حياة الزَّوجين حياةٌ موازية ؛ بمعنى أنَّ كلاً منهما له مسارهُ الذي ينبغي أن

يسيرَ فيه ، وألا يقطع السيرَ على شريكه ، أو يتقدَّم عليه ، خاصةً في المشاعرِ

العاطفيةِ ، والمشورة ، والقراراتِ المهمة ، فهي التي تحددُ قدر الرَّاحةِ والإشباع

العاطفي ، وتجعلُ الحياةَ أكثر عطاءً .

إنَّ إعطاء الزَّوجين كلاً منهما لشريكه أهميةً ، وأنَّ مشاعرَ الحبِ ، والمودَّة ،

مشاعرُ مشتركةٌ ، تفيضُ بها قلوبهما لبعض ، كفيلٌ بإيجادِ التوازنِ الذي يجعلُ

الحياةَ أكثر أنساً ، ويسابقُ كلٌ منهما الزَّمن لكي ينعمَ بساعاتٍ هانئةٍ بجوار الآخر !! .

من بريدي