بين بن جبرين وبن جاكسون !! فضيحة طابور !!


قبل أن أبدأ أقول ((
إنا لله وإنا إليه راجعون
)) اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خير منها .. مات إمام وسوف يكون هنالك ألف إمام يسير على خطاه .. مات أبن جبرين ووالله أننا حزنا على ذلك ولكن الدين والعلم لا تتوقف فقد مات قبله من هو أفضل منا جميعاً وهو محمد سيد البشر عليه الصلاة والسلام ..

قبل أسبوعين توفي حشرة يدعى مايكل جاكسون !! وقبل يومين توفي عالم رباني يدعى عبدالله بن جبرين رحمة الله .. لا تتوقعون أن أكتب لكي أنعي هذا الشيخ أو أحلل وفاة الحشرة الأولى !!

لكنني أكتب لكي أفضح طابوراً خامساً بان عواره خلال هذه الحادثتين !! كيف يصدق المرء أن تميل صحافتنا بهذا الشكل المخجل !!

عندما مات بن جاكسون خُصصت صفحات في كل الصحف ووسائل الإعلام وعلى مدار أسبوعين كاملين !! تحدثوا عن كل حياته !! حاولوا أن يدلسوا على أبناء هذه الأمة بأن وفاة أمثال هؤلاء هي خسارة على الفن وأهله !! يكتب بعضهم في صحيفته أنه مات ملك البوب !! ويعلق مذيع عربي سعودي سني بأن من كان يعشق بن جاكسون فأن بن جاكسون قد مات ومن كان يعشق البوب فإن البوب حي لا يموت !! قبح الله أمثال هؤلاء الذين جعلوا الدين مطية لإسقاطاتهم القذرة !!

خصصت قنوات كثيرة برامج خاصة لوفاة بن جاكسون !! أوردوا أرقام قياسية لمبيعات أغانية عبر الإنترنت !! صوروا فعالية دفنه الوهمية وأشغلوا العالم بها بشكل لم يكن له مثيل في أي جنازة قبله حتى أميرة ويلز ديانا !!

أنا لا ألوم الإعلام الغربي فهذه بضاعتهم ولكن ألوم الإعلام العربي الذي أصبح تبيعاً لهذا الإعلام القذر !!

وعكس كل ما سبق سوف أتحدث عن دور الإعلام في وفاة بن جبرين ((
رحمة الله وأسكنه فسيح جنانه
)) مات شيخنا ومات معه إعلامنا الذين دق في نعشة مسمار الخلاص !! مات شيخنا وهمش إعلامنا وفاة قائد ديني وروحي كان ملهماً لكثير من أبناء هذا الدين في أرجاء المعمورة !!

في يوم الوفاة تكرم إعلامنا بخبر مقتضب بوفاة عالم دين !! وفي اليوم التالي تمنيت أنني لم أقرأ الصحف لكي لا أرى هذا العوار !! في الشرق الأوسط يقول صاحبهم (
وبوفاة الشيخ كانت نهاية للعلماء التقليدين ) ويقول أيضاً ( وعرف عنه تشدده في المذهب ) ويختم تقريره بخبر لا أدري لماذا يكتبه فيقول ( وقد أنتقل إلى منزله الحالي بحي السويدي في عام 1402 هـ وقد بناه بمساعدة من صندوق التنمية العقاري
) !!

كل الصحف في هذا اليوم لم تتجاوز أخبارهم صفحة ونصف الصفحة وربع الصفحة وهذا كرم من بعضهم !! وفي اليوم الثالث بعد الوفاة وبعد الدفن رأيت ما أشعل فيني نار كتابة هذا المقال !!

الوطن وضعت خبراً في عمود لا يتجاوز العشرة سنتمتر وصورتين للصلاة والدفن !! وفي آخر صفحة كاركاتيراً لرسامهم (
هداه الله
) لا أستطيع أن أفسره إلى بوفاة الشيخ وموت عالم رباني كان منافحاً عن الدين وأهله وقد وصفه في الرسمة بذهاب المتشدد وأن الوقت هو للمنفتحين من أبناء هذا البلد !! ليته لم يرسم هذه الرسمة !! وأسأل الله أن أكون مخطئ في تأويلي !!

كل ما سبق هي عبارة عن ردة فعل ألمتني كثيراً !! شاهدت فيه إعلام وطني ينحاز أنحيازاً فاضحاً للغرب ومفرزاته من فن وقيء !! ويغفل عن مواكبة وفاة عالم رباني قضى سنين عمره في خدمة هذه الدولة بكل ما يستطيع !!

ختاماً .. لا أخفيكم أنني أقتنصت هذا الموقف لكي أبين لكم وبصريح العبارة عن أن إعلامنا هو إعلام موجه وأقرب ما يكون إلى طابور خامس يسعي إلى إسقاط هذه الدولة ودينها القائمة عليه بكل الوسائل المتاحة حتى وإن تصوره البعض بموقف عابر ولكني أراه مركزاً وعلى جرعات قد نستقبلها في المستقبل بكل رحابة صدر دون أن يكون لنا أي موقف إستنكار منها كوننا تعودنا عليها وأصبحت واقع نعيشه !!

رحمك الله يا شيخنا وأسكنك فسيح جنانه وأسأل الله أن لا يعاقبني كونني وضعت أسمك بجوار أسم حشرة فنّهم القذرة لكنها جزء من حبكتي لهذا المقال فعفا الله عني وعن كل من قرأ هذا المقال !!