بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الموضوع فقط لمن يجرؤ على تغيير ذاته ، وتقبل رأي الطرف الآخر ......
نحن هنا في منتدى النقاشات نطرح المواضيع الساخنه نتناقش ونتحاور فيها ، مرات نتفق ومرارا نختلف ، ولكننا إذا اختلفنا افسدنا للود قضيه .
بعض الأعضاء متمسكون جدا بقاعدة ( إذا لم تكن معي فأنت ضدي ) ، حتى وصل الأمر إلى هجر بعض الأعضاء لهذا المنتدى بسبب الاختلاف في نقاش احد المواضيع المطروحه .
في الحقيقة أنا لم اجد ابلغ من كلام الدكتور/ عبدالرحمن الشلاش . عن هذا الموضوع .
فأحببت ان تقرأوا هذه المقالة حتى تستفيدوا منها كما استفدت أنا منها ::
د.عبد الرحمن الشلاش
يقولون ((إن الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية)) وفي هذه العبارة إشارة صريحة وواضحة إلى أن التباين في الرؤي ووجهات النظر لايمكن أن يؤثر بحال على صفاء الود مهما بلغت درجة ذلك الاختلاف وحتى لووصلت عنان السماء..أوتلك المسافة الفاصلة بين مشرق ومغرب..وفيها دعوة إلى ضرورة أحترام آراء الآخرين دون النظر إلى أشكالهم وألوانهم ومعتقداتهم وأفكارهم..و تأصيل لمبدأ الحوار الحضاري الراقي للتعايش مع الآخرين..وإعمارالكون..وتنمي ة الحضارة الإنسانية..وحل كثير من القضايا العالقة.
لكن الاختلاف في مجتمعنا قد يأخذ أبعادا كثيرة ليتحول في نهاية الأمر إلى كل الصور والاشكال والأوضاع التي يفسد فيها الود..بل ربما يؤدي هذا الاختلاف إلى إفساد مليون أومليار قضية من قضايا الود..وليصير هذا الود إلى خلاف حاد..وحالة عداء وقطيعة أبدية.
ويتحول الاختلاف في الرأي سواء على المستوى الفردي أوالاجتماعي وينتقل من حالة اختلاف حول قضية مطروحة..أورأي إزاء موضوع بعينه إلى خلاف تمتد آثاره إلى المساس بالنواحي الشخصية لهذا المختلف معه..ووسمه بأبشع الصفات والنعوت.. وربما تجريمه وإخراجه من الملة وهجره والتضييق عليه.. وقد يؤدي الأمر على النقيض إلى وصمه بالتطرف والتخلف والرجعية..والمسألة في الحالتين الآنفتين لاتعدو كونها طرح رأي قابل للنقاش والتحليل والتمحيص وإصدار الحكم إما بالقبول أوالاعتذار اللبق المؤدب.
ولذا فإن كثيرا من قضايانا تظل عالقة وغير محسومة..نتجادل ونتحاور حولها دون أن نصل إلى نتائج عملية ونهائية وربما نخسر الود ونفسد كل أجوائه والسبب في نظري يعود للآتي:
@عدم امتلاكنا لثقافة الحوار والقائمة على احترام الطرف الآخر مهما كان رسمه أووصفه أوفكره،والايمان بأن كل إنسان له مكانته وكرامته ولديه الكثير من القدرات والإمكانات ،وأن للحوار أصولا تقوم على الموضوعية البعيدة كل البعد عن الجوانب الشخصية.
@الفكر المغلق والأحادية التي يمارسها البعض إذ يسعى لرفض الرأي الآخر وتهميشه وتحييده ،ومحاولة قولبة أفكار الناس ((أي صبها في قالب واحد))وبما يؤدي إلى فكر لايقود إلا لمزيد من التخلف.
@عدم الاتفاق على القضايا المطروحة.. والتفريق بين ثوابت الدين التي لا تقبل الجدل والاختلاف وحقوق العرب والمسلمين وحب الوطن والذود عن حياضه والقضايا والموضوعات التي تقبل النقاش والتعديل والتبديل ومنها على سبيل المثال:
حق المرأة في المشاركة المجتمعية ،وتوسيع دائرة تلك المشاركة.
مناقشة سلوكيات بعض الأفراد والتي تسيء للدين الإسلامي الحنيف ،وربما تحسب على الدين من البعض وهي أبعد ماتكون عن سماحته ويسره.
حقوق المرأة والتي نص عليها الدين وعدم امتهانها والنظر إليها كإنسانة لها الحق((فالنساء شقائق الرجال))
@عدم إشاعة ثقافة الود بعد الاختلاف ،فالود لا بد أن يبقى حتى مع وجود الاختلاف فلا نخسر كل الأواصر والعلاقات والروابط لمجرد تباين الآراء ،ويبقى الود بنفس الحجم قبل وبعد الاختلاف.
ومن أجل بقاء الود دون أن يفسد له الاختلاف أي قضية يجدر بنا أن نؤصل ثقافة الاختلاف عند الناشئة بتقبل الرأي الآخر..والاتفاق على المصلحة العامة..والإكثار من المنتديات الحوارية..والخروج من بوتقة الانغلاق الفكري..
،،، والله الموفق ،،،،
مواقع النشر (المفضلة)