الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
اما بعد :
قال الله تعالى :

( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ
ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) {50} سورة الشورى
لنتأمل قليلا ما كتبه المفسرون في تفسير هذه الآية حيث اختصره لكم بالتالي :
( لله ملك السماوات والأرض ) له التصرف فيهما بما يريد ،
( يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ) فلا يكون له ولد ذكر .
قيل : من يمن المرأة تبكيرها بالأنثى قبل الذكر ؛ لأن الله تعالى بدأ بالإناث .
( ويهب لمن يشاء الذكور ) فلا يكون له أنثى .
( أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ) يجمع له بينهما فيولد له الذكور والإناث .
( ويجعل من يشاء عقيما ) فلا يلد ولا يولد له .
قيل : هذا في الأنبياء – عليهم السلام – ( يهب لمن يشاء إناثا ) يعني :
لوطا لم يولد له ذكر إنما ولد له ابنتان ،
( ويهب لمن يشاء الذكور ) يعني :
إبراهيم عليه السلام لم يولد له أنثى ، ( أو يزوجهم ذكرانا وإناثا )

يعني : محمدا – صلى الله عليه وسلم – ولد له بنون وبنات ،
( ويجعل من يشاء عقيما ) يحيى وعيسى عليهما السلام لم يولد لهما ،
وهذا على وجه التمثيل . والآية عامة في حق كافة الناس . ( إنه عليم قدير ) .
وعليه .. فإن استخدام مصطلح مثل : ( علاج العقم ) من قبل المراكز الطبية او من بعض المتحدثين او الكتاب
يعتبر امرا غير دقيق ، فالعقم امر استثنائي لا يوجد له علاج لأنه امر قدّره الله على من اصيب به حيث شاء الله له ان يكون عقيما .
وحرمه من الإنجاب لأسباب لا يعلمها الا هو سبحانه .
أما يمكن علاجه فهو فقط حالات تأخر الإنجاب لأسباب اخرى غير العقم مثل :الضعف في (الحيوانات المنوية )
او امور اخرى نفسية مثلااو امراض تؤثر في اكتمال عملية الإنجاب مثل :
مرض السكر .اما ان يقال او يكتب ( علاج العقم ) فهذه كلمة ليست في محلها ابدا واستخدام بعض المراكز الطبية لهذه الكلمة
اعتبره خاطئا جملة وتفصيلا فالعقيم عقيم ، ولكن متى يقال عن الشخص ( رجلا كان او امرأة انه عقيم ) ؟ !
هذا امر ليس بالصعب وليس بالسهل ايضا
مثلا : عندما يولد طفل بلا خصيتين .. أو أن يصاب بحادث يفقد معه الخصيتين .. هل للطب مجال في ان يمحو عنه العقم ؟!
بالتأكيد لا مجال للطب .. وتشخيص هذه الحالة امر سهل فقد يلاحظ الأهل هذا منذ الولادة او بعدها من الأعراض المصاحبة اثناء النمو .
وكذا ممكن ان يكون صعبا في حال المرأة عندما لا يوجد لها مبيضا ..
فكيف سينتج لها بويضات يلقحها ماء الرجل مالم يوجد لها مبيض؟
ولكن تشخيص مثل هذا بالنسبة للمرأة يكون من قبل الطبيب المختص .
وهدف كتابة هذا الموضوع الأساسي هو إيضاح حقيقة هذا الأمر ،
فقد يكون هذا مدخلا لبعض ضعاف النفوس من المراكز الطبية أو العاملين بها لإستغلال الناس واخذ بويضة من هذه
وماء رجل من ذاك ليسعدوا الزوجين ( في نظرهم ) وقبل ذلك يسلبون اموالهم ويخلطون الأنساب مرتكبين جريمة لا تغتفر ..
ولا ادل على هذا إلا الضبابية التي يحيطون بها عملية العلاج وتكتمهم عليها خاصة وان العملية تكون في اجواء مخبرية ( مختبرات)
ولا يعلم حقيقة ان هذا يخص فلاناً وذاك يخص غيره .
وما يجلب الينا من تقنيات مخبرية يجب الا ننسى او نتناسى ( بدافع من عاطفة ) أنها امور أخذناها عن اناس
يرتضون استئجار الرحم و غير الرحم ( معروف ما اقصد )
فأتمنى من وزارة الصحة واناشد وزيرها المتفهم لكل ما فيه مصلحة عامة للمسلمين ان أن تكون سبّاقة
( واتمنى كذلك من وزارات الصحة في العالمين العربي والإسلامي )
وأن تصدر منعا باتا لإستخدام كلمة ( علاج العقم ) واقصد بذلك في اعلاناتهم التي ملأت الصحف
وعلى جدران المراكز المهتمة بهذا الأمر وفي المنشورات الدعائية(البروشورات)
فالعقم لا علاج له ، ولكن العلاج هو للضعف الجنسي وامراض الإنجاب المختلفة التي اشرت لها سابقا.


كتبه :
سليمان بن احمد الذويخ
يوم الخميس 16 رجب 1430هـ