بويتات قلائل .. متفرقة في أحياء المدينة .. كجزر صغيرة
تفرقت في خضم محيط عظيم .. بضعة عوائل هي المتبقية على ترابط وتواصل
من ذلك الجمع المهيب .. الذي شتت شمله ومزق أشلائه .. الطفرة وكثرة
الأموال .. وربما الحضارة والتطور كما يزعمون ...!!



بالأمس القريب كانوا .. عائلة واحدة .. يدا واحدة .. هكذا كنت
أراهم .. يجتمعون عند كبيرهم بنفوس صافية وقلوب
نقية .. وما إن توفي رحمه الله .. حتى بدأ التفرق
والتشرذم ظاهرا بينهم .


وسوس لأحدهم شيطانه .. فأقام وليمة .. دعى إليها
بعضا من أقاربه وترك الآخرين .. وقلده غيره .. وكانت
المصلحة والمنفعة هي مقياس الدعوة .. وتزداد
عرى المحبة إن كان بين النساء قربى ...!!
أنطق أحدهم شيطانه فقال : لنكن حلفا وحزبا
من دون البقية .. فتحمس لرأيه صغار السن .. وسكت من لايؤخذ برأيه ...!!



قضوا على البقية الباقية من توادهم وتراحمهم .. وأجهزوا
على ذلك الرحم الذي بينهم .. وأحلوا التشاحن
والبغضاء بدل المحبة والإخاء .. ولازلت أنتقي الألفاظ لأجمل
الفكرة .. ثم أعود وأنتقي ألطف منها .. لعلها تكون
دعوة خاصة وربما دعوة عامة .. وأنا أرى أنه لازال للإنقسام بقية .