يتزايد عدد السكان في ارجاء الكرة الارضية على اختلاف الجنسيات والالوان، ذكورا واناثا، صغارا وكبارا، متعلمين واميين، ويزداد التقدم والحضارة فنظن انها بداية للراحة والاسترخاء لكن للاسف نرى انها بداية حتمية لمصاعب الحياة وتفاقم مشاكلها. رجالا كانوا ام نساء مروا بمراحل، انستهم الحياة ومشاغلها او ملذاتها سنينهم، فمر سن الشباب دون ان يشعروا وتذكروه عندما فات القطار، والبعض منهم لم ينسوه لكنهم تناسوه ليتمكنوا من مجاراة الحياة وهمومها ومتطلباتها.
اباء وامهات حرمهم ابناءهم نعمة الاحفاد ليس مرضا او عقما لاسمح الله ولكن عزوفا عن الزواج.
كثيرا ما نتساءل!! ما الذي حدث ليمتنع شبابنا وبناتنا عن الزواج، بعد ان كان الزواج من متطلباتهم الطبيعية والنفسية؟ وما السبب الرئيسي في صدهم عنه وانشغالهم عن السعي له، وعدم البحث عن شريكة او شريك الحياة؟
ان تعمقنا في نفوسهم قليلا سنتخبط في الاسباب التي يصعب حصرها، ما بين غلاء المهور والمعيشة، وما بين الاكتفاء بالتلذذ بملذات الحياة بالطرق غير الشرعية، ونتيجة لكثرة الصداقات التي قد ينتقل بينها الشباب مما تجعله يصاب بالشك والظن فيفقد الثقة في الجنس الاخر ويمتنع عن الارتباط به واخرون اتعبتهم المشاكل الاسرية التي عاشوها مع ابائهم وحالات الانفصال مما سبب لهم النظرة التشاؤمية وفئة منهم ترى ان الزواج يقتل الطموح ويحد من النجاح بسبب اختلاف الفكر مع الطرف الاخر، واخرون كانت المسؤولية من نصيبهم منذ نعومة اظفارهم فودعوا الزواج واختاروا اخوانهم واخواتهم اسرا لهم.
هل تكون اللقاءات التعريفية والندوات حلا لمنع العزوف عن الزواج!! ام ان اجبار الابناء على الزواج في سن مبكرة وتحميلهم لمسؤولية قد لا يكونون اهلا لها هو الحل!! هل يكون الحوار والنقاش هو الحل الحقيقي!!
باختلاف الحلول وتعددها.. فمن المؤكد اننا جميعا نتفق ان الحل ليس في تجاهل هذا العزوف ولا في تجنب الحديث عنه.