تأملات
يجب على العبد أن يحسن الظن بربه، ومع إحسانه .يحسن العمل لله . فالذي يحسن ظن بالله تجده يحسن العمل، قال الإمام الحسن البصري (إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل وان الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل)
واخبر النبي صلى الله عليه وسلم حاكيا عن ربه (أنا عند حسن ظني عبدي بي فليظن بي ما شاء) وعلق ابن القيم في هذا الحديث بقوله:يعني ما كان في ظنه فاني فاعله به ،ولا ريب إن أحسن الظن إنما يكون مع الإحسان فان المحسن حسن الظن بربه انه يجازيه على إحسانه ولا يخلف وعده ،ويقبل توبته وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات فان وحشة المعاصي ،والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه .. قال تعالى (وذلكم ظنكم الذي ظننتم (أي الظن السيئ) بربكم أرداكم (أي أهلككم)فاصبختم من الخاسرين ) فهولاء لما ظنوا أن الله سبحانه وتعالى لا يعلم كثيرا مما يعلمون كان هذا إساءة لظنهم بربهم فأرداهم بذلك الظن أن يكونوا من الخاسرين ....
وقال الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام حين قال لقومه(ائفكا ءالهة دون الله تريدون ،فما ظنكم برب العالمين ) أي ماظنكم أن يفعل بكم إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره
فيجب على كل مسلم أن يحسن الظن بالله تعالى ويرجوا الله أن يغفر له إذا تاب من زلة زلها ، ويرجوا رحمته وعفوه إذا كان في حال العجز عن الطاعات ،ولاسيما عن العجز عن العمل للمرض والضعف كالكبر ونحوه فيغلب جانب الرجاء على جانب الخوف....