صلّوا بداية على سيد الخلق محمد بن عبدالله ( أفضل الصلاة والسلآم عليه ) ،أحببت
أن أذكركم وأذكِر نفسي كثيرة الذنب والخطآيا , بـ/ نهاية هذا العام وانصرامه مع نهاية
هذا الأسبوع أن حيينآ بإذن الله تعالى.
فـ/ جلسة مكاشفة بينك وبين النفس ، ستنجلي معها خفايا قد لم تعيريها أي اهتمام وأنت
محاسب عليها دون أدنى شك.
فـ/ تعاهد الله تعالى بفعل يحبه ، وترك منكرٍ يضرك ولايضره سبحانه (فهو الغني عن
عباده).
و لتبدأ صفحة بيضآء جديدة ليرجح ميزآن حسناتك وتكون من الفآئزين بالجنة بإذنه
تعالى ..
أن الله سبحانه عظيم ، عفو كريم ، فهو يمد عمرك ويتيح لكـ فرصة جديدة ، في كل
دقيقة تعيشهآ.
وإن كنّا من الأحيآء مع بدآية عآم جديد ، فـ/هناك هدآية مع أول هطول من أول شهر
وهو:




(( الشهر المُحرَم ))




قال الله تعالى:
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ).. الآية (36) سورة التوبة


وعن ابن عباس في قوله تعالى: ( فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) في كلهن ثم اختص من
ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراماً وعظّم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح
والأجر أعظم.


وقال قتادة في قوله (فلا تظلمـوا فيهن أنفسكم ) إن الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة
ووزراً من الظلم فيما سواها. وإن كان الظلم على كل حال عظيما ولكن الله يعظّم من
أمره ما يشاء ، وقال: إن الله اصطفى صفايا من خلقه..


[ اصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس رسلاً واصطفى من الكلام ذكره واصطفى من
الأرض المساجد واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم واصطفى من الأيام يوم
الجمعة واصطفى من الليالي ليلة القدر فعظموا ما عظّم الله. فإنما تُعَظّم الأمور بما عظمها
الله به عند أهل الفهم وأهل العقل ] انتهى ملخّصا من تفسير ابن كثير رحمه الله ،
تفسير سورة التوبة آية 36




وَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَفْضَلُ
الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ". رواه مسلم 1982



قوله: ( شهر الله ) إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم ، قال القاري: الظاهر أن المراد جميع شهر المحرّم.




عاشوراء في التاريخ


عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى
الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: مَا هَذَا.. قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي
إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى ، قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
رواه البخاري 1865




فضل صيآم عاشوراء


قال النبي صلى الله عليه وسلم: " صيام يوم عاشوراء ، إني أحتسب على الله أن يكفر
السنة التي قبله". رواه مسلم 1976




أي يومٍ هوَ عاشوراء



قال ابن قدامة رحمه الله: عَاشُورَاءَ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ الْمُحَرَّمِ. وَهَذَا قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ , وَالْحَسَنِ ; لِمَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ , قَالَ: {أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
بِصَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ الْعَاشِرِ مِنْ الْمُحَرَّمِ}. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ .. وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.



وروى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ
التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه مسلم
1916




الحكمة من أستحباب صيام تاسوعاء


قال النووي رحمه الله: ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ
تَاسُوعَاءَ أَوْجُهًا: ( أَحَدُهَا ) أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ،
وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ .. ( الثَّانِي ) أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ ، كَمَا
نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ ، ذَكَرَهُمَا الْخَطَّابِيُّ وَآخَرُونَ. ( الثَّالِثَ ) الاحْتِيَاطُ فِي
صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلَالِ ، وَوُقُوعِ غَلَطٍ فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي
نَفْسِ الأَمْرِ.








غفرَ الله لنا ولكم فـ/سارعوا إلى جنةٍ عرضهآ السموات والأرض أعدت للمتقين,,



أرجو الله كما جمعنا في دنيا فانية أن يجمعنا في جنة خآلدة ,,


دمتمـ بخير