...
..
.

إنّي ما زلت ..أذكر..
ذاك الجو وذاك المنظر..
عاشقًا بحديقةٍ أنتظر..
بجواري قلم ..ودفتر..
أتحاشى لساعتي أنظر..
أراقب من يأتي ويمرّ..
داخلني الشك وبدأت أتذمّر..
لن تلاقيني ولن تحضر..
لقد كانت منّي تسخر..
تبًا لها إن كانت تستهتر..
وإذا بفاتنةٍ أمامي تـتـبختر..
كأن النور منها يصدر..
تمسك بمنديلٍ منها يتـعطّر..
يحفّها عودٌ ومسكٌ وعنبر..
كأن النسيم بها يتعثّر..
يستنجد دعيني منك أعبر..
اقتربت مني وبدأت تـتعذّر..
عذرًا فسائقي دومًا يتأخر..
"سامحني" ..أخذت تكرر..
"حبيبي مزاجك يـبدو معكّر"..
قلت متلعثمًا وبخجلي أتدثّر:
"كيف قادك إليّ البصر..؟"
ضحكت بغنج وقالت تؤشر:
"هذان دليليّ ..قلم ودفتر..
ما كنت أخطئ و بك أشعر..
لقد كنتَ كما أتصور.."
وبرقّة لمست خدّي تحذر..
همست لها مصرحًا أعبّر:
"عيناي و روحي إليك ستبحر..
فكوني المرسى والمستقرّ..
خذيني أسيرًا طواه الأسر..
وحيدًا صاحباي ليل وسهر..
عذّبيني وليقطعني كتفك والنحر..
ولتغرقني عيناكِ وليظلمني الشعر..
لا شكوى تصلك ولا تذمّر.."
قالت: "يومًا ما ستنسى وستتنكر..
سأذكّرك حينها ولن تتذكّر.."
وها أنا اليوم وحدي أفكّر..
لم أنساكِ ولم أتنكر..
مازلت غاليتي ..أذكّر..


6/5/1431هـ
القاهرة