إن حياتنا وأرزاقنا وحاضرنا ومستقبلنا واجالنا وما سوف يحدث غدا بيد الله سبحانه وتعالى منا من يصيبه الضر ويصبر ومنا من يصيبه الضر فيسخط ويشتكى ويتمرد فنجد الشاكى الساخط العابس المتشائم الذى حول حياته لدائرة مغلقه الذى لا يحمد ربه الجليل ولا يرضى بما قسمه الله له يسب الدهر ويقول لولا حصل هذا ماكان..... ولو فاته رزق لعن الحظ والقدر ولربما اتهم الناس جميعا بالتآمر عليه والوقوف ضده ولكن نرى ان هذه طبيعه النفس البشرية أى الانسان حيث قال الله تبارك وتعالى( إن الإنسان خلق هلوعا وإذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا) صدق الله العظيم أى ان الهلع والجزع صفة من صفات خلق الانسان . فعندما يمر الانسان بضائقة يكتئب ويتذمر فالانسان لايرضى بتحكم القدر به ولا يؤمن ان هذا فى صالحه ابدا فسبحان من جعل أمرالمؤمن كله خير ولن يكون العبد مؤمنا حتى يؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره ، حلوه ومره قال تعالى (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم) التغابن. قال علقمة رحمه الله (هوالرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم) . وقال ابن عباس (يهدي قلبه لليقين فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه) وقال عليه الصلاة والسلام (المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى اللّه من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك ، واستعن باللّه ولا تعجز، فإن أصابك شيءٌ فلا تقولن: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر اللّه وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان)

إن هدفى من كتابه هذا الموضوع أن من عرف الله حق المعرفة رأى كل ما في الوجود جميلاً لأنه راضٍ حق الرضا فى حياته وأعماله وتصرفاته تبعا لكتاب الله وسنه رسوله الكريم كذلك احتساب الاجر والتوكل على الله من أعظم الاعمال عند الله حيث قال الله تعالى (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) كذلك على العبد المؤمن حقا أن ينفذ أوامرالله وأن يجتنب نواهيه وليس المطلوب أن يبحث فى مشيئة الله وعلمه فذلك غيب ولا وسيلة إليه.حيث قال صلى الله عليه وسلم (خرج علينا رسول الله ذات يوم والناس يتكلمون في القدر، قال: فكأنما تقفأ في وجهه حب الرمان من الغضب، فقال لهم: ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض؟ بهذا هلك من كان قبلكم) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم واذا اصاب الانسان سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر واحتسب فكان خيراً له فهو في كلا الحالتين مأجور سواء شكر أو صبر ،وقال صلى الله عليه وسلم (الايمان نصفان نصف صبر ونصف شكر) لقد أمرالله تعالى أن نشكره ، ونهى عن أن نكفره ، وأثنى على الشاكرين لان الشكر هو غاية الرب ويؤدى الى الجنة لان اهله قليلون ، قال تعالى (وقليل من عبدى الشكور) سبأ ، (وسيجزى الله الشاكرين) آل عمران ، (واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابى شديد) ابراهيم . فنعم الله تعالى لا تعد ولا تحصى(وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ابراهيم ، واذا حاول احدنا احصاء نعم الله علينا لوجد ان اعظم نعمة هى نعمة الاسلام والتى الف الله بها بين قلوبنا واصبحت لنا نجاه فى الدنيا والآخرة. ان فرصة الحياة فى الدنيا محدودة ولا يمكننا تعويض ما فات فلنغتنم الوقت والفرص ولا ننخدع بأمور دنيوية زائلة ولننظر لمن هو اعلى منا فى امور الدين ونحاول اللحاق به فديننا هو نجاة لنا فى الدنيا والآخرة .

واخيرا اختم كلامى

((رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ ،وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ الْهُدَى لِي ،وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا ،لَكَ ذَكَّارًا ، لَكَ رَهَّابًا ، لَكَ مِطْوَاعًا ، لَكَ مُخْبِتًا ،إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا ، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي ، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي ، وَأَجِبْ دَعْوَتِي ، وَثَبِّتْ حُجَّتِي ، وَسَدِّدْ لِسَانِي ،وَاهْدِ قَلْبِي ، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي)) .

بقلمى مع الاستعانه بآيات من كتاب الله سبحانه وتعالى واحاديث رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم