ماهو مرض القولون العصبى
--------------------------------------------------------------------------------
يعرف القولون العصبي على أنه مجموعة من الأعراض تكون في غالب الأحيان من آلام في البطن مع شعور بالانتفاخ و ربما قد تصحبها الإمساك أو الإسهال و في بعض الأحيان تكون على شكل نوبات من الإمساك يتبعها نوبات من الإسهال مع العلم أن هذه الأعراض لا يوجد لها سبب عضوي واضح في الجهاز الهضمي . و يعتبر القولون العصبي من الأمراض المنتشرة و هي من أكثر الحالات التي يواجهها أخصائي أمراض الجهاز الهضمي إذ أن ما يعادل نسبة ( 50% ) من المرضى في العيادة الخارجية للجهاز الهضمي يعانون من القولون العصبي . و من المعروف أن هذا المرض يصيب الشباب أكثر من غيرهم و خاصة الإناث لكن هذا المرض يصيب جميع الأعمار .
الأعراض :
تختلف حدة الألم و موقعه في البطن بين شخص و آخر حتى أنه في نفس المريض قد تختلف شدة الألم بين نوبة و أخرى .. و لكن معظم المرضى يشيرون إلى موقع الألم في أسفل البطن سواء في الناحية اليمنى أو اليسرى . و لكن الملاحظ أن نوبات الألم تحدث فقط عندما يكون المريض يقظاً و لا يحدث أبدا إذا كان المريض نائما أي أنه لا يحدث ألم أثناء النوم يؤدي إلى استيقاظ المريض .. و هذه الآلام عادة تكون على شكل مغص أو تقلصات و أحيانا يشعر المريض بانتفاخ في البطن و زيادة في الغازات و من الملاحظ أيضا أن نوبات هذا المرض تزيد عندما يكون المريض تحت تأثير ضغوط نفسية سواء في المنزل أو العمل و أيضاً في نسبة من المرضى تناول الطعام قد يتسبب في زيادة الألم .. إلا إنه إذا تخلص من الفضلات أو الغازات فإن هذه الآلام قد تخف حدتها .
و هناك نقطة مهمة و هي في حالة وجود آلام متزايدة و ضعف في الشهية و نقص الوزن أو ارتفاع درجة الحرارة أو وجود دم مع البراز فإن هذه الأعراض ليست نتيجة للقولون العصبي و تحتاج إلى فحوصات شاملة لمعرفة السبب .
عند الفحص السريري على المريض المصاب بالقولون العصبي يلاحظ أن هؤلاء المرضى تظهر عليهم علامات القلق النفسي و التوتر العصبي . كذلك قد يشعر المريض بألم في البطن على منطقة القولون أثناء الفحص بخلاف هذه الملاحظات فإن معظم المرضى لا توجد عندهم أي علامات مرضية أثناء الفحص السريري .
التشخيص :
يتم تشخيص القولون العصبي عن طريق استثناء الأمراض الأخرى التي تسبب أعراضا مشابهة إذ إنه لا يوجد فحص مخبري أو إشعاعي لتشخيص هذا المرض .. و من الفحوصات التي تجرى للمريض تحاليل الدم و تحاليل البراز للتحقق من عدم وجود دم في البراز أو وجود طفيليات و ديدان أو خلايا صديدية ، و فحوصات أخرى قد يحتاج إليها الطبيب على حسب حاجة المريض و تقييم حالته مثل مناظير الجهاز الهضمي و الإشاعات الملونة و فحوصات أخرى يقررها الطبيب .
العلاج :
يعتبر العلاج النفسي هو أهم و أول مراحل العلاج لأن معظم المرضى الذين يعانون من القولون العصبي يعانون من قلق و خوف من هذا المرض و يتساءلون دائما هل هو مرض خبيث أم لا و لماذا الأطباء يخبرونني أن جميع فحوصاتي سليمة و أنا ما زلت أعاني من هذه الآلام . أولا يجب أن يعرف المريض أنه يعاني من مرض يسمى القولون العصبي و لا يعرف سبب لهذا المرض .. و إن هذا المرض هو مرض حميد أي أنه ليس سرطانا و لا يتسبب في السرطان و لا يسبب أي مشاكل صحية و مضاعفات قد تحتاج إلى تدخل جراحي و لا يسبب نزفا دمويا أو إنسدادا في الجهاز الهضمي .. و أن يحاول بقدر المستطاع التعايش مع هذه المشكلة . و قد ثبت أن العلاج النفسي فعال في ثلثي حالات القولون العصبي . و يجب أن يعرف المريض أنه لا يوجد علاج فعال يقضي على هذا المرض نهائيا و لكن توجد أدوية مختلفة قد تساعد في التخفيف من حدة الآلام أو الإسهال أو الإمساك أو الأدوية التي تخفف من التقلصات في القولون . و في بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب إلى استعمال أدوية مهدئة للجهاز العصبي و أدوية الاكتئاب النفسي و لكن يجب التنبيه إلى أن هذه الأدوية تستعمل في حالات خاصة يحددها الطبيب و لفترات محدودة لتجنب الآثار الجانبية لهذه الأدوية .
مواقع النشر (المفضلة)