السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــــــــــــه ،،،

الترابط بين أفراد المجتمع هدف سامي نسعى جميعاً لتحقيقه ونؤمن بوجوب بذل الجهد من أجل الحفاظ عليه ..!

فقد كانت آيات رب العالمين ووصايا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، تدعو لتلك الوحدة وتوصي بهذا الترابط والتلاحم .

وهكذا كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , كانوا خير قدوة لخير أمة تعارفوا على الخير ومن أجل الخير ، ثم توارث التابعون من بعدهم وحملوا الكثير من شيم أخلاقهم .. وزمناً يتبعه زمن تلاشى ماكان عليه السابقون .. فأصبحت المعرفة تسعى لتحقيق المصالح الشخصية ، والسعي خلف معرفة من هو ذا منصب أو سيادة .. أو من يحقق غرض نافع بصحبته ..!

كثيراً ما نجد أنفسنا بحاجة إلى نظرة صادقة , لمسة حنونة , كلمة طيبة تقوي العزيمة وتبعث في النفس الأمل لمواصلة السير في الحياة بخطى واثقة وإرادة وعزيمة قوية .

تلك المشاعر لن نتمكن يوماً من الحصول عليها مادامت العلاقات يشوبها مصالح شخصية ، وزيف ، حينها ربما نقول على الدنيا السلام كما قال الامام الشافعي يرحمه الله :

سلاماً على الدنيا إذا لم يكن بها صديقاً صدوقاً صادق الوعد منصفا .

ربما تصلك رسالة من أحد الأشخاص , أو اتصال غير متوقع , أو حتى زيارة .. ثم لاتلبث الأمور أن تكشف لك عن السبب الحقيقي وراء تلك الرسالة أو الاتصال او الزيارة المفاجئة .

كم من صديق باللسان وحينمــــــــــا ..... تحتاجه قد لايقوم بــــــــــــــواجـب
ان جئت تطلب منــــــه عونا لم تجـــد ..... الا اعتذار بعد رفـــع الـــــــحواجب
تتعثر الكلمــــــــــــــــات في شــــفتيه ..... والنظرات في زيـــــغ لأفق ذاهـــب
يخفي ابتسامته كـــــــــــــــأنك جئتــه ..... بمصـــائب يرمينه بمـــــــــــصائب
والصحب حولك يظهرون بـــــــأنهــــم ..... الأوفيــــاء لأجل نيل مــــــــــــآرب
وإذا اضطررت اليهمو أو ضــــــــــاقت .....الأيام مالك في الورى من صــــاحب


المصلحة الشخصية .. أصبحت الآن الرمز المتعارف عليه بين أغلب العلاقات المشوهة التي يدني فيها الفرد من قيمته وانسانيته من أجل غرض رخيص ومأرب مهين , فيتودد ويتقرب ، بل وأحياناً يصل الأمر به لأن يكذب ويجمل وينافق في شخص ما ويدعي حبه ووصاله ، بينما هو في واقع الأمر يتلذذ بالسعي خلف مصلحته ومن يحقق له مآربه .

تلك المشاهد ، نشاهدها كثيراً في حياتنا اليومية ، وربما وصل الأمر بنا إلى الشك في كل العلاقات من حولنا ..!

حين نمرض .. نشعر بالوحدة .. نستشعر الضعف .. نناجي الأمان أن يأتي فلا يستجيب ، هنا ، نشعر بقوة أننا بحاجة إلى نفس طاهرة صافية ، وقلب أبيض يحمل معنا أحزاننا ويقتسم معنا همومنا ، وعندما نجد صاحب هذا القلب حولنا ربما تحول الألم إلى سعادة .. والمرض إلى صحة .. والوحدة إلى ألفة والرهبة إلى أمان وسلام ،

ولكن قد تصدمنا الحقيقة حين نكتشف أن هذا القرب كان لغرض غير الذي حلمنا به ، حتى أننا أصبحنا نطلق على الصداقة الخالية من المصلحة عملة نادرة ..!

من المؤسف أن نرى تلك الدونية تقتحم كل العلاقات الإنسانية من حولنا , فتتغير المفاهيم وتتبدل القيم الرائعة

التي فطرنا عليها وتعايش بها السابقون من سلفنا ، ولا أبالغ بالأمر حين أقول أن هناك من يتقرب من رئيس تحرير ، أوصداقة مشرف أو مشرفة حتى يحظى بتميز مواضيعه ، أو الحفاظ عليها من الحذف والتعديل ، في الكثير من المنتديات وبعض الصحف .

من المؤسف حقاً أن تصل بنا الأمور لهذا الحد , وأنا هنا لا أبالغ في وصفي للحدث وجميعنا ربما مر بأمر كهذا ..!

ويؤسفنا أن نجد المفاهيم قد تغيرت وانقلبت لغة التواصل والحب بين البشر لتتحول إلى علاقات ظاهرها صداقة وباطنها يصرخ ( اخدمني تكن صديقي ) .. أو ربما كانت هناك حالات أشد قسوة ومرارة ، فنجد بعضاً من أصحاب النفوس الضعيفة والمريضة ، وذوي الأخلاق المركبة يربطون صداقتهم ويخلصون لها لفترة محددة تنتهي بمجرد إنتهاء المصلحة أو ربما تتحول لتجاهل وتهرب من الشخص الذي قدم لنا المصلحة بنية صافية ..!

والسؤال الذي يفرض نفسه الآن :

لماذا وصل الأمر بنا إلى هذا الحد السىء ؟

ولماذا لوثنا أسمى العلاقات الإنسانية التي وضع لها القرآن الكريم ، والسنة المشرفة ، ضوابط واضحة المعالم ؟

هل مازلنا نتهم العصر والتكنولوجيا بأنهما سبب مايحدث ؟

نعيب زماننا والعيب فينا .... ومالزماننا عيب سوانا .

نعم وبلا شك إنه عيبنا نحن .. فنحن من ضيعنا وحدة صفوفنا حين مزجنا بين المصلحة الشخصية وبين من نعرف ،

وحين جعلنا من صداقتنا السبيل الأوحد لتحقيق أهدافنا ومطامعنا بالحياة على حساب حقوق الغير ..!

فرجاء ، ثم رجاء ،
أعيدوا لنا حياة أسلافنا ، وضعوا الصداقة في مكانها الحقيقي ، لننعم بمجتمع يسوده الحب والوئام وتظلله المودة والسلام .. ويكفي ضياع ..!!

وفقكـــم الله ورعــاكـم ،،،