اين شريك الحياة


تسعد أيام الإنسان بمن يفهموا منطقه و فكره و يعيش حياة البؤس و الشقاء إذا احس بوحدة الفكر . إن النظرة الأولى إلى الوجود تجعلنا ندرك أن هناك خالق عظيم أبدع في تنظيم و تنسيق هذا الكون . وحديثي التالي هو كيف يختار الإنسان شريك حياتهِ ، وحسب معرفتي المتواضعة اجد الحب هو الذي يجمع القلوب . قد نحب اشخاص بعينهم في حياتنا و لكن المهم منهم هو من نكمل معه رحلة الحياة بكل ما فيها من حلاوة و مرارة .
وانا أدرك سلفاً أن الرجل في مجتمعنا له السيادة في كل شيء و المرأة هي ذلك المخلوق الذي منحه الإسلام الكثير من الحريات . لكن في مجتمع كالذي نعيش فيه نجده هضمها تلك الحقوق و وقف الرجل سواء أب او أخ او عم او زوج إلى اخر القائمة كالوصي عليها بحجة ولاية الأمر فيمنحها ما يريد بما يتماشى مع رغباته بل وصل الأمر إلى أن اصبح الرجل في عصر الحضارة التي لم تعرف البشرية مثلها مصدر قلق و سبب لأمراض كثيرة تعاني منها المرأة ، وانه اشد قسوة من ذلك الجاهلي الذي يؤد ابنتهُ خشية العار .
إنه يحجر عليها منذ نعومة أظفارها و يشدد في الرقابة لدرجة الاختناق و الانتحار ، وسعيدات هن اللاتي نجين من هذا الصنف من الرجال لكنهن قليل لسن مقياس في حديثي . نحن نتكلم عن حب الله وحب الأم وحب الولد والمال و لا نتكلم عن حب الإنسانة التي نرغب في العيش معها بقية العمر بل نعتبره من المحرمات و من الأمور التي تجلب الخزي والعار . أي منطق هذا و الحب سر الوجود إن التركيبة الاجتماعية التي تنظيم العلاقة بين الرجل و المرأة أصابها السوس الذي نخر جسد العلاقة بين الرجل والمرأة حتى اصبحت المرأة مثل الوقود الذي كلما زاد الاقتراب منه زاد انفجاره .
و من المؤسف أن اُستخدم الدين في توسيع الفجوة بينهما وكذلك العادات والتقاليد التي ما انزل الله بها من سلطان . نعم يوجد ميثاق غليظ في اجتماع الرجل بالمرأة و لكن لا يوجد بينهما في هذه الحالة إلا المودة والرحمة و ليس الحب . قد يقول قائل أني اخرج عن سياق النص القرآني و لكني اقول لماذا المودة والرحمة وليس الحب .
ارتفعت نسبة الطلاق بين المتزوجين الشباب و زادت قصص الحب والغرام بين الجنسين خاصة وأن وسائل الاتصال متنوعة و رخيصة في متناول الجميع والكل يبحث عن الحب .
لكن هل لدينا الشجاعة في رعاية قصة حب و تتويجها بلقاء الرحمن يباركه و الدين يشجعهُ ام أننا نقول عذرا اقبح من ذنب ( ما بني على باطل فهو باطل ) . الإحصائيات تقول أن الأسرة مفككة و الخيانة مسلك هذا الجيل الا من رحم ربي . العالم من حولنا يتغير و يتطور و نحن لازلنا جالسين عند اعتاب احكام القبيلة والعادات والتقاليد التي ما انزل الله بها من سلطان . قد نكون مثل النعامة التي تخفي رأسها في الرمل و كأننا حللنا المشكلة .
المشكلة هي كيف يوفق الشاب او الشابة باختيار شريك حياته . ليس الحل في الخاطبات اللاتي يزدن الطين بلة ولا في الجمعيات الخيرية التي تسعى جاهدة بالمساعدة في العثور على شريك العمر ولا بمواقع الإنترنت التي لا تليق بالمجتمع المسلم لأنها تدعو إلى ابتذال المرأة و التقليل من فرصة الرجل الصالح .
انا لستُ ضليعا بعلم الاجتماع و لكن سيرة الرسول عليه افضل الصلاة و السلام وصحبة الكرام وكذلك نسائهم افضل العبر في تلمس الطريقة المثلى في حل مشاكل الزواج .إن الحلول المستوردة من خارج نطاق بيئتنا لا تفي بالغرض . الحل ينبع من الأسرة و من عمق المجتمع الذي نعيش فيه بأن يتاح مساحة من الحرية في تقرير اختيار شريك الحياة و ألا يترك الأمر بيد اشخاص من لا ناقة لهم ولا بعير ، و لا يعيب المرأة أن تخطب لنفسها الرجل الكفؤ او تلمح بمن تريد ان يكون من نصيبها ، ولنا في زواج السيدة خديخة رضي الله عنها من سيد البشر خير مثال لكن هل لدينا الشجاعة في التعبير عن مشاعرنا بما يرضي الله و رسوله اشك في ذلك .
[
center]بقلم/حسين الغامدي
ولكم تحياتي[/center]