' مشاعل ' تعود للحياة، وتقول لكم:..... !



جميعكم سمعتم (أو: قرأتم) عن صبية عرعر 'مشاعل'.. تلك الفتاة الصغيرة التي قتلها البرد..
(تحمّل أيها 'البرد' فأنت الوحيد الذي نستطيع أن نرفع أصابع الاتهام في وجهك!)
'مشاعل' خرجت من قبرها، وقالت لنا جميعا دون استثناء:
البرد قتلني إذا ؟!!.. ما أجبنكم، أنتم وإعلامكم، وأقلامكم التي لا تصلح حتى كعكاز يتكئ عليه أعرج !
منذ سنوات وأنا أمامكم أسكن في مكان لا تسمحون أن تسكنه حيواناتكم المدللة!
منذ سنوات وأنا أحلم بـ 'بطانية' تقيني البرد، في بلد وصلت 'بطانياته' المجانيّة، وفروع جمعياته الخيرية مشارق الأرض ومغاربها!
تبا لكم، ولصراخكم..
تبا ً لدموع التماسيح، وللعيون الإعلامية التي تذرفها وهي ترى نصف المشهد وتتعامى عن نصفه الآخر !
كل هذه التغطيات والتحقيقات والمقالات العصماء عن موتي من البرد والفقر والتجاهل ؟!!.. والله لو أنكم منحتموني نصفها قبل موتى لكان أجدى لي وأشرف لكم.. ولو منحتموني ربع هذه المساحة وما تتقاضونه
خلالها من إعلانات لاستطعت بثمنها أن أشتري مئات البطانيات.
لا أشعر بصدق صراخكم.. بل أشعر بأن ضمائركم تؤلمكم، وما هذا الضجيج الإعلامي إلا علاج مؤقت لهذه الضمائر النائمة !..
اذهبوا إلى منازلكم الفخمة، والمكيفة بأحدث وسائل التدفئة.. وحاولوا أن تنسوا ملامحي.
اذهبوا إلى دواليب الملابس، وأخرجوا منها ملابسكم المزركشة الأنيقة.. وحاولوا أن تنسوا ملامحي.
دلعوا 'نوقكم' واصرفوا الملايين لترشيح شاعركم في 'شاعر المليون'.. وحاولوا أن تنسوا ملامحي.
حاولوا أن تنسوا ملامحي.. فمن أنا حتى أزعج مساءاتكم المرفهة ؟!..
أنا لست سوى صبية صغيرة فقيرة، تسكن في أقاصي الشمال البارد.. وتحلم بـ 'بطانية'.
أما أنتم............. !!
وصمتت 'مشاعل' وعادت إلى عالم الأموات. وفي رواية أخرى: حذف 'الرقيب' بقية كلامها !

للكاتب محمد الرطيان ...........