رسالة للباحثون عن الشهره:

نقول لهم:-

(الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الأرض، وليتذكر هؤلاء أن الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره،فكل من يثير ما يزعزع صفوف أمته المزعزعة أصلا بفعل عوامل داخلية وخارجية لن يجني إلا الندم والخسران ،حتى لو نجح في جذب النظر إلى شخصه فترة من الزمن ،فالألعاب النارية تضيء السماء بألوان مختلفة وتحدث صوتا وتنجذب لها الأسماع والأبصار لثوان أو دقائق معدودة ،ثم تختفي...وفي كبد السماء تبقى النجوم ويبقى القمر!)

علاج هؤلاء من وجهة نظري هو "التطنيش" فإن تجاهلهم وعدم الاهتمام بهم والانشغال بمقارعتهم وتضييع الوقت في الرد عليهم أو التصدي لأقوالهم وأفعالهم هو أجدى ونتائجه ملموسة أكثر على المدى المنظور،أما عكس ذلك فهو لا يفيد المجتمع ويشتت الذهن ويحرق الأعصاب ،والأهم أنه يحقق هدفهم المنشود،ولقد وضع لنا القرآن الكريم منهجا في التعامل مع الجهلة،وطبعا تأكد جهلهم رغم ادعائهم العكس،فقال جل وعلا مادحا عباده المؤمنين { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاماً } [سورة الفرقان، الآية 63] ،أما الإمام الشافعي،رحمه الله،فقد لخص لنا ببيتين من الشعر آلية وطريقة التعامل مع هذا الصنف فقال:-

إذا خاطبك السفيه فلا تجبه*** فخير من إجابته السكوت
فإن خاطبته فرجت عنه*** و إن تركته كمدا يموت

فلا ينشغلن عالم أو غيور على الأمة ودينها بترهات هؤلاء لأنه يمنح أفكارهم قيمة بإضاعة الوقت في نقاشها ويعطيهم فرصة للشهرة والنجومية التي لا يستحقونها.

( منقول )