السعودي علي رجب حول معهدا خاسرا إلى أكبر كلية بشرق كنـدا:

عندما سافر إلى كندا قبل أكثر من 10 سنوات لاستكمال مشواره التعليمي والحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه؛ لم يشأ المهندس السعودي علي رجب أن يكون كغيره من العرب الذين تقتصر مهمتهم على تحصيل الشهادة، فقرر ألا تكون رحلته للدراسة فقط، لأن لديه طموحات كبيرة يغذيها رصيد طويل من خبرات ناجحة في السعودية في العديد من المجالات.

ولأنه يدرك أن النجاح يمكن أن يتكرر في أي مكان فقد صمم رجب أن يقتنص الفرصة عندما سنحت له بلا تردد ليدخل قطاع الأعمال الكندي، رغبة منه في ألا يكون كأقرانه من الطلبة الذين يضيعون الكثير من الفرص التي تلوح لهم للنجاح أثناء تواجدهم في دول الغرب.

ويقول المهندس رجب في حديث خاص لـ"الأسواق نت" أثناء تواجده في الرياض مؤخرا في إجازة، إنه سافر إلى كندا قبل أكثر من 10سنوات ليستكمل مشواره التعليمي بحصوله على درجة الماجستير، إلا أنه ومع خطواته الأولى في هذه الدولة كانت أفكاره محددة وواضحة أمام عينيه، وتدور بشكل أساسي حول إثبات الذات كرجل مسلم أولا وكمواطن سعودي ثانيا، وخاصة في ظل ظروف حالية تسير بعكس ما يشتهي كمسلم عربي.

وأضاف أنه سنحت له الفرصة حيث قام بشراء معهد كندي للغة الإنجليزية يعاني من خسـائر ومعرض للإفلاس، وكــان إجمالي دخله السنوي لا يتجاوز 350 ألف دولار.


مخاطرة محسوبة

وذكر أنه خلال أقل من عامين ماليين استطاع تحويل ذلك المعهد إلى أكبر كلية خاصة في شرق كندا تحمل اسم "Atlantic Canada"، وليرتفع دخل المعهد السنوي إلى أكثر من 1.5 مليون دولار خلال أول 10 أشهر، وليفوز بالمركز الأول وبالجائزة الذهبية لتربعه على قائمة أفضل 20 شركة كندية، ويتم تكريمه من قبل الحكومة الكندية نظير هذا الإنجاز الكبير، في حفل رسمي ضم أبرز الشخصيات والهيئات الكندية.

وعن هذه المغامرة وكيفية تحويل هذا المعهد إلى أكبر كلية خاصة في شرق كندا، قال: "كانت خطوة شراء معهد خاسر من قبيل المخاطرة المحسوبة عندي، ووجدتها فرصة كبيرة لأحقق ذاتي في هذا المجتمع الغربي، وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتني فقد كان لدي العزم والتصميم على النجاح".

ورأى رجب أن التحدي الأساسي أمامه هو "العمل على زيادة دخل المعهد، وسط منافسة شرسة من معاهد وكليات ذات اسم عريق، وقد احتاج ذلك مني إلى جهد كبير ومتواصل، ولقد ساعدتني خبراتي المتنوعة التي اكتسبتها في السعودية، والتي كانت في مجال الإعلام الاقتصادي وكمدير في شركة عبد اللطيف جميل، على سرعة التأقلم ورسم السياسات التي تكفل لي النجاح، والتي كان أهمها السعي بحذر عند استقطاب موظفين والتأكد من سلوكهم وأخلاقياتهم أولا ومن ثم أنظر إلى خبراتهم".

ويقول إنه يؤمن بأنه لا يمكن تغيير سلوك الناس، ولكن يمكن تدريبهم وتعليمهم مهارات جديدة، وطبقت ثلاثة أمور مهمة بشكل مستمر في مسيرة عملي "تتلخص في الشعور ومعرفة ما يدور حولي جيدا، وعمل الدراسات اللازمة، ثم العمل الجاد".


الاحتراف في العمل

وعن سر نجاح شركته أضاف: "إنني ركزت منذ شراء المعهد على تكوين علاقة حميمة مع الزبون، والاحتراف في العمل، ونحن طبقنا هذين العاملين وأوجدنا علاقة متميزة وحميمة مع عملائنا من خلال أمرين أولهما اختيار فريق عمل جيد والعمل على إبهاج فريق العمل بشكل مستمر والتأكد من معرفتهم بأهداف الشركة وكيفية الربط بين ما يقومون به من عمل وبين أهداف الشركة".

وأوضح رجب أن الأمر الثاني هو إدراكي أن سياسة إرضاء العملاء تعتمد على مجموعة كبيرة من الخدمات الصغيرة التي يجب عملها بشكل مستمر والتأكد من عملها بشكل صحيح.

وعن الاحتراف في العمل قال رجب "إنه يمكن تلخيص الموضوع في دراسة السوق بصفة مستمرة، وتطوير المنتج للمنافسة، والسرعة في تلبية احتياجات الزبون، والبحث عن ما يرغب الزبون في شرائه وليس ما نرغب كشركة في بيعه، من خلال دراسة الأسعار وتقليص المصاريف للوصول للربح المخطط له".


الفوز بالجائزة وخطط التوسع

وعن فوزه بالمركز الأول وبالجائزة الذهبية نتيجة لتربعه على قائمة أفضل 20 شركة كندية، وتكريمه من قبل الحكومة الكندية، وصف المهندس علي رجب لحظة تكريمه بأنها "كانت مفاجأة له لأنه مثل غيره من الحضور لا يعرفون النتيجة".

وأضاف: "عندما أعلن عن فوزي بالجائزة الذهبية كانت مفاجأة لي، إلا أن المفاجأة الأكبر كانت عندما أعلنت في الكلمة التي ألقيتها حسب بروتوكول الحفل، أنني سعودي الجنسية، حيث ظهرت الدهشة على وجوه الحاضرين ومن ثم وجدتها فرصه جيدة لأشيد بالسعودية وألقي بعض الضوء على ما غرسته السعودية والتعاليم الإسلامية من حب العمل والتفاني والإجادة والإتقان".

وعن كيفية تعامل الإعلام الكندي معه عقب فوزه بالجائزة قال: "لقد كان الإعلان عن أني سعودي مثار دهشة وسائل الإعلام الكندية المختلفة أيضا والتي استضافتني الكثير منها للحديث حول الإنجاز الذي تم تحقيقه وعن فوزي بالجائزة، وعن خططي المستقبلية للكلية".

وشرح المهندس رجب خططه بالنسبة للكلية في المرحلة المقبلة، وقال إنها تدور حول زيادة عدد فروع الكلية في عام 2014 إلى 6 فروع حول العالم بإجمالي 15 مليون دولار مبيعات سنوية.


العودة إلى الوطن

وعما إذا كان يفكر في العودة إلى السعودية وبخاصة إنها في حاجة ماسة لأمثاله لرفع المستوى التعليمي وبخاصة مع توجه السعودية لرصد مخصصات عالية للتعليم، قال إنه لم ينس بلاده على الإطلاق، ودائما هي حاضرة في تفكيره، وأنه سيعود إليها بعد الانتهاء من خطط توسع الكلية والحصول على شهادة الدكتوراه في الإدارة، ليدير عمله من السعودية.