أسألك اللهم أن تصلي وتسلم على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون وسلم تسليمآ كثيرآ...

السحر بين الحقيقة والخيال ......

كثر الحديث عن السحر منذ القدم وأخذا القول فيه مسامع الناس على مر العصور . والسؤال هل للسحر واقع وحقيقة أم هو وهم وخيال ؟

وقد كثر اللغط والكلام حول الاءجابة على هذا السؤال بين عالم صائب وجاهل خاطئ. فهناك من أثبته وهناك من نفاه ونحن أمام ذلك لا بد وأن نعتمد على العقل والدليل الذي على أساسه نميز بين الحقيقة والخيال ,
لذا نقول أن السحر له واقع وحقيقة ؟ لأنه قد قام الدليل الصحيح على وجوده من خلال القرآن الكريم الذى هو كلام الله...

فإن الله تعالى تحدث عن السحر في كثير من الآيات منها قوله تعالى في سورة البقرة الآية(102 ) (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان )الى آخر الآية . وحيث ان هذه الآية تدل على سحر التفريق وأن الله تعالى قد نهي
عن السحر في هذه الآية بقوله(ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق )(البقرة -102) فليس من المعقول أن ينهي الله عن شئ غير موجود وليس له واقع وأيضآ لا يمكن أن يكون السحر مجرد وهم وخيال وهو يضر الناس ويفرق بين المرء وزوجه . بل الضرر والتفريق المنسوب للسحر في الآية كاشف عن أنه واقع وموجود
وأيضآ مما جاء في القرآن الكريم في معرض حديثه عن نبي الله موسى عليه السلام عندما واجه سحر السحرة بعصاه في زمان فرعون قال الله تبارك وتعالى في سورة طه الآية (66-67-68-69) قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت ألأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى.
نستنسخ من خلال هذه الآيات أن للسحر تأثير على الخيال والأبصار, وإلافما معنى قوله تعالى (يخيل إليه من سحرهم أنه تسعى) بالنسبة للحبال والعصي فنفهم من ذلك ونقول إن هذه العصي هي عصي والحبال هي حبال في الأصل ولم تتبدل ولم تتغير من حيث الصنع والواقع عندما تحولت هذه العصي على خلاف صورتها الحقيقة ولكن الذى حصل هو أن الأبصار شاهدت الحبال والعصي على خلاف حقيقتها من جراء تأثير السحر على حاسة البصر كما أفصحت الآية مع بقاءهما على واقعهما... وبناء على هذا نخلص القول بأن السحر له واقع ووجود ودوره في التأثير على الناس؟