آراء رياضية:

الكاتب: منصور عبدالله

في هذا العام، نظمت الإمارات كأس آسيا للشواطئ وشاركت فيها وفازت بلقبها، كما كان الحال في العام الماضي.. وتجرى حالياً بطولة كأس آسيا للصالات في أوزبكستان..ومع هذا لا نجد أي تواجد للأخضر السعودي في هذه البطولات..!!

وعندما نتحدث عن لعبة كرة القدم في وطننا العربي أو القارة الآسيوية، يقفز اسم المملكة العربية السعودية شئنا أم أبينا في طليعة حديثنا، فنستعجب من حالة التنافر ما بين هذه البطولات وبين الاتحاد السعودي لكرة القدم..!! الأغرب من كل ذلك بأنه لا يوجد سبب مقنع يمنع تواجد الأخضر في مثل هذه البطولات..!!

المنطق والأرقام، يشيران إلى أن الكرة السعودية تمتاز بتوافر العوامل الأساسية والمساعدة لتنفيذ برامج وأنشطة يقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ولكن الاتحاد السعودي لا يدرك أهمية مثل هذه البطولات التي اصطبغت بالألوان الرسمية بعد انضمامها إلى عائلة الـ"فيفا" في السنوات الأخيرة، فالـ "فيفا" رأت بأن مثل هذه البطولات ستحيي وستزيد شعبيتها في العالم، ناهيك عن الدخل المالي وتحقيق الأهداف التسويقية والتجارية والإعلامية، والأهـم من كل هذا هو استغلال وجود لاعبين قدامى أو لاعبين مميزين لم تسعفهم الظروف للمشاركة في الأندية أو المنتخبات على الملاعب العشبية.

بيد أن جل اهتمام الاتحاد السعودي ينصب داخل المستطيل الأخضر، متناسياً دوره كمنظمة كروية لا يقتصر على الملاعب العشبية، فإذا كانت بلد مثل أوزباكستان ذات الإمكانيات المحدودة والتي لا تملك شواطئ بحرية تشترك وتطلب تنظيم بطولة الشواطئ، فماذا نقول عن السعودية؟
يعني.. هل من المعقول أن تشارك الفلبين وهونج كونج وغيرها من الدول التي لا وجود لها في خريطة الكرة العالمية، فيما يستمر غياب الأخضر عن التواجد..يعني معقولة يالسعودية؟؟

عندما بحثت عن المشاركات السعودية في مثل هذه الأنشطة، لم أجد سوى مشاركة واحدة في كأس العالم للصالات في عام 1989، وهذا ما يدعو إلى الاستغراب والدهشة، خاصة أن السعودية تعتبر من البلدان المتطورة كروياً على مستوى العالم، ولكن على ما يبدو أن حالة التنافس في الملاعب الخضراء، تكون أكثر رسمية بالنسبة للقائمين على الكرة السعودية، على الرغم من الاعتراف الرسمي من الـ"فيفا" بكرة الشواطئ وكرة الصالات، وعلى الرغم من رفض الاعتراف بالبطولات الإقليمية العربية.!!
ويبدو أن الاتحاد السعودي لا يعلم بأن هناك مناجم كروية في حواري الرياض وشواطئ جدة ورمال الدمام، ويبدو أنه لا يثق بإمكاناته وقدراته على الاشتراك وتنظيم مثل هذه البطولات، ولا يدرك أهمية هذه الأنشطة والتي قد تدر عليها دخلا ماديا آخر، والأهم إفساح المجال لشباب قادرين على تحقيق إنجازات رسمية وموثقة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، فالبطولات الإقليمية التي لا تعترف بها الـ "فيفا" هي في النهاية ما بين العرب ليس إلا..!!

* نقلاً عن صحيفة "الاقتصادية" السعودية