بعدما تعشوا الجماعة وتحمدوا لعطية على سلامة سعيد وكلن سرا بيته
رفعوا أغراضهم وكفتوا ضيعتهم وما يعناهم وغسلوا حلالهم
عدا الشيبة عطية العلو وصعق على كهلته صندله وعلمها بما في خاطره هو وعمه ابو علي من هرجة لسعيد في بنت عمه ابو علي دلت صندلة تغطرف من شق وطرف ( وهبت نفسها ما درت بشيء)
قمعها عطية في وسط صندحتها وقالها هيه بكرة من جهمة الطير اغدي خايلي في صبية سعيد
صندلة ما رقدت ذيك الليلة طقتها الفريحة ماهي مصدقة ان سعيد بينكح وبيملأ الحيّر اذاري
وإنها تقوم من قبل الصلاة وتعجن ذيك العجينة وتملكها وتخمرها وتصلي الفجر وحمت الملعقة وتسوي ذيك القرصان وتلبزها وتهب فوقها شوية سمن وشوية عسل وتلاجة قشر وتلتقط حوكتها وامتلخت لها خوطين بعيثران وخوطين ريحان وهبت فوقها عود كادي (بوكيه ورد) وفينها وفين بيت ابوعلي
ولا أذن الديك الا وهي في حارتهم بالرحمن وعند عتبة الباب
يا أهل البيت أصبحتم الا وحمدة مرة ابو علي تلتقيها عند الباب صبحها بالرضا والسرور ياربي حيها يا نفدى بطون ارجولك (حمدة قد عندها خبر من البارح التراحيب تيه ماهي بلاش ولا امست البنت الا وقد خلبوها بالحنا من راسها لا كرعانها محتسيّن على ام سعيد انها بتقبل )
وتقلطها وترحب بها
حمدة: وفرحنا لك بالعقيلة يا خته وحمد الله على سلامة سعيد وكيف ابو سعيد والبنات رفعة وصالحة العسل
صندلة : الله يسلمك ويعافي روحك ويـــــــــوفقل ك كلهم بخير ويسلمون عليكم
حمدة : فكرة فكرة ( العروس) تعالي حيّ على امك صندلة
وتعدي فكرة بإستحيا ء شديد تسبقها ريحة الحناء ( تقول سودانية ) ويد فيها القهوة ويد فيها الفناجيل
صندلة : يا نفدى بطون ارجولك الدفع بي عنك ياربي اسعدها ووفقها ما شاء الله تبارك الله ذكر النبي لا إله الا الله محمد رسول الله
وان فكرة تمد ذيك السفرة من كل شكل الايدامات والسمنان والعسلان واللوز والزبيب وطاسة تين وطاسة حماط وصحن خوط فوقه قرص ذرة يهنا بالهنا وبسكوت ابوميزان (ماركة المداح )
صندلة مستمرة في سيمفونية التدفع والتفدي
قالت صندلة :هيا يا حمدة نحا سعيد جاء من امريكه وانا وعطية تشاورنا البارح وقلنا الولد ما ينقصه الا صبية وقلنا فين بنلقى احسن من فكرة
صبية عاقلة ودندونة وحرة وبنت بيت وتحشم الصغير قبل الكبير

(فكرة داخت من الإطراء والمديح ) وان امها تدب ايدها وتلتقصها في بطن ارجولها ( يعني قومي ) الا وفكرة مسكينة ما عادت تدري في الطريق من حرارة اللقصة
حمدة والضحكة تعلو محياها : فكرة استحت من هروجك وقامت تعرفين بنت تستحي


طبعا هذه الاحداث صارت وسعيد في علوه عيونه مفنجلة ما رقد من البارح يفكر كيف يعلم الشيبة ان عاد معه شنق في حلقه ولا يقدر ينكح ( لان الشنق امريكي ما يتبلع ويسكت مثل المحلي )

ولا يدر من فين يدلي ويعلم ابوه واهله بـــ ليزا وبنته صافي
الا وابوه فوق راسه
عطية : صباح الخير يا ولدي
سعيد ينتفر من فراشه : الله يصبحك بالرضا ويسلم في راس ابوه
عطية : سعيد وذاب عيونك حمرتها لا يكون ما رقدت
سعيد : لا الحمد لله نمت وشبعان نوم بس يمكن من التعب لي يومين ما نمت
عطية : هيه قوم وانا ابوك وتعال نتفاول
عطية : صالحة صالحة
صالحة : نعم يا ابه صبحك الله بالخير
عطيه : صبحها بالنور زهبي الفال لي انا واخوك سعيد وقيمي العشر اخوك حامد
صالحة: ابشر يا ابه


منقول