عاد سعد من جدة إلى الدير ه لقضاء إجازته السنوية وكان السفر يأخذ عدة أيام قبل الإسفلت .. وفي الدير ه كان يحب ( يدعب ) الوادي ويتحدث إلى العم محمد ( فمنذ عرف العم محمد وهو في تلك المجرّ ه ) خلف الثور يسوق ( يسقي) القضب : وبعد مجاذبة لأطراف الحديث استمرت ما يقارب الساعة .. دار الحوار التالي :-
سعد ً : ياعم محمد .. لماذا تسقي هذا القضب ( البرسيم ) ؟؟
العم محمد : ألقم به الثور ..
سعد : ويش تبغى بالثور ؟؟
العم محمد : أسقي به القضب ..
وغادر سعد وهو يتساءل ! هكذا منذ عرفته ؟ الثور يسوق به القضب !! والقضب يلقم به الثور ... إذا من هو الثور ؟
وظل سعد يتساءل ؟ ما الفائده إذا .. أهو الفراغ الذي يقتل الإنسان إن لم يشغله بأي عمل حتى ولو لم يكن مفيد ؟
أم هو ضعف يعتري الفكر الإنساني مهما أشتهر به من الحمكة وحسن الرأي والتدبير ( مثل العم محمد ) ..
وراح يتذكر ( يتذكر فقط .. لا يشبه ) .. فلا وجه للشبه بين المسلم الملتزم مثل العم محمد .. ومشركي قريش
يتذكر ماكانت تفعله قريش رغم سيادتها بين قبائل العرب وما اشتهرت به من حسن الرأي والشجاعة والشهامة ... إلخ ومع هذا كان منهم من يعمل لنفسه إلهاً من العجوة .. يعبده ويرجوه ويستمطره ويستجديه .. إلخ ، وإذا جاع أكله .. ويظل سعد يحدث نفسه ... ما أضععععععععععععف الإنسان ، ويتساءل لماذا لا أكون أنا وكل إنسان على وجه البسيطة مهما تصور صاب رأيه وحسن تصرفه أن يكون في سلوكه ما يشبه بعض التصرفات المضحكة التي ترى من غيره من زاوية لايراها هو ......... ما أضععععععععععععع ف الأنسان !!!