مؤشر أسعار "الكبسة" السعودية يواصل الصعود رغم الدعم الحكومي للأرز:

على رغم من انخفاض أسعار الأرز أخيرا، بعد الدعم الذي قدمته الحكومة، والبالغ ألف ريال (الدولار= 3.75 ريالات) للطن، وشمل المخزون منه، إلا أن ذلك لم يكن له تأثير في أسعار "الكبسة" الأكلة المفضلة لدى السعوديين وكثير من المقيمين.

وكشأن كثير من القطاعات، إن لم يكن كلها، رفعت مطاعم "الكبسة" الأسعار عندما زادت أسعار الأرز، ولكن عندما تراجعت الأسعار، ظلت "الكبسة" على حالها، وبقي سعرها مرتفعا، بحسب تقرير للزميل ماجد الشديد نشرته جريدة "الحياة" اللندنية اليوم الجمعة 23-5-2008.

ويقول صاحب أحد محال المثلوثة فيصل محمد "إن بعض أصحاب المطاعم استغلوا ارتفاع أسعار الأرز عالميا، لزيادة أسعار الوجبات في محالهم، وبنسب أعلى من ارتفاع الأرز".

وأوضح أن سعر كيس الأرز زنة 45 كلغم قبل الزيادة كان يبلغ 150 ريالا، وبعد الزيادة بلغ 200 ريال، بزيادة 33%، واستغلت مطاعم المثلوثة الفرصة ورفعت السعر من 18 إلى 24 ريالا للدجاجة الواحدة.


جشع واستغلال

وأضاف: تأتي مع الدجاجة الواحدة كمية من الأرز تكفي شخصين، وهو ما يعادل نصف كيلوغرام، وهذا جشع واستغلال، وهو ما اتضح بعد الدعم، وتراجع الأسعار؛ إذ لم تخفض المحال الأسعار، لافتا إلى أن غالبية المحال المختصة ببيع الأرز، يملكها أجانب من جنسيات عربية، وإن كانت مملوكة بالاسم لسعوديين.

من جهته، أشار مدير أحد محال بيع الأرز علي كرمون إلى أن أسعار وجبات المثلوثة شهدت ارتفاعات متتالية، بسبب ارتفاع مكوناتها، وليس الأرز فقط، فالزيت ارتفع سعره كثيرا، والعبوات الكبيرة زادت من 140 ريالا إلى 161 ريالا، وهي مشكلة عالمية وليست محلية فقط.

وأضاف أن الارتفاع الذي شهده الأرز خلال العامين الماضيين من 135 ريالا إلى 200 ريال للكيس يعتبر جنونيا، ناهيك عن المدخلات الأخرى التي لا بد من توافرها في "الكبسة"، لكن الضوء تم تسليطه على الأرز.

وعن أنواع الأرز المستخدم في طبخ الأرز، قال كرمون "إن الهندي هو المفضل لدى السعوديين، و80% من المطاعم السعودية تستخدمه في طبخ "الكبسة"، كما أن الأرز الباكستاني الذي يأتي من منطقة بيشاور يعتبر الأغلى والأفضل، والكثير يفضله لخفته على المعدة".

أما صاحب أحد محال بيع المثلوثة فيصل علي، فيقول "اتجهت خلال الأعوام الماضية إلى استيراد الأرز مباشرة من الهند، بعد أن نال الأرز الذي أقدمه للزبائن الثناء بشكل كبير، حتى إن الكثيرين طلبوا شراء الأرز فقط، وكثيرا ما أقوم ببيعه لهم قبل الطبخ، بعد أن استطعت الاستيراد بكميات وأبيعه لزبائن المحل فقط".

وأضاف بعد تذبذب أسعار الأرز على النطاق المحلي والعالمي أيضا، أصبحت أستورد الأرز فقط لتلبية مطالب المطاعم فقط وليس للبيع، على الرغم من حرص الزبائن بشكل كبير على الحصول على كميات منه ولو بسعر مرتفع، وأنتظر استقرار الأسعار عالميا حتى أقوم بتلبية الطلبات مرة أخرى.

أما المواطن غالي الباز فيستغرب بقاء أسعار الأرز مرتفعة لدى المطاعم، على الرغم من الدعم الملكي الذي شمل المخزون أيضا، وقال "لا أجد أي مبرر للارتفاع الكبير، ولا أعلم هل توجد جهات تراقب الأسعار أم لا؟ وعلى أي أساس يتم تغيير السعر من فترة إلى أخرى، ومن الذي يقوم بتحديد هذا السعر؟".

وأشار إلى اتجاه كثير من المطاعم إلى تقديم الأرز قليل الجودة، على الرغم من أن السعوديين يتذوقون الأرز بشكل جيد، ويميزون بين الأرز الجيد وقليل الجودة.