السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

: النظرة الشرعية :


يخطئ كثير من الشباب عندما يستغنون عن نظرتهم بنظرة أمهاتهم أو أخواتهم، وأنا هنا لا أغفل أهمية نظرة الأهل ولكن لا تكون هي الأساس الذي يقوم عليه الاختيار.
بل على الشـاب أن ينظر إلى الفتـاة بنفسه وهي تنظر إليه فإن رضي كل منهما الآخر أبدى موافقته حتى لا يلوم أحــد الزوجين بعد الزواج طرفاً آخر كان سبباً في الاختيار وإن استطاعا أن يتحدثا ساعة النظرة مع بعضهما فهذا أفضل فالمنطق أحياناً يزيد صاحبه جمـالاً أو قبحاً وقد يتعرف كل طرف بتفكير الآخر ومنطقه.
روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: إنه تزوج امرأة من الأنصار فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( أنظرت إليها؟ قال: لا. قال: فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً ) قال الغزالي في الإحياء: اختلف في المراد بقوله شيئاً فقيل عمش وقيل صفرة.
وكأن الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو إلى النظر حتى لا يفاجأ بعد الزواج بأمر قد يسوءه.
وعند الترمذي والنسائي: أن المغيرة بن شعبة خطب امرأة، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) يؤدم: أي تدوم هذه العشرة والمحبة من خلال تلك النظرة.( و الأَدْمُ: الألفة و الاتفاق يقال(أدَمَ) الله بينهما أي أصلح و ألَّف ... يعني أن تكون بينكما المحبة و الاتفاق)
وأخرج أبو داود والحاكم من حديث جابر مرفوعاً( إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ) ، فهذه أحاديث واضحة جلية في جواز نظر الخاطب إلى من يريد أن يرتبط بها باقي حياته، وقد يعترض بعض الآباء على ذلك بحجة أن المتقدم حين تقدم، تقدم من أجل دينها وحسبها وليس من أجل شكلها وهذا صحيح ولكن الشكل والمظهر مهم للرجل فيأخذ المتقدم بنت الحسب والنسب وهو على دراية بها فلا يفاجأ ولا يصدم ، فكم من فتاة رفض أبوها أن يراها المتقدم بحجج واهية، ثم عادت له بنت الحسب والنسب مطلقة!
وكم من فتاة رفضها رجل بعدما رآها فكانت الرؤية خيراً حيث تُركت من قبل العقد ، وليعلم الآباء والبنات أن النظرة ليست للرجل فقط بل هي للفتاة أيضاً فلربما ترفضه بعد الرؤية وفي ذلك خير كثير.
فكم من بيوت تهدمت بسبب بعدها عن هدي الإسلام وأوامره، وتقديم الأعراف والعادات على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم


والله أعلم وأحكم



منقول للفائده