السعودية.. مخاوف من تسرب نصف مليون عبوة عصير تالفة للأسواق:

فتحت وزارة التجارة السعودية تحقيقات موسعة لمعرفة الأسباب التي قادت شركة مشروبات غازية شهيرة في المملكة إلى إخفاء ما يقارب من نصف مليون عبوة مشروب كان من المقرر إتلافها.

ويخشى المسؤولون في الوزارة أن تتسرب هذه العبوات إلى الأسواق، مما دفعهم إلى إحالة القضية إلى المدعي العام من أجل التحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة، وفقا لما قال تقرير للصحفي عبد الرحيم بن حسن، ونشرته جريدة "عكاظ" السبت 14-6-2008.


ترجيح التسريب

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن مسؤولين في وزارة التجارة رجحوا تسريب البضاعة المقرر إتلافها إلى السوق المحلية، معربين في الوقت ذاته عن قلقهم من عدم القدرة على سحب تلك الكميات من السوق إذا أثبتت التحقيقات ذلك.

وتقول الصحيفة إن المشكلة بدأت حين جمعت شركة المشروبات الغازية أكثر من 17.5 ألف كرتون تحتوي على ثلاثة أصناف من المشروبات الغازية المعروفة، ثم وضعوها في عدد كبير من شاحنات النقل الطويلة "التريلات"، قبل أن تعلن عن أن تلك الكمية غير صالحة للاستهلاك الآدمي.

وكانت الشركة قد أرسلت عن طريق مدير عملياتها خطابا لفرع وزارة التجارة بجدة تخبرهم فيه بأن هناك بضاعة تالفة تحتاج إلى (لجنة إتلاف) مشكلة من الجهات الحكومية المعنية للتخلص منها.

وعلى الفور شرعت الجهات الحكومية في إعداد (لجنة الإتلاف) واستكمال باقي الأوراق الرسمية حتى انتهت من تشكيلها، وحين ذهبت اللجنة للمعاينة لكي تحدد تاريخ الإتلاف فوجئوا بأن البضاعة غير موجودة، وبعد البحث والاتصالات المكثفة أخبرتهم الشركة أنها أتلفتها بطريقتها الخاصة مطالبة في الوقت ذاته بالحصول على شهادة حكومية تؤكد إتمام عملية الإتلاف، على الرغم من أن أيا من الجهات الحكومية لم يشهد عملية الإتلاف.

ولم تتردد اللجنة في رفع خطاب عاجل إلى الجهات المعنية تطلب فيه ضرورة إحضار البضاعة واكتشاف الأسباب الحقيقية التي قادت إلى التصرف فيها على هذا النحو.

وبعد ذلك طلبت اللجنة اتخاذ إجراء عقابي بحق الشركة إذا رفضت توفير البضاعة مع تغريمها كون هناك احتمالات فرضية يجري تداولها في فرع وزارة التجارة تشير إلى أن الأسباب التي قادت إلى اختفاء البضاعة تعود إلى أهداف ربحية بحتة.

ومن المنتظر أن تبدأ اللجنة خطوات رسمية في الأسبوع المقبل من أجل اكتشاف مصير البضاعة التي يخشى مسؤولون في الوزارة أن تكون قد بيعت في السوق المحلية، رغم عدم صلاحيتها.