منذ أكثر من ربع قرن تقريبا شمر أهالي بلجرشي سواعدهم لفتح طريق جديد ومختصر يوصل السراة بتهامة ويساعد على تنشيط الأعمال التجارية والسياحية وتبادل المصالح، وبرغم تواضع المحاولة بالنظر إلى قلة الإمكانيات ومحدوديتها التي لم تتجاوز كريكا ومسحاة وعتلة، وبعض الأدوات البسيطة المساعدة في شق الصخور وإزاحتها. إلا ان الإرادة القوية والهمة العالية أطاحت بأعتى الصخور وأقواها ، وعندما تطلب الأمر معدات ثقيلة تساعد على إنجاز أكبر مسافة ممكنة إستعان الأهالي بالبلدية والمواصلات (سابقا) إدارة الطرق والنقل حاليا وتم فتح أجزاء كبيرة من العقبة بطريق ضيق محفوف بالكثير من المخاطر ، لكن البلدية والمواصلات توقفت كون الأمر يتطلب أموالا طائلة ومعدات ثقيلة بعدد كاف. ومع مرور الأيام وكثرة الأمطار والسيول وتساقط الصخور تهدمت معظم أجزاء الطريق وأصبح من الصعوبة استخدامه ، لكن رغبة الأهالي وحماسهم في افتتاح العقبة لم يتوقف وبدأت المخاطبات مع الجهات المعنية والتي استجابت لهم بعد مضي أكثر من 12 سنة ووضع سمو أمير منطقة الباحة بحضور وزير المواصلات أنذاك حجر الأساس عام 1418هـ وكانت مدة التنفيذ قرابة أربع أو خمس سنوات ، لكن المدة انتهت وتلتها سنوات مضاعفة والحزن لا زال يخيم على عقبة حزنة.
أطلال النصب التذكاري
على مشارف العقبة يقف النصب التذكاري لافتتاح المشروع منذ 12 عاما والذي لم يعد سوى أطلال تحكي قصة مشروع لم ينجز وتقف أمامه العديد من العقبات والمبررات التي تطلقها بين كل فترة وأخرى إدارة الطرق بالباحة، ويشير عادل البقار (مدير مدرسة) أن عقبة حزنة أصبحت معضلة ولغزا محيرا، وتساءل البقار عن المبالغ التي أعلنت عنها إدارة الطرق خلال السنوات الماضية والتي تتجاوز 70 مليون ريال، لافتا إلى أن ما تم إنجازه لا يمثل حقيقة وحجم تلك المبالغ المعلن عنها، وبين البقار أنه أجرى اتصالا هاتفيا بوزير النقل بتاريخ 1428/12/20هـ يشكو له بطء وسوء تنفيذ المشروع ، فأرسل الوزيرلجنة ثنائية عاجلة خلال يومين من اتصاله تضم المهندس عبد الله السليمان وخالد اليحيى بالإضافة لمدير طرق الباحة وعريف قرية حزنة خلف بلخير والدكتور احمد قشاش ووقفت على العقبة بتاريخ 1428/12/22هـ مبينا أن اللجنة أعدت تقريرا حول العقبة ومطالب الأهالي إلاّ أن الشكوى وتقرير اللجنة لم يكن لها أي أثر ملموس على تحسن الأوضاع.
تغيير المسارات
ويشير كل من علي الغيلاني وناصر البقار وتوفيق الغامدي وآخرون أن العديد من الأهالي ورغبة منهم في المساهمة في فتح العقبة تبرعوا بأجزاء من أملاكهم على أمل أن تجتهد إدارة الطرق في سرعة التنفيذ لكنهم صدموا مما يحدث ، فلا هم استفادوا من أملاكهم أو المشروع الذي لم ينجز وضحوا من أجله.
وطالبوا بالتحقيق في أسباب تأخر تنفيذ العقبة وكشف الأسباب الحقيقية ومعاقبة المقصرين خاصة وأنـه تتـم بعـد كـل فترة وأخرى رصد مبالـغ بالملاييـن لفـتـح مســار جـديـد بحـجـة خـطـورة المسارات السابقة وتتم سفلتته ثم يلغى كليا ويفتح مسار جديد من موقع آخر، هذا بخلاف عشوائية التنفيذ ورداءة الإسفلت وضآلة سماكته مما أدى لإتلاف الممتلكات والمساكن التي تقع على طريق العقبة وتدمير البيئة والنباتات والأشجار 0
خطورة الطريق
محمد الغامدي وعبد الله صالح وسعيد عطية أكدوا أن عددا قليلا من المواطنين من أصحاب سيارات الدفع الرباعي فقط يمكنهم استخدام الطريق بصعوبة بالغة ومخاطر لا يمكن التنبؤ بها، فالنازل من العقبة كما يشيرون لذلك لا يمكنه الصعود لكون أغلبه ترابيا وغير معبد وتكثر الانهيارات وتساقط الصخور، وطالبوا إدارة الطرق بالتعاون مع الجهات الأمنية منع استخدام العقبة لحين الانتهاء من فتحها وسفلتتها بالكامل تجنبا لوقوع أية حوادث قد تُزهق فيها أنفس بريئة لاسيما وأن الانهيارات الصخرية من الجبال لا تتوقف بسبب وبدون سبب ويزداد الأمر سوءا وقت نزول الأمطار بغزارة.
توجيه الأمير
محافظ بلجرشي الدكتور محمد جمعان دادا أكد أن سمو أمير المنطقة يولي هذه العقبة اهتماما كبيرا ولفت أنه تلقى توجيه سموه بالوقوف على العقبة بمرافقة مدير عام الطرق والنقل بالمنطقة لدراسة ووضع الحلول اللازمة لإنهاء المشروع، مشيرا إلى أن العمل جار حاليا في المرحلة الثانية والتي ستنتهي في شهر رمضان القادم ومن ثم العمل في المرحلة الثالثة المنتهية في جمادى الأولى من العام القادم وتنتهي معها فتح وسفلتة العقبة كليا ومن ثم العمل في المرحلة الرابعة والأخيرة المقتصرة على وضع الحمايات الخرسانية وقنوات تصريف المياه إضافة لبعض اشتراطات السلامة المرورية.